الفصل الثالث

1.7K 60 0
                                    

(روايه ( شهد الحياة

البارت الثالث
في الصباح الباكر

وقفت ليلى خارج سور المشفى ، تأملت المشفى قليلا من الخارج ، ثم اخرجت هاتفها الجوال وارسلت رساله نصية
( لو حضرتك فاضي ، انا مستنية في الكافيه اللي جنب المستشفى ) ،وضعته مرة اخرى في حقيبتها وتنهدت ذهبت في طريقها للمقهى، عازمة في قرارة نفسها على تنفيذ ما تريده .
****************************
عزمت حقيبة ملابسها ، واحكمت حجابها، منعت نفسها من البكاء، لا احد يساوي دمعة واحدة من دموعها، امها تركتها من اجل زوجها وابنتها، تركتها تمشي وحيدة، لا مأوى لها، ماذا ان رفضت خالتها استقبالها، حتى الامل الوحيد التي قضت الليل كله عليه تبخر بعلمها ترك ليلى للشقة وذهابها الى مكان لا يعلمه احد، اذن خالتها صفاء هي الحل، حتى تؤمن لنفسها مكان للمبيت وعملا تنفق منه على حاجتها، فتحت باب غرفتها، نظرت باعينها الواسعة وجدت امها جالسة منكبة على نفسها وتبكي، واختها تنظر لها بحزن شديد، اما ( سبع البورمبة ) حسني ينظر لها بتشفي وابتسامات ساخرة، تجاهلت نظراته وتجاهلت بكاء امها وحزن اختها وذهبت مباشرة في اتجاه باب الشقة، وقفت عندما سمعت امها تردف ببكاء : يا شهد ابوس ايدك سامحيني .

استدرات ونظرت لها بقوة : اللي بيسامح ربنا، ابقي اطلبي منه السماح علي موافقتك طردك لبنتك ورميها في الشارع عن اذنك .

خرجت من الشقة قبل سماع رد امها خرجت من البنايه متجاهله نظرات الناس لها واتجهت نحو الشارع الرئيسي، حتى تستقل سيارة الاجرة لتقلها لبيت خالتها، دعت ربها في سرها كي يصلح لها حالها .
***************************
في الكافيه .

كانت " ليلى " تجلس بتوتر شديد وامامها كريم الذي كان بدوره يبتسم لها بحب، اخذت ليلى نفس طويل ثم اخرجته ببطء، وهتفت بتوتر : حضرتك ياريت تسمعني للاخر، انا جيت وطلبت مساعدة منك لانك حد محترم ووقفت جنبي كتير، انا خلاص مبقاش ليا مكان، ومستحيل ارجع المستشفى، مش هاستحمل اشوف نظرات زمايلى ليا، فا انا يعني، احم، انا كنت سمعت من زمايلي ان والدك مريض واحم متقاعد، انا ممكن اجاي اساعده وابات معاه واعطيله دوا بانتظام، وكدا .

هتف كريم بصوت حنون للغاية : ليلى انا طلبت اتجوزك علشان اعيشك ملكة لانك تستاهلي تعيشي كدا، مش عاوزك ممرضة لوالدي، والدي عنده اتنين مش واحدة، بس انا يا ليلى عاوزك مراتي، نفسي تحسي بيا .

رفعت ليلى عينيها الممتلئين بالدموع : دكتور كريم، انت ليه مش مدرك اني مش هاقدر مش علشان زكريا، لأ، علشان اللي مريت بيه مش سهل، اللي مريت بيه حاجة صعبة اوي فوق ما حد يتخيله، انا اتخاد مني اعز ما املك، انا اتبصلي من المجتمع كأني متهمة مش المجني عليها، انا ابويا مات وهو فاكرني مش كويسة، ابويا مات بسببي، ازاي ممكن تتخيل اني هاقدر اعيش واكمل حياتي واتجوز واحب عادي وبسهولة، انا ادمرت حرفيا من جوا، انا كل حاجة اتكسرت فيا، مبقاش ينفع حاجة فيا تعيش وتفرح ولا قلب ولا روح، انا بقيت جسم ماشي بيتحرك بس من غير روح .

شهد الحياه للكاتبة زيزى محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن