(رواية ( شهد الحياة
البارت الثاني عشر
بمنزل زكرياوقفت في منتصف الغرفة تنظر لزكريا بخوف، تحاول تنظيم انفاسها المضطربة، حاول تهدئتها ولكن كلما اقترب خطوة ترجع هي للوراء خطوتين، تمسكت بطرف فستانها بخوف ثم هتفت : بص اوعى تكون فاكر انك هاتعمل حاجة وانا صاحية وحاسة .
هتف بعدم فهم : قصدك ايه وانتي صاحية وحاسة، امال هتنامي .
أومأت هي ثم هتفت موضحة : انا كنت عارفة ان امك هاتعمل كدا بس متوقعتش بالسرعة دي، علشان كدا فكرت وجهزت نفسي .
_جهزتي نفسك لايه ؟!!!.
تحركت نحو الدولاب ثم فتحته واخرجت شريط من الدواء، نظرت لهذا الدواء قائلة : دا منوم هاخاد حبيتين منه واعمل إلي انت عاوزه .
اتسعت عيناه بصدمة ثم هتف بغضب : لدرجادي مش طايقة لمستي، مش عاوزة تحسي بيا .
انسابت دموعها بكثرة قائلة بحنق : امال انت فاكر ايه، فاكر ان هادوب في هواك، لأ طبعا بس....
قاطعها بحدة : بس ايه، انا كان ممكن معملش معاكي حاجة واضحك على امي بس بتفكيرك وكلامك دا خلتيني هاعملها وانتي صاحية ..
اندفعت نحوه ثم جلست على ركبتيها ممسكة بيده تقبلها وتتوسل له: لا يا زكريا ابوس ايدك لأ، مش هاستحمل والله، لو عندك رحمة في قلبك متعملش كدا فيا، بص انا مش منعتك اعمل اللي انت عاوزو بس بالله عليك وانا نايمة ..
جذبها من مرفقها ثم نظر في عينيها قائلا بضيق : انا هاضطر اعمل كدا وانتي نايمة بس مش هاحطه تحت بند انك قرفانة مني، هاحطه تحت بند انك خايفة زي اي بنت في ليلة دخلتها، وكمان علشان امي مش هاتسيبك الا لما تتأكد عند الدكتورة، ولو كنتي لسه بنت انا عارف تفكير امي كويس يا سلمى وهاتقول ايه ..
ثم استطرد : روحي يالا غيري هدومك، وانا هاغير وخدي الحبيتين خلينا نخلص الحوار دا .عم الصمت عقب حديثه ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة ثم تحركت نحو الدولاب تخرج ملابسها شعرت بانفاسها تقل تدريجيا مما تقدم عليه .
في الخارج .......
وضعت صينية الشاي على المنضدة هاتفة بسخرية : اشربوا الشاي لغاية ما المحروسة بنتك تنجز في ليلتها دي .
رفعت سميحة احد حاجبيه قائلة بضيق : والله كنت عارفة انك مش هاتجيبها لبر يا مديحة .
شهقت مديحة باعتراض : ليه ياختي بر ايه إلي بتتكلمي عنه، انتي مش واثقة في بنتك، انتي لامؤاخذة لو واثقة هاتقولي اه ومش تخافي، اما انتي لامؤاخذة مش واثقة .
هبت واقفة تهتف بعصبية : اما انتي ولية .....
قاطعها حسني بحدة : اسكتي يا ولية لاقطع لسانك، الست مديحة مغلطتش اقعدي زي الجزمة اما نشوف راسنا من رجلينا .