الحلقة 8

247 55 296
                                    


لم أشعر في ذلك اليوم أنني استيقظتُ من حلمي فكلُّ شيءٍ حولي حمَل غباشة الحُلم.
ظهر بيكيون فجأة بعد مجافاته لي وحرَّرني من سجني.
ركضنا معاً بكامل حماقتنا حتى اختفت بيوت الضيعة من حولنا.
ركضنا حتى عمق الغابة وهناك تهالكنا ونحن نضحك.

شيئاً فشيئاً أدركتُ أبعاد شخصية بيك.
في البداية ظننتُ بيكيون فتى لاهي وسطحي فلم أسمح له بالتقرُّب مني لكن بعد زمنٍ قصير لاحظتُ أنه يملك الكثير من الآراء السديدة والتي أذهلتني بحيث رغبتُ لو أنني دوَّنتها في ذلك الوقت.

وعندما كنتُ أمتدحه أو أعبِّر عن عجبي وإعجابي بما قال كان يتغابى ويخبرني أنه لم يكن قط عميقاً، وأنه معي أنا وحدي يجد نفسه على هذا القدر من العمق.

لقد كنتُ قارئاً في عائلة تجد الكتب مضيعة للوقت.
في تلك الفترة من حياتي نفور المحيطين بي من كتبي ونفوري منهم غذّى رغبتي بالانهماك أكثر بالقراءة ولم تكن عائلتي بهذا السوء حقاً _هذا ما اكتشفته لاحقاً_ لكن رعونة المراهقة وعدائيّتي الفتية أعميَتاني جُزئياً.
لقد كنتُ قارئاً وكلمات صديقي أسرتني أكثر من أي كتاب.

- أجل سأموت.

لم أستوعب لذا تابع:
- لدي سرطان.

أشعر بأسف شديد في كل مرة أذكر رد فعلي الأولي على هذا فقد تساءلتُ حينها هل هو هذا النوع من الأشخاص الذي يحاول استجداء عَطف الآخرين؟
ثمَّ أَلمْ يجد قصة أقل تكراراً لإثارة عطفي؟
لكن بالنظر لصوته وعينيه هو للأسف... صادق.

أحسستُ بكتلة قاسية تتجمَّع في حلقي.
هبّ نسيمٌ بارد وفي تلك اللحظة فقط وعيتُ للظلام الذي أخذ يهبط فوقنا.
نهضتُ وأنا أشعر بكل شيءٍ قد أصبح ثقيلاً: الهواء، الأشجار المتحلِّقة حولنا، وحتى الضوء الشحيح من السماء.

وهو ظلَّ جالساً لم يتحرَّك. كانت المرة الأولى التي أراه فيها بالياً مستسلِماً وهذا لوهلة جعلني أحس بالدوار لكن سرعان ما استجمعتُ قواي. مددتُ ذراعي نحو يده المرتخية وأنهضتُه بجذبةٍ قوية.

من ذلك اليوم أو.. الحلم رحتُ أدرك أشياء أعمق وأعمق عن الفتى المرح بيون بيكيون.

________

ها أنا ذا كيونغسو أمامك أُعلِن استسلامي.
أجل بإمكانك أن تمسك يدي وتقودني فلم أعد أملك أي طاقة.

كل يوم بذلتُ الكثير من الجهد لأبتهج ولأُبهِج، وفي تلك الليلة استطعتُ البقاء هادئاً و ذلك كان مريحاً نوعاً ما.

صيف 2009 K_BROmanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن