عادتهُ السيئة السابعة

26 3 7
                                    

- كنتُ علاجه الوحيد، إجابته المنطقية لاسئلته، وهج روحه المظلمة ومُلهِمة قلمه المُتحير في فوضى أفكاره المتشابكة .. نجمته التي كانت تؤنسه رؤيتي كلّما خيّم الظلام على قلبه المُنهك.
°•°•°•°•°•°•°•°

<كوريناي>

المعرِفة الناقصة تجعلكَ أحمقًا أكثر من الذي لا عِلمَ له، أطلتُ التحديق في جسد هارولد المستلقي واضعًا رأسه بين ذراعيّ بعد حقني له بالمهدئات البديلة عن محفزات الميلاتونين، أخفيتُ أمرها عنه لحظة شعوري باحتمالية تهديده لمكانتي التي وصلت إليها بعد عناء أعوامٍ أفنيتها من عمري لتحقيق ما عجز هو عن فعله، لستُ مضطرة لدفع ثمن كفالته من الجحيم الذي فرضه عليه مصيره اللعين! من يهتم "كيف" وصلتَ إلى القمة؟ هم يريدون النظر إلى "أين" أنتَ فقط!
حاولتُ إقناع نفسي بذلك متشبثة ببضعِ هُتافات من جمهوري الذي لا أستحقه، باتت أصواتهم تصدح في أذني باسم هارولد وإن لم يذكروا حرفًا منه.. إعتصر قلبي الألم فور إدراك كوني مقبلة على جريمة قتل رجلٍ أحبّني بلا مقابل رغم مواصلتي سحقه بكل ما أوتيت من شراسة فدفعني ذلك لأهرع بكامل سرعتي حيث شقته وأنتابني الفزع لرؤيتي ما أردى به في تلك الحال المزرية لأنانيتي المفرطة واخفائي علاجه البديل.

اقشعر بدني لبرودة بشرة وجهه الملامسة لأطراف اصابعي، لم أملك الحصانة الكافية لمنع رغبتي من تقبيل شفتيه التي أعلنت استسلامها برفاهية لالتقائها بخاصتي، لو كان هارولد في حالته الطبيعية لاستيقظ من صدى نقر أقدام الفراشات على سطح قلبي، وَ ليته كان..

استغرق نومه ستة عشر ساعة حتى مساء اليوم التالي، تفتحّت عيناه الذهبيتين كزهرتي عباد شمسٍ تزينت بتلاتها بأشعة الغروب الخافتة مقارنة بوهجِ لونها، لم اتوقف عن التحديق به وقد أراقت عينيّ الخوف لتذعن السعادة بهيئة ابتسامة مُشرِقة تزين محياي لرؤيته، أخذت ذراعه بيدي حتى كاد ينشقّ قميصه موبخةً إياه اثناء حركتي

-أكان من الصعب عليك إخباري بحالتك الصحية طوال الأيام الآنفة؟!

انتظرتُ رده ولم يفعل شيئًا سوى رمقي بنظراتٍ باهتة، كل ما نطق به هو سؤاله عن تواجد أشخاصٍ كانوا برفقته قبل أن يغفو فأخبرته -بدافع الفضول- انهم ينتظرونه في غرفة المعيشة، وقد ساعد ذلك في تهدئة روعه قليلًا واستعادة تركيزه حتى رفع جسده ونهض ليجلس أمامي مُسندًا ظهره للجدار، قال متسائلًا: إذن إنتهى موعد مقابلتنا..؟

أجبته باستنكار: أهذا ما يهمك الآن!

أتبعت كلامي بتنهيدة و أكملت: أنهيتُ اجراءات التخلي عن كامل رواياتكم بالفعل ولا مكان لي في منصة الشهرة الأدبية بعد الآن.. يمكنك اعتلاء عرشي من بعدي.

فأجاب بأشد نبراته صرامة وبرودًا : كيف أتحقق من صحة كلامك؟

- أنتَ مزعج، تصفح حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي.

نجمَتي كَو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن