- كان على أحدهم إيقاف تلك المهزلة..
- بل أن المتعة بدأت للتو.
°•°•°•°•°•
"هبوطٌ منقطع النظير في نسب مبيعات أوفر الكتّاب شهرة، كوريناي بافيل، بعد تعرضها لموجاتِ غضبٍ متتالية من قرّاء عصرها أثر تتابع الفضائح التي أودت بسمعتها في الحضيض.."
سقط نيزكٌ هذا المساء على عتبة منزلي مقاطعًا إستمتاعي بنشرة أخبار الثامنة، مخلفًا كوب قهوتي ليبرد وأفتح الباب طالبًا من كوريناي الانتظار في صالة الضيوف ريثما أودع صديقي إلياس -المسلم الذي تحدثت عنه مسبقًا، وهو تركي الجنسية- وقد بقي أمام التلفاز في غرفة الجلوس..
اثناء مرورها حيث المكان الذي أشرت اليه ألقَت نظرة خاطفة على صديقي الذي لم تستطع رؤيته مثله كمثل صديقي الآخر جون حين أخبرتها تلك الليلة بأنه سيقلني من منزلها، أكملَت طريقها بتعجبٍ عن سبب معاملتي لأناسٍ لا وجود لهم لتواصل التمثيلية معي.. لحقتُ بها خلال دقائق مع كأس عصير الكوكتيل واضعًا إياه أمامها فقالت بإعجاب: أراقبتني لدرجة معرفتك بمشروبي المفضل؟
- وحتى عطركِ الذي تفضلينه..
- إختصر وأجبني، ما الذي سيوقف هجومك الأرعن هذا ضدي؟
- إعترافكِ بالحقائق.
- تعني أنّك لن تدعني وشأني حتى تحطم كل ما بنيته؟
- أكملي.. ما بنيتِه على أكتاف الموهوبين وسلب جهودهم.
- وعدتك بالتنازل وتعويض ما سرقته منك فما شأنك بالآخرين!
- شأني معكِ أنتِ لا غير، لا يسعني حب امرأة سارقة في نظري.
- تعلم أين تضع حبك اللعين هذا.
غادرَت المكان غاضبة بعد ركلها الطاولة التي أمامها عن طريق الخطأ، لا شك بأن قدمها تؤلمها الآن..
ولا أزال أفكر خلاف رحيلها بأربع ساعات، هل ستتمكن من النوم بعد سماعها أخبار الليلة؟ لكنها قوة نجمتي كوريناي.. عادت في مقابلة تلفزيونية ذات مساءٍ آخر لتدحض كافة التهم الموجهة نحوها بحجة عدم تقديم أي شكوى سرقة للمحكمة بحقها حتى يومنا هذا و بالتالي ما من دليل يدعم قضية سرقتها، وبديهيًا لن يجرؤ أحدهم على ذلك بعد كل تلك الرسائل التهديدية التي وجهها أخيها لهم.
يتملكني الخواء رغم كثرة الأصدقاء من حولي، وجودهم أشبه بمحاولاتي اليائسة لمنع تسرب قطرات الماء من كفي لأروي به جثةً هامدة، لا فائدة ترجى من بضع قطرات ولا أمل في إحياء من أردى نفسه بنصل تعاسته .. لم أجد اشد مرارة من العيش في حلقة لا متناهية من العدم والتيه حتى صار البؤس شبحًا يؤنس أوهام عقلي في كل أمسية تمر على روحي ذات ظلمة أحلك من سابقتها، عبر شرفة غرفتي اترقب وصول نجمتي كل ليلة بين شوارع حيّنا الصغير علّها تضيء ماتبقى من ليالٍ في حياتنا القصيرة.. حتى غفوت برفقة نسيم بارد يداعب بشرتي الشاحبة بفعل جرعة زائدة من محفزات الميلاتونين
"احتضن جرحكَ و نم متألمًا خيرٌ من انتظار ملاكٍ غيرُ آتٍ لتضميده.. النوم يا عزيزي هو المنفذ لهروبنا من كل هذه المأساة ، ما هو إلا انتحار صغير للعبور حيث بوابة النسيان"
دارت كلمات جوليا لِويليام في رأسي قبل استيقاظي ببضع ثوانٍ كحلمٍ عابر، تخاصمت رموش عينيّ مع بعضها إشارة لاستيقاظي فأصابني الدوار لدقيقتين حتى استيعابي لمكان تواجدي في المشفى مرتديًا ثياب المرضى على سريرٍ ابيض وتنتشي جسدي البرودة بفعل المحلول الوريدي، اعتلت وجهي ابتسامة مرهقة فور رؤيتي كريس منتظرًا بقربي لتزين وجهه ابتسامة طمأنينة هو الآخر..
-ماذا حدث؟ ما سبب وجودي هنا؟
واصلتُ طرح اسئلة مماثلة لكن تبسّمه الصامت بات يثير استفزازي حتى مغادرته دون نطق حرف واحد فدخل بعده آخر شخصٍ توقعت مجيئه، كوريناي..
إتخذت من الكرسي المجاور لسريري مكانًا لجلوسها وقد امتلأت عينيها بالشتائم التي وصلتني عبر نظراتها فقط..
- أحاولتَ الانتحار؟
عكفتُ حاجبي بعدم فهم سؤالها المفاجئ فواصلَت :
أُجريت لك عملية غسيل المعدة قبل بضع ساعات بعد اكتشاف الفحوصات الطبية لتسممك بجرعة زائدة من حبوب السافوريكسانت، حذرني الطبيب من السماح لك بتناول ربع حبة أخرى في حياتك وإلا ستفقد ما تبقى من نشاط خلايا دماغك العصبية.. أيها الوغد لولا وصولي منزلك مصادفة في الوقت المناسب لكنتَ جثة الآن.. كما أنك تركت بابها مواربًا قبل انتحارك هه هل كنت مستعجلًا لموتك الى هذا الحد؟
عادتي السيئة الخامسة؛ لا يسعني اخفاء سعادتي التي ألاقيها نادرًا بلا اهتمام لأي موقف أوضع فيه وإن كنت أمام فوهة مسدس او في قعر الجحيم دون إكتراثٍ لما سيحدث بعدها وإن كان صفعة غضبٍ من نجمتي بعد إفصاحي عن سعادتي بقدومها لرؤيتي متجاهلًا كل المصائب التي خلّفها نصف ماتبقى من عقلي السقيم..
أنت تقرأ
نجمَتي كَو
Romanceتتسلل إلى مخيلتي كل ليلة، تغفو على حوافِ أناملي تلهمني أوتار كلماتٍ يترنم بها ورَقي مُلهِمتي.. "نجمتي كو"