الحلقة 14

306 38 664
                                    

قراءة ممتعة للجميع ☘

ظاهرياً.. قريتي كانت هادئة ومرحة، وأحد أكثر الأيام بهجة كانت تلك التي تجفف فيها أمي النعناع الأخضر، حيث أَستيقظ و رائحة النعناع الطازج الأخّاذة تخترق أنفي.

أمي كانت تجففه لأجل الطعام وأنا أحببتُه لأجل رائحته، واكتشفتُ أنَّ بيكيون يشاركني حبي الاخير بالإضافة إلى أنه كان يأكل النعناع متى ما سنحت له الفرصة واعترف لي مرة بحرصه على وجود باقة نعناع على الأقل في الثلاجة.

كان الهواء يعبق برائحة نعناع قوية تثلج الصدر وتثير الشهية، وكان البيت نظيفاً لدرجة مثيرة للإعجاب كما لو أنَّ أمي لم تنم أو أنها أفاقت أبكر من المعتاد و راقنا ذلك فأصبحنا نتنفَّس ببطء وعمق.

غمرت أشعة الشمس المصطبة والشجرة والعشب و أرواحنا، و بدا أنَّ كل الهموم قد زالتْ.

صدف وأن دخلنا بيتي أنا و رفيقاي صباح سهرتنا وقابلتْ أعيننا باقاتٍ من النعناع معلَّقة بانتظام على نصف حبل الغسيل.

خاطبتُ أمي _التي لا تزال تعلِّق باقاتٍ أخرى_ دون أن أخفي استبشاري:
- هل صنعتِ عصير الليمون بالنعناع؟!

رمقتني بغير اكتراث:
- ليس بَعد.

ألححتُ لشوقي:
- ألن تصنعيه؟!

صاحَتْ بنفاذ صبر:
- اصنعه أنت!

تسمَّر بيك أرضاً وضحك جونغ-إن لصياح أمي.

بعد حديثي البارحة عن حبي شعرتُ بمشاعري تصبح أكثر جدية نحوها و مباركة صديقاي جعلتني أشعر أنها أصبحَت فتاتي بالفعل، وانتهى بي الأمر مملوءاً بالتطلُّع والانشراح.

كان مشمش ماراً بتكاسُل عندما التقطته وأخذتُ أمسده وأداعبه:
- لن أقوم أنا بصنع العصير.. احلمي!

التفتَت أمي نحوي بقوة وبدت كمَن يتهيأ للافتراس.

- كيونغسو دعنا نصنع العصير نحن!
اقترح بيك وأحسستُ أنَّ الفكرة تؤنسه جداً.

نفضَت أمي آخر باقة نعناع من الماء ولم يتعدَّل مزاجها حتى العصر مع قدوم صديقتها المُخلِصة أم جونغ-إن.

عمَّ البيت ضجة أليفة وشعور عام بالخير والسرور فقد كنتُ أنا وجونغ-إن نعبث في المطبخ، وبيك نسي توزيع العصير وأُخِذ كُلياً بالهرج مع نينينغ، والحق أنهما كانا مصدر الإزعاج الأول في البيت.

صيف 2009 K_BROmanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن