الحلقة 2

458 81 659
                                    

قدماي مرفوعتان على الحائط. سيقاني البيضاء الجميلة مكشوفة_بفضل السروال المريح الذي أرتديه_ وأنا مستلقي على أرضية غرفتي. أرفع أمام وجهي كتاباً أقرؤه.

توسَّعت عيناي دهشةً عندما ظهر اسم جونغ-إن في القصة، ثمَّ أصدرتُ صوتاً يدل على الإدراك والإحباط معاً فلم يكن اسمه بل اسم يشبهه.
عقلي الأخرق!

تنهَّدتُ بشيءٍ من الهَم وأنا أَقلِب جسدي نحو النافذة المفتوحة حيث استقبلني منظر مريح لجزء من شجرة وسماء.

ابتسمتُ بخفة وأغمضتُ عيناي استمتع بهبّات نسيمِ العصر والضجيجِ الخفيّ للطبيعة.
ارتجف قلبي طرباً بالسكينة وكادت عيوني تدمع حنيناً للاستلقاء تحت الشجرة والنظر للسماء من بين الأوراق أثناء تبادل النكات مع جونغ-إن، والعبث بصحبته في الأرجاء.

عدتُ للاستلقاء على ظهري فارداً ذراعاي ومن فرط الهدوء والطمأنينة كدتُ أغفو إلا أنَّ الباب دُفِع عنوة...

رفعتُ وجهي للأعلى أنظر لأمي مُضيِّقاً عيناي غيظاً.

أمرتني بعجل:
- كيونغسو انهض (تلقائياً راحت ترتب بعض الفوضى التي على سريري والأرض) بدِّل ملابسك.

وسَّعتُ عيناي دهشة دون أن أُتعِب نفسي بالنهوض عن الأرض أو تغيير وضعيَّتي:
- ماذا ماذا هناك؟

ردَّتْ مُنهمِكة بلملمة كنزات وجوارب و دفاتر وأغراض أُخرى مبعثرة هنا وهناك:
- سنذهب لزيارة الجيران الجدد..

انتصبتُ كالملسوع رافضاً:
- لن أذهب!

توقَّفتْ أمي عن العمل و رمقتني بنظرة طويلة لكنها لم تنفع هذه المرة معي فقد كنتُ أشعر بكل خلية في جسدي مُحتجَّة.

رفعتُ حاجباي وببطء وتشديد على الكلمات نطقت:
- لن.. أذهب!

علا صوت أمي وهي تقترب لتلسعني بالدفتر _الذي أمسكته_ على قفاي:
- وقح! يا إلهي كم أنت فتى وقح.

حاولتُ تفادي تلويحاتها العشوائية بالدفتر وأنا أبتعد لكنَّ واحدةً أصابتني، وحقاً أمي ليست مزحة. تكركرتُ بينما أضع يدي على وركي مكان الإصابة وأهرب للزاوية _أبعد نقطة عن الوالدة الكريمة_ و الأخيرة زفرتْ بيأس:
- فعلاً بلا تربية.

قالتها بقصد إهانتي لكن العبارة دغدغتني فقهقهت، عندها رمتْ الدفتر عليّ بغتة:
- وتضحك؟!

متعة خاصة أجدها في إغاظتها.

عندما بقيتُ ضاحكاً كالأحمق لم تحاول أكثر وخرجتْ.

صيف 2009 K_BROmanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن