تكملة الفصل التاسع عشر
" خليك هنا .."
قالها راسل مسرعا وهو يلج الى الداخل ينظر الى تلك التي تقف امانه بشعر مشعث وعينين حمراوين بينما يديها تقبضان على اطراف فستانها بقسوة وملامح وجهها جامدة ..
قال بسرعة قبل ان يخرج ويغلق الباب خلفه :
" مش عايز اسمع صوتك .."
ثم عاد مسرعا لأخيه الذي أراد ان يضربه لكنه تراجع في اخر لحظة وهو يقول :
" انت ازاي تعمل كده ..؟! عشان كده مش عايز ترجع تعيش معانا .. عشان تصيع براحتك .."
رد راسل ببرود مفتعل :
" انا حر يا سيدي .. ثانيا دي اول مره اصلا .."
قاطعه باسل بعدم تصديق :
" اول مرة واخر مرة يا راسل .. مش هكرر كلامي .. انت فاهم ..؟!"
رد راسل محاولا انهاء الحوار :
" تمام مش هكرر .. انت جاي ليه دلوقتي ..؟! "
رد باسل بضيق :
" جومانة اتخطفت وجنى مش باينه .."
صاح راسل بعدم تصديق :
" نعم ..؟! اتخطفت ازاي يعني ..؟!"
رد باسل وهو يتجه خارج الشقة :
" هفهمك بعدين بس لما اشوف هعمل ايه فالمصيبة دي بعد ما الاقي الهانم اختك .."
ثم رحل غير أبها بأسئلة اخيه المتعددة بينما توقف راسل عن نداؤه يحاول ان يستوعب ما قاله باسل ..
افاق من شروده على صوت هادئ يقول :
" انا لازم اروح .."
التفت اليها متنهدا بصمت متأملا وجهها المرهق وصوتها الجامد ليرد بضيق :
" تروحي فين ..؟! مش لما اعرف الاول هببتي ايه خلاكِ فالوضع اللي شفتك فيه امبارح .."
ردت ببرود وهي تنظر الى وجهه بهدوء :
" قتلت واحد .."
تشدق فمه بإبتسامة باردة وقال :
" ماشاءالله .. طلعتي مجرمة كمان .."
توقعت ان يسخر منها لكن ما لم تتوقع هو ما قاله فيما بعد بنبرة جادة :
" انا من اول مرة شفتك فيها وحسيت آنك مش طبيعية .. "
" تقصد ايه ...؟!"
سألته بصوت مرتجف ليجيب بعد صمت :
" انتِ عندك مشكله او مرض نفسي .. عالعموم خليني اخدك لعند سيادة السفير .."
قاطعته بضيق :
" بس انا مش بكدب .."
ثم تركته واتجهت الى الغرفة تبحث عن حقيبتها قبل ان تجدها فتفتحها وتخرج منها السكينة التي قتلت بها راشد ..
عادت اليه وهي تحمل السكين بيدها لتجحظ عيناه وهو يقول بعدم تصديق :
" ايه ده ..؟!"
سألت ببرود :
" صدقت دلوقتِ ..؟!"
سألها بصوت متحشرج ونبرة شاحبة :
" قتلتي مين ..؟!"
لترد بما اوقف لسانه عن الحديث وجمده :
" ابن عمي ..."
ليعاود سؤالها بصوت متردد بعدما استوعب مقدار صعوبة ما قالته :
" ليه ..؟!"
فتجيبه بنفس الهدوء واللامبالاة :
" اغتصبني .."
والدهشة احتلت كافة معالم وجهه بينما عقله يحاول استيعاب صدمات هذا اليوم التي لا تنتهي ..
..............................................................
عاد باسل الى المنزل يشعر بالغضب من نفسه ومن كل شيء .. جومانة مخطوفة وجنى الغبية مختفية .. سوف يقتلها عندما يجدها .. قال هذا لنفسه وهو يدلف الى المنزل ليجد جنى تتجه نحوه وهي تصرخ بإنفعال :
" جومانة اتخطفت ازاي يا باسل ..؟! مين اللي خطفها ..؟!"
صاح بها محررا انفعاله المضموم داخله طوال اليوم :
" كنتي فين يا هانم ..؟! هو انا انا هسيب البنت اللي مخطوفة وادور عليكِ ..؟!"
ردت بضيق :
" يعني انت سايب جومانة ومركز معايا ..؟؟"
رد بغضب :
" لا مش سايبها بس لازم اخاف عليك لانك ممكن تلحقيها .."
سألته جنى بسرعة :
" ايوه ممكن الحقها .. بس ليه ..؟! ايه اللي بيحصل ..؟! مين اللي بيعمل كده فينا ..؟!"
زفر انفاسه بإرهاق وهو يردد :
" ده موضوع يطول شرحه .."
" انا عايزة اعرف .."
وقبل ان يرد رن هاتفه فأخرجه ليجد ممدوح يتصل به فأجابه بسرعة :
" فيه جديد يا ممدوح ..؟!"
ليأتيه صوت ممدوح يقول :
" تعال شقتي .. سيادة السفير عندي .."
" ماشي .. جاي حالا .."
قالها ثم اغلق هاتفه لتسأله بفضول :
" مين ممدوح ده ..؟! صاحبك الضابط ..؟!"
اجابها دون ان يفكر من اين تعرف ممدوح :
" ايوه .. خليك هنا ومتخرجيش .."
قاطعته بملل وفضولها يتأكل لمعرفة اي شيء عن اختطاف جومانة :
" يعني هخرج فالوقت ده يا باسل ..؟!"
رد باسل بتهكم :
" لا شاطرة مش بتخرجي متأخر اصلا .."
خرج بعدها لتنظر هي في أثره بضيق قبل ان تتنهد وتتجه نحو الطابق العلوي حيث تقطن والدتها مع جوليا في غرفتها..
.................................................................
أنت تقرأ
عروسي الكاذبة
Romanceتزوجا بإتفاق مسبق بينهما .. هي سوف تمثل دور زوجته وهو بالمقابل سوف يدفع لها تكاليف علاج والدها .. لكن ماذا لو يكتشف ان كل شيء كان خداعا وأنها ليست سوى محتالة استغلته ..؟! فكيف سيكون عقابه وهل سوف تستطيع بدورها تحمله ..؟!