الحلقة 11

288 49 752
                                    


منذ أخبرني بيكيون بشأن مرضه وأنا أعيش الحياة من خلاله، مهما حاولت أن أجد منفذاً لأكون بخير أخيب وينتهي بي المطاف أجهش باكياً تائهاً مُنهكاً.

الحياة بعيون بيكيون كانت تتطلب قدرةً أعلى من قدرتي، كلما غرقتُ بالتفكير بعقله ازدادتْ قناعتي بجبروته الذي حضن فيه كل التفاصيل المُتعِبة.

وتلقائياً أصبحتُ أفكِّر في النهايات، نهاية الصيف، نهاية المرض، نهاية الألم، نهايته ونهايتي ونهاية صداقتنا.
ولم يكن شيءٌ من ذلك مجدياً وإنما يوصِل المرء لحالة غير صحية تماماً.

صديقي... ما الذي يجعلك قوياً لهذه الدرجة؟

لقد كان يوماً رائقاً في بدايته فقد افترشنا أنا وبيك وجونغ الأرض في حديقة بيتي الصغيرة وانشغل كل واحد فينا بنشاطه الخاص وانتشرت أشعة الشمس ذهبيةً دافئة.

عودة جونغ-إن لم تُشِع في نفسي ولا أقل قدر من السرور وخاصةً أنَّ عودته مؤقتة فهو في زيارة صيفية عند أقاربه وغداً سيعود وينسى كل ما أشعر أنا أنَّه قيِّم بيننا.

والحق أنني لم أترك جونغ-إن يحتل مساحة أكبر في رأسي فأهملتُ التفكير به وأبعدتُ عيناي عنه بينما كان يداعب قطي الأشقر متربِّعاً على العشب.

في المقابل كان بيكي منهمِكاً لحدٍ ما في الرسم ولم أكن قادراً على رؤيته على هذه الحال من التركيز والجاذبية إلا عندما يرسم.

استغلّيتُ انكبابه على كرّاسه و رحتُ أحدِّق في وجهه جاد الملامح.

بيك أيضاً جاء من المدينة فهل نسي هو الآخر كل ما كان قيِّماً لديه هناك؟

يبدو منسجماً جداً مع حياة الريف حتى أنَّ المرء يخاله ابن فلاح لكنني تذكَّرت صديقته تلك من المدينة والتي لازال على وِصال معها.

لمَّا لاحظتُ خط قلم على هذه تكركرت:
- تبدو معتوهاً..

رفع بيكيون نظرة مُستفهِمة نحوي وظِل ابتسامة على شفتيه:
- لماذا؟

أشرتُ له:
- لقد أصبتَ خدك بالقلم.

- إيه لا بأس لقد ازددتُ وسامة.

رحتُ أضحك لثقته المُفرِطة وفي غمرة غفلتي رسم على خدي أيضاً ثمَّ نشب لهذا السبب التافه شجار عنيف غير جاد بيننا ولم نكن لنتوقَّف لولا تحدُّث جونغ-إن _الذي نسيت وجوده بالفعل_:
- هل جئتَ أنتَ أيضاً في عطلة مع والديك؟

صيف 2009 K_BROmanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن