(رواية ( شهد الحياة
البارت الخامس عشر
انتهى من تمشيط شعره ثم ارتدى ساعته، سمع طرق الباب اردف بصوت عالي نسبيا : ادخل
دخلت تلك الجميلة المبتسمة مرتدية بلوزة من اللون الكاشمير وجيب طويلة من اللون الاسود وحجاب اسود، رأى هو انعاكسها في المرآة التفت اليها ثم تفصحها بتركيز حتى قطب حاجبيه مردفا بصرامة : ايه دي الي انتي لابساها ياشهد
نظرت لنفسها بتعجب ثم رفعت بصرها بتساؤل : مالي في ايه مش فاهمة ؟
زفر بضيق ثم هتف : الجيبة ضيقة اوي ومجسمة جسمك، مش عاجباني غيريها
شعرت بالاحراج قليلا لعدم امتلكها جيب اخر غيرها ولكنها هتفت بالامبالاة : هي نظامها كدا ضيقة عادي .
رفع احد حاجبيه باعتراض قائلا : لا مش عادي طبعا انتي محجبة تلبسي واسع بصي اقعدي مفيش شغل مدام مش عاوزة تغيريها.
هتفت سريعا بارتباك : لا، احم ماشي هابقا انزل بعد الشغل اجيب واحدة واسعة، لان كل الموجودين ضيقين .
نظر لها وادرك انها لا تملك غيرها، ابتسم بلطف مردفا : طيب يالا ننزل، الباص جه اخد حمزة .
أومأت براسها ثم هتفت بحماس : اه جه اخده وهايجيبه على عنوان المصنع ادتهم العنوان ويالا بقا علشان انا متحمسة جدا .
ابتسم بخفة على حماسها : يالا .
****************************
بمنزل كريم .استقيظت وبداخلها راحة نفسية لم تعهدها منذ فترة اعدت الفطور ثم جلست مع كريم ووالده يتناولوا فطورهم ويسود الجو الألفة والحب، حتى اعلن هاتفها عن وصول رسالة نظرت فيها وجدت رسالة من رقم غير مسجل ومحتواها :
( فاكرة انك هاتفضلي تخبي كتير مصيبتك، انا لايمكن اسيبك تضحكِ على الناس وتكدبي وتمثلي دور
الشريفة في اقرب وقت هابعت لحماكِ واقوله على اللي انتِ عملتيه وانك شمال ).قرأت محتواها بأعين متسعة تسارعت انفاسها، سعلت بخفة ثم قامت بتوتر واضح مردفة بتلعثم : انا هاقوم اغير هدومي.
رمقها كريم بتعجب ثم هتف مغيرا مجرى الحديث : طيب خديني معاكي علشان اجيب شنطتي وانزل الشغل .
ثم تابع حديثه موجهها كلامه لوالده : بابا كمل فطارك يا حبيبي .أومئ جمال برأسه دون رد وتابع اكمال فطوره .....
في الداخل ..
دلف كريم بعدها مغلقا الباب بهدوء ثم اقترب منها مردفا بقلق : في ايه يا ليلى، ارتبكتي قدامنا ليه كدا لما بصيتي في التليفون .
زدات وتيرة التوتر لديها مردفة بوجه يشوبه الاحمرار : ايه! كان باين عليا، ياعني عمي زمانه اخد باله .