الفصل السادس عشر

4.2K 217 23
                                    

الفصل السادس عشر ..

" مفاجئة مش كده ..؟!"
قالها باسل متهكما لتبتلع ماريا ريقها وهي تسأله بعدم تصديق :
" عرفت ازاي ..؟!"
رد بهدوء :
" عرفت بطريقتي زي ما عرفت كمان انوا جومانة مش بنتك .."
قال كلمته الاخيرة همسا لتجحظ عيناها فيضحك بقوة على منظرها ويردد :
" كنت جاية وانت فنيتك تكشفي جزء من الحقيقة .. انا بقى كشفتلك الحقيقة كلها واللعب هيبقى عالمكشوف ."
لمعت عينيها بحقد شديد فهو قد سبقها بخطوة مهمة ..
" ولما انت عارف سايب بنت اخوك كده ليه ...؟! مش هي أولى بالحب والحنان من جومانة ..؟!"
سألته متهمة ليبتسم باسل بهدوء ويرد :
" مين قالك اني سايبها ..؟! انا متابعها اوي وعارف مكانها .."
سألت مترددة :
" عارف منين ..؟!"
أجابها بهدوء مريب :
" انتِ فاكراني غبي يا ماريا ..؟! انا عارف وفاهم كل حاجة ..زي منا عارف انك كنتِ السبب فموت اخويا انتِ والعصابة اللي ابوكِ الله يرحمه كان شغال فيها .. ودلوقتي اخوكِ .."
هزت رأسها نفيا وهي تحاول ان تنفي ما يقوله ليكمل ببرود :
" انا سايبك على ذمتي عشان اجيب اخرك .. واشوف انتِ عاوزة توصلي لفين..؟!"
رمقته بنظرات حارقة ليكمل بتهكم :
" بس انتِ طلعتي اغبي من كده يا ميمي .. معقول غيرتك عليا تخليكِ تكشفي اهم سر فاللعبة اللي اصلا انا كنت عارفه .."
نظرت له بتوعد ليكمل :
" للدرجة دي خايفة احب جومانة بجد .. وعشان كده عملتي المستحيل انك تبعديها .. عشان واقعيا جومانة لا بنت اخويا ولا بنت مراتي .. يعني مش محرمة عليا .."
صرخت بقسوة :
" مش هتقدر تقرب منها .. جومانة قانونيا بنتي .. يعني محرمة عليك .."
رد بسخرية :
" مفيش مشكله نثبت انها مش بنتك .."
قالت هازئة :
" ازاي ..؟! فالمشمش ..؟!"
رد بثقة متجاهلا استهزائهم :
" لا فالقانون .. خليكِ متأكدة اني اقدر اعملها ونص .. ومش بس كده لا انا اتجوزها كمان .. مش ده اللي انتِ كنتِ مرعوبة منه .. مهو مش معقول العيلة اللي انتِ جبتيها وعملتيها بنتك تاخذ الرجل الوحيد اللي حبتيه .. كسرة كبيرة ليكِ .. انا عارف .."
" ممكن اسألك سؤال ..؟!"
قالتها وهي تحاول السيطرة على اعصابها التي على وشك الانهيار :
" ازاي عرفت كل ده ..؟!"
ابتسم ورد:
" هقولك .."
اخذ نفسا عميقا وقال :
" من ١٦ سنة باسم اتجوزك .. كان فاكر انك حامل بجد وتعاطف معاك كونك جارتنا من خمس سنين .. وبقيتِ صديقة العيلة انتِ واخوك وامك ..مكانش يعرف انوا دخولك للعيلة اصلا خطة من ابوكِ اللي مكنتيش شايله اسمه اصلا لانك  متسجلة على اسم جوز امك بعد ما مامي  خلفتك بالحرام .."
ضغطت على اسنانها بقوة ليكمل :
" عالعموم ده مش مهم .. طبعا هو مكانش يعرف كل ده .. هو يعرف انك ماريا مصطفى واخوكِ جمال مصطفى .. والحقيقة يعني اخوك ابن مصطفى فعلا بس جينات عشيق امه سيطرت عليه للاسف .. الله يرحمه مصطفى بيه كان الحاجة الوحيدة الكويسة وسط العيلة الحقيرة دي هو يوسف ابنه الكبير .."
رفعت يدها نحوه بنية صفعة ليمسكها وهو يهتف بقوة :
" بلاش تغلطي .. واحمدي ربنا اني ماسك نفسي عليكِ لحد دلوقتي .."
حررت كفها من قبضته ليكمل بهدوء وكأنها لم تحاول ضربه منذ لحظات :
" المهم طبعا هو اتجوزك وميعرفش انوا ابوك الحقيقي سالم عدلي .. سالم ده كان معروف بالحوت فالعصابة وعند البوليس بالخروف .. "
همت بالرد ليكمل :
" مهو اللي يشتغل فكل انواع الممنوعات ويأذي ولاد بلده عشان ناس بره بيدعموه يبقى خروف ونص .. "
اردف بتشفي وهو يلاحظ غضبها الذي اوشك على الانفجار :
" المهم اتجوزك وعادي .. وانتِ كملتي فخطة انكِ حامل .. دخولك حياته كان مدروس صح مع اني مش عارف لسه الدافع الاساسي واللي باسم رفض يقوله للاسف .."
نظر الى ماريا ليجد وجهها محتقن فأكمل :
" باسم اكتشف فالأخر انك بتكدبي وانك مش حامل .. بس مكانش عارف عملتي كده ليه ..؟! هتقوليلي ازاي كشفك .. هقولك انوا للاسف مفيش كدبه بتكمل للاخر ..
باسم وقتها اتجوزك عشان محتاج وحدة يسجل اسم بنته عليها بعد ما جومانة مراته تولد لإنها كانت مطلوبة من العصابة ولازم تهرب فمكانش ينفع اصلا بنتها تتسجل على اسمها .. باسم مكانش عارف انك عارفة ده اصلا وانك بتستغليه .. واكتشف ده لما اتكلم مع مصطفى الله يرحمه بحسن نية ومصطفى قاله انك مش بنته وده طبعا بعد ما كشف الاعيب مامتك اللي كان شاكك بيهه من فترة انها بتخونه مع واحد والواحد ده سالم بابا حضرتك وده خلاه يكتشف حقيقةً سالم بعد ما مامتك كشفت قد ايه هو واصل بكل ذكاء .."
تطلعت اليه ماريا بدهشة فهي كانت تجهل حقيقة ان والدتها من فضحت حقيقة سالم امام زوجها لتسمع باسل يكمل :
" مصطفى اللي قتلتوه بعد كده .. ولبستوهه لأخويا واقنعتوا جمال ابنه انوا باسم ورا موته وخليتوه يشتغل معاكوا .. "
ظهر التوتر جليا في ملامحها وهي تفكر انه يعلم حتى هذا بينما استرسل باسل قائلا :
" المهم باسم فهم انوا كل ده وادعائك الحمل كان وراه خطة .. فقرر انوا يتابع من بعيد .. لما جومانة ولدت انتي عملتي نفسك بتولدي معاها بنفس اليوم .. ساعتها باسم فهم اللعبة .. وهو اصلا كان مراقب كل حاجة .. الخطة كانت إنك تجيبي بنت .. اي بنت قدامك وتبدليها مع بنت باسم .. بحيث باسم ياخذ بنت مش بنته وانتِ تبعتي بنته الحقيقية عند ناس موثوقين .. والناس دول هيخلوا البنت عندهم لحد ما تحتاجيها وتستخدميها كطعم بعد ما تكشفي اوراقك كلها وتوصلي لأخر اللعبة .. بس باسم كان عارف وسايرك .."
سألته بعدم تصديق :
" يعني ايه ..؟! ربى بنت مش بنته ليه ..؟! وازاي يسيب بنته عند واحد غريب بيشتغل معانا ..؟؟"
أجابها بهدوء :
" مين قال انها مش بنته ..؟!"
صاحت مستنكره :
" نعم ..؟؟"
ثم اردف بسرعة :
" مانت لسه قايل انوا جومانة مش بنت باسم .. وانك عارف ده .."
قال متهكما :
" كنت بلاعبك .. بهزر يا ميمي .. بقى معقول اسيب بنت اخويا تعيش مع ناس غربا .."
صاحت بعدم تصديق :
" انت هتجنني ..؟! مانت لسه قايل .."
قاطعها بنرفزة :
" ما تشغلي مخك بقى .. بالعقل كده باسم يبقى عارف كل ده ويسيب بنته عادي بعيده عنه كل السنين دي .. دي حتى التانيه فمصر يعني عمره ما شافها .. "
" ده استهبال .."
صاحت بغضب ليهتف بها :
" ده ذكاء ... باسم عمل نفسه مصدق كل حاجة .. وسابك تغيري البنتين عادي .. بس هو كان عارف بنته من التانيه .. التانيه اللي جبتيها من دار ايتام وهي لسه مولودة .. ودي كانت خطة مثالية عشان يضمن انوا يحمي بنته بإعتبار انكم فاكرين جومانة مش بنته اصلا .. يعني مش هتقربوا منها .. لانوا الخطة انكم تكشفوا فالوقت المناسبة انوا التانيه بنت باسم و تستغلوا لصالحكم .. وبالتالي هتستغلوا التانيه اللي هي اصلا بنت اخوكِ .. اخوك القانوني مش البايولوجي.."
اتسعت عينيها وهي تسأله :
" انت بتقول ايه ..؟!"
رد متهكما :
" يوسف الله يرحمه .. فاكراه صح ..كنتِ بتحبيه اوي .. بس مكنتيش تعرفي انوا شغال مع المخابرات من تحت لتحت .. سالم بيه للاسف عرف ودبرله حادثة العربية ..اللي مات فيها هو وهيلين مراته اللي كانت حامل فبنته ميرا .. ميرا اتولدت هنا بردوا .. بس اللي محدش خطر على باله انوا دار الايتام اللي اداكِ البنت كان متفق مسبقا مع عامر عساف انوا يديكِ ميرا اللي كان عمرها ثلاث ايام وقتها .. وطبعا اديتيها للممرضة عشان تبدليها مع جومانة اللي كان عمرها ساعات محدودة بس الممرضة مبدلتش لا دي رجعت ميرا لعامر وخلت جومانة معاكِ .. وانت بقيت فاكرة جومانة هي البنت اللقيطة وميرا هي جومانة .. لكن فالواقع جومانة هي بنت باسم و ميرا بنت اخوكِ الله يرحمه .."
هزت رأسها عنفا تحاول ان تبعد تلك الافكار عن رأسها ..
لا يمكن ان يكون هذا صحيحا .. والدها هو من قتل يوسف .. يوسف كان حبها الاول .. احبته منذ ان كانت طفلة صغيرة وهو ابن زوج والدتها الذي يكبرها بأعوام .. وبالرغم من كونه لم يكن يعرف انها ليست اخته لكنها كشفت نفسها وحقيقتها امامه عله يشعر بها ..
يوسف مات في نفس يوم ولادة ميرا .. ؟! كيف وهي علمت بأمر وفاتة بعد مرور عام على يوم ولادة جومانة ميرا .. ؟! اذا حديث باسل صحيح ووالدها هو من قتل يوسف وأخفى الامر عنها لمدة عام كامل لسبب هي لا تعرفه ولكنها يجب ان تعرفه ..
جلست على الكرسي بوهن وهي تشعر بتلاطم الافكار داخلها ليهتف بها :
" دلوقتي كل حاجة واضحة .. طبعا المفروض اني اخاف على جومانة وميرا منك .. بس انتي لازم تعرفي حاجة مهمة .. والدك قتل مصطفى ويوسف ابنه .. وانت كنت مشتركة معاه فموت مصطفى .. هختصرلك الموضوع كله .. جمال ياخد خبر بكل ده وينهيكِ بنفسه .. عايزة تموتي على ايد اخوكِ اللي انضم ليكوا اصلا عشان ياخد حق ابوه وبقى اهم من سالم ذات  نفسه تفضلي روحي احكي الحقيقة لسالم بيه والعصابة ... عايزة تحافظي على نفسك انسي كل حاجة .."
انتفضت من مكانها وقالت بعصبية :
" حتى لو نسيت .. العصابة مش هتسكت .. هياخدو بنت باسم .. هياخدوا ميرا عشان فاكرينها هي .. دي الحاجة الوحيدة اللي هتخليهم يعرفوا السر اللي عند باسم .. "
رد ببرود :
" ملكيش دعوة بميرا .. انا اعرف احميها كويس .. "
رد بتهكم :
" مين قالك اني خايفة عليها ..؟! انا بوضحلك انوا سكوتي عن الحقيقة مش هيغير حاجة .."
رد ببرود :
" والله يغير ميغرش ميهمنيش .. انا قلت اللي عندي .. كشفتي السر ده كل حاجة تبقى عند اخوكِ بالأدلة كمان .. متبصليش كده منا مش اهبل عشان يعني عشان اتكلم من غير ادلة .."
نظرت له بنظرات كارهة قبل ان تقول :
" انت ليه مصر تلعب اللعبة دي وتدخل فصراع مع ناس انت مش قدهم .. مش خايف تحصل اخوك.."
ضحك وهو يهتف عابثا :
" انا محدش يقدر يقربلي .. انا فحياتك يا ميمي .."
تنهد واردف :
" معنديش مانع احصله طالما هاخد حقه .."
صاحت به :
" انت بتلعب بالنار .."
ابتسم وهو يهز كتفيه بلا مبالاة لتخرج مسرعة دون ان تنظر الى جومانة بينما حمل باسل هاتفه واجرى اتصالا سريعا بعامر يقول :
" اظن سمعت كل حاجة بنفسك وسجلتها عندك .. كده اللعب بقى المكشوف والخطر على الكل .. "
جاءه صوت عامر الواثق وهو يقول :
" اطمن .. النهاية قربت .. خليك هادي بس .."
قاطعه باسل بجدية :
" انا هادي فوق ما تتصور يا عامر بيه بس مقدرش امنع خوفي على عيلتي .."
ابتسم عامر وهو يقول :
" عندنا مليون حاجة نمنعهم فيها يقربوا عليهم .. واديك شفت ماريا ازاي اترعبت من فكرة انوا جمال ياخد خبر انها مشتركة فموت والده .."
" معاك حق .."
قالها باسل بخفوت ثم ودعه ليتفاجئ  بجومانة تدلف اليه تسأله بصوت مرتجف وعينين دامعتين :
" انا مين ابويا ..؟!"
يتبع ..
تكملة الفصل بكره عشان لسه فاضل حاجة وتتكشف الحقيقة كاملة فخذوا نفس عميق بقى❤️
وبالليل هنزل تسريبات متقدمة من الرواية ❤️

عروسي الكاذبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن