تكملة الفصل السابع عشر

4.8K 233 24
                                    

تكملة الفصل السابع عشر

دلف باسل الى المنزل شاعرا بتعب وارهاق شديدين ..
اتجه الى صالة الجلوس ليجد روبي تجلس لوحدها هناك ..
القى التحية وجلس مقابلها لتهتف به :
" كويس آنك جيت .. "
سألها بجدية :
" خير فيه حاجة ..؟!"
أجابته :
" عمتو كل شوية تكلمني عن الخطوبة .. وانا مش عارفة اعمل ايه .. اساسا انا خايفة تقول لماما .. انا اقنعتها بصعوبة تأجل الموضوع لحد ما مشاكلك مع ماريا تتحل .. بس خايفة تغلط قدامها ..."
قال باسل بأسف :
" انا اسف يا روبي .. انا حاسس اني ورطتك معايا .."
قاطعته بصدق :
" متقولش كده .. انا كنت حابه اساعدك .. مش عشانك بس .. لا عشاني بردوا .. انا بس زعلانه اننا بنخدع عمتي .."
قال باسل :
" انا كمان زعلان .. بس مش هينفع اقولها الحقيقة دلوقتي .. لو قلتلها هضطر اكشف اسباب الكذبه دي .. وانا مش عايز اكشف اي حاجة .."
أومأت روبي برأسها متفهمة وقالت :
" معاك حق .. خلينا نستنى فترة كمان .. "
سمعا صوت جرس الباب يرن ثم وجدا فؤاد يلج اليهم بعد لحظات لينهض باسل ويحييه بحرارة ..
ابتعد فؤاد عنه ونظر الى روبي التي كانت لا تنظر اليه فهي أخذت تعبث بهاتفها ..
حمام باسل بينما هتف فؤاد مجبرا :
" ازيك يا روبي ..؟!"
" بخير .."
أجابته بإقتضاب لينظر  اليه باسل بنظرات ذات مغزى ففهم فؤاد انه يريد تصليح موقفه مع روبي ..
هم فؤاد بالحديث لكن صوت رنين هاتف باسل أوقفه والذي أجاب على الفور ليستمع الى صوت المتصل فيخبره أنه أتي ..
اغلق الهاتف وقال بجدية :
" انا لازم اروح دلوقتي .. "
ثم أشار الى فؤاد :
" خليك هنا .. مش هطول .."
وتركه دون ان يستمع الى رده ..
نظر فؤاد الى روبي التي ما زالت تعبث بهاتفها  بوجوم ..
اتجه نحو الكنبة وجلس عليها منتظرا صديقه ان يأتي ..
بعد حوالي خمس دقائق من الصمت نهضت روبي وهي تنوي التوجه الى غرفتها لكن صوت فؤاد يهتف بها :
" استني .."
توقفت في مكانها دون ان تستدير نحوه ..
اخذت نفسا عميقا وهي تفكر انها لا تود النظر في وجهه لكنها ضغطت على اعصابها والتفتت نحوه ترمقه بنطراتها الجامدة فزفر أنفاسه بقوة تهتف على مضض :
" انا اسف .. "
هزت رأسها بعدم اكتراث ثم تحركت متجهة الى الغرفة ليشعر بالغيظ من تجاهلها له ..
نهض من مكانه وقرر ان يرحل ليتفاجئ بنورا امامه ترحب به ..
حياها بود ثم اعتذر منها متعللا انه لديه حالة طارئة في المشفى ورحل ..
........................................................................

فتحت جومانة عينيها أخيرا لتتفاجئ برانيا تجلس بجانبها تنظر اليها بقلق ..
ابتلعت ريقها وهي تحاول الاعتدال في جلستها لتساعدها رانيا في ذلك وهي تهتف :
" على مهلك .."
ثم أردفت متسائلة وهي تنظر الى وجهها الشاحب وعينيها الزائغتين :
" انتِ كويسة ..؟!"
أومأت برأسها وهي تسألها بصوت مبحوح :
" هو ايه اللي حصل ..؟!"
أجابتها رانيا بجدية :
" بعد ما وقعتي فالبسين اياد انقذك .. كان مغمى عليك .."
سألتها جومانة بصوت مرتجف :
" اياد انقذني ..؟؟"
أومأت رانيا برأسها وهي تجيبها :
" ايوه .. انا اول ما صرخت انك مش بتعرفي تعومي رمى نفسه وراكِ عشان يخرجك .."
اغمضت جومانة عينيها وهي تشعر بالوهن الشديد ...
عادت وفتحتهما عندما تذكرت انها بقيت هنا لفترة طويلة وقالت :
" انا لازم اروح .. اتأخرت اوي .."
" ماشي ..بس غيري هدومك الاول .."
قالتها رانيا وهي تعطيها قطعتين من ملابسها اخذتها جومانة بعدما شكرتها بإمتنان ..
اتجهت الى الحمام كي ترتديها ..
خرجت بعد لحظات واتجهت الى رانيا التي قالت وهي تعطيها المشط :
" سرحي شعرك .."
ثم اكملت بجدية :
" تعرفي انوا اياد اتخانق مع بيرلا وطردها .."
تطلعت جومانة اليها وسألتها بدهشة :
" بجد ..؟! ليه ..؟؟"
ابتسمت رانيا وردت :
" عشانك .. اتعصب عليها عشان زقتك فقامت هي كمان  مسكتتش وردت عليه ودايقته بالكلام .. علي صوتهم بعدها فقام طردها .. "
قالت جومانة بحرج :
" مكنتش حابة يتخانقوا بسببي .."
قاطعتها رانيا :
" لا طبعا .. مش بسببك .. هما اصلا بقالهم فترة مختلفين .. والموقف بتاع النهاردة أنهى كل حاجة .. تقدري تقولي اياد كان مستني حجة عشان ينهي شغله معاها .."
تطلعت اليها جومانة بصمت للحظات قبل ان تبدأ بتسريح شعرها ..
انتهت من تسريح شعرها وحملت هاتفها لتجد باسل اتصل بها عدة مرات ولم ترد ..
شعرت بالخوف فإتصلت به بسرعة فيأتيها صوته الحاد يسألها :
" انتِ فين ..؟!"
أجابته جومانة بتوتر :
" انا فبيت رانيا .. هروح دلوقتي .."
قاطعها بحزم :
" خليكِ .. انا اللي جاي .."
ثم اغلق الهاتف دون ان يستمع الى ردها لتجد رانيا تسألها :
" اوعي يكون اتعصب عليكِ ..؟؟"
أجابتها جومانة وهي تهز رأسها نفيا :
" لا ابدا .. بس قالي انوا جاي .."
ثم اكملت :
" انا هخرج استناه بره فالجنينة .."
قالت رانيا بسرعة :
" تمام وانا هعمل حاجة والحقك .."
خرجت جومانة من غرفة رانيا واتجهت نحو الطابق السفلي لتخرج الى الحديقة ..
قبل ان تخرج سمعت صوت اياد يهتف بإحدهم :
" انتِ اتجننتِ .. يعني يوم ما افكر هفكر فدي .."
شعرت انها المقصودة وقد تأكدت ظنونها وهو يكمل :
" دي طفلة .. عارفة يعني ايه طفلة ..؟! يعني انا اسيب كل الستات اللي حواليا واللي بيتنافسوا فالجمال والانوثة وأبص لدي .."
لمعت عينيها بدموع حبيسة وشعور الاهانة يخنقها بقوة لتستمع اليه اخيرا بما جعلها تخرج بسرعة الى الحديقة :
" اديكِ قولتيها .. مراهقة وبتدلع .. زيها زي كتير بنات عندهم نفس التفاهة .. بينبهروا بأي ذكر فبطاقة .."
لم ينتبه اياد الى وجودها  فأكمل بعدما رحلت بعيدا :
" انا والله فاهم ده .. حد قالك اني عيان عشان أحب طفلة ..؟! الفكرة بس اني متفهم سنها ومشاعر المراهقة اللي عندها .. "
ثم تنهد وقال :
" بس ميمنعش انوا صوتها حلو .."
انهى اخيرا مكالمته قائلا :
" تمام اروح انا بقى  .. باي .."
اما في الخارج كانت جومانة تحترف غضبا وشعور البغض نحوه سيطر عليها بقوة لتهتف بصوت متوعد :
" انا هوريكِ يا اياد يا منصور .. ان ما خليتك تجري ورايا من مكان لمكان مبقاش انا جومانة صفوان .."
......................................................................
ظلت جومانة في مكانها تشتغل غصبا حينما رن هاتفها بإسم باسل فخرجت مسرعة لتجد اياد في وجهها يبتسم لها ويسألها :
" بقيتي احسن ..؟!"
نظرت الى وجهه الوسيم بكره جاهدت كي تخفيه وهي تجيبه :
" اها الحمد لله .."
" رايحة فين ..؟!"
سألها بحاجتين معقودين لترد بهدوء :
" عمي جه عشان ياخذني .."
ثم سمعا صوت جرس الباب يرن ليتجه اياد نحو الباب ويفتحها فيتفاجئ به باسل الذي رمقه بنظرات جامدة قبل ان يهتف ببرود :
" مساء الخير .."
اجابه اياد بعدم اهتمام :
" مساء النور .."
جاءت جومانة خلف اياد وقالت :
" انا جاهزة يا انكل .."
قال باسل بسرعة :
" يلا بينا .."
التفتت جومانة نحو اياد تخبره :
" سلملي على رانيا .. ملحقتش اسلم عليها .."
ثم سارت خلف باسل الذي سألها بغضب مكتوم :
" من امتى والبيه هنا ..؟؟"
سألته بخوف :
" تقصد اياد ..؟!"
رد بعصبية :
" ايوه زفت .. هو فيه غيره .."
أجابته كاذبة :
" جه من شوية .. وانا اصلا كنت فوق مع رانيا فأوضتها .. شفته دلوقتي لما نزلت تحت استناك .."
توقف في مكانه ينظر لها بجمود قبل ان يهتف بصرامة :
" البني ادم مش عاوزك تتواصلي معاه نهائي .. حتى سلام مش عايز .."
" ليه ..؟!"
سألته بتردد ليلتفت نحوها مرة اخرى ينظر اليها بقوة فتقول بسرعة  :
" خلاص .. مش هتواصل معاه نهائي ..،"
ثم سارت خلفه دون حديث ..
........................................................................
في صباح اليوم التالي ..
دلف باسل الى مكتبه ..
جلس على المكتب وعاد برأسه الى الخلف مغمضا عينيه ..
ظل على هذه الحال لأكثر من عشر دقائق قبل ان تتصل سكرتيرته به تخبره ان هناك ضيفة تريد رؤيته ..
سمح لها بالدخول ففوجئ بليزا تدلف اليه وتتقدم نحوه وهي تهتف :
" فين نزار ..؟! عملت فيه ايه ..؟!"
رد باسل ببرود :
" بربيهولك عشان يعرف يكون اب .."
سألته بغضب :
" انت  عرفت منين اصلا اني حامل ..؟!"
أجابها بسخرية :
" عيب يا ليزي .. مش انا اللي اتسأل السؤال ده .. انا اعرف كل حاجة .."
قاطعته بضيق :
" طب انت عاوز ايه مننا ..؟! سبنا فحالنا بقى .."
رد باسل بتهكم :
" المفروض انا اللي اسأل السؤال ده على فكرة .. بصي يا ليزي الموضوع بسيط .. عشيقك يتربى ويشيلني ويشيل ميرنا من دماغه كله هيبقى تمام .."
سألته ليزا مستهزءة :
" ويا ترى لو نزار شالها من دماغه .. هي هتشيله .."
نظر اليها بإبتسامة جامدة سرعان ما اختفت وهو يقول :
" سؤال مهم وذكي .. جوابي هيكون ابعدي جوزك عننا وليكِ عليا مش هخليها تبصله بصة وحدة حتى لو شافته بالصدفة .."
رمقته بنظرات حانقة وسألته :
" نزار هيخرج امتى ..؟!"
ليجيبها بهدوء :
" بعد ما اربيه كويس .."
صاحت بعدما نفذ صبرها :
" فيه ايه ..؟! انت مش من حقك تعمل كده .. كل ده عشان ميرنا .. متاخدها بعيد وتخلصنا .."
قال بصوت هادئ :
" انا هعدي كلامك عشان انتِ ست وفوق كل ده حامل .."
ثم اكمل بتحذير :
" بس نصيحة ليكِ اخرجي حالا ومتفكريش تجي تاني ..
بدل ما ازود جرعات التربية لعشيقك .."
كزت على اسنانها بغيظ وخرجت بحنق ليجد هاتفه يرن باسم شيري فيجيبها بسرعة وهو يسألها :
" كل حاجة تمام ..؟!"
بينما اخذت شيري تسرد له ما جهزته لأجل مفاجئة ميرنا ..

انهت شيري حديثها وقالت :
" استنى ابعتلك صورة ليها .."
تطلع باسل الى الهاتف بترقب حينما وصلت الصورة ففتحها متأملًا كل إنش في وجهها بحب ..
تنهد بحرارة ثم طرأت على باله فكرة تردد بها كثيرا لكنه حسم أمره وقرر ان يجازف وينفذها ..
اتصل بسكرتيرته يخبرها :
" احجزي لي تذكرة ذهاب وعودة الى مصر .. اريد اول رحلة ذاهبة الى هناك وسوف ابقى هناك ليوم واحد فقط لا غير .."
ثم اغلق الهاتف وتنهد بحرارة ..
................................................................

هبطت ميرا من سيارة الاجرة واخذت تتأمل العمارة بنظرات مرتعبة..
لم تستطع ان تفعل شيئا سوى تنفيذ ما قاله ..
فهي تعرف جيدا ان عصيانها لأوامره تعني دخولها هي و والدها واختها في جحيم لا ينتهي ..
هي ليست مهمة .. لكن والدها ورولا لا والف لا .. لن تسمح  لأي مخلوق ان يمسهما ..
سارت بخطوات مترددة الى السلم وصعدته متجهة الى الطابق الثاني حيث يوجد هو ..
طرقت على الباب ليفتحها لها وهو يبتسم بسخرية ..
رمقته بنظرات حادة ودلفت الى الداخل ليتجه خلفها يسألها بتهكم :
" برافو انك قدرتي تجي .."
اغمضت عينيها وهي تتذكر كذبتها على رولا حينما اخبرتها انها ستذهب الى النادي للتدرب على حصة السباحة مدعية انها عادت وانضمت الى دروس السباحة ..
التفتت نحوه ترمقه بنظرات كارهة قبل ان تقول :
" عايز ايه يا راشد ..؟! مش مكفيك اللي عملته زمان ..؟!"
قاطعها بنظرات راغبة :
" عايزك .. مرة واحدة مش كفاية يا ميرا .. عايزك لدرجة صعب تتخيلها .."
" بس كفاية .."
صرختها بوجع وهي تحتضن جسدها بيديها لتجده يهتف بها :
" انا مش فاهم انتِ رافضة ليه .. كده كده مش هتفرق معاكِ .. انتِ مش بنت .. وفوق كل ده مش معروفلك اب ولا ام .. متمسكه بالمثاليات الفارغة دي ليه .."
نظرت اليه بصمت وعينين حمراوين ليقترب منها محركا إبهامه على رقبتها البيضاء بينما شفتيها اشعلت بداخله رغبة مخيفة ..
هزت رأسها بعنف وقالت :
" معاك حق .. متمسكه بشرفي ليه وهو ضاع معاك من زمان .."
رمقته بنظراته ليجدها تبتعد عنه وتبدأ بفك ازرار قميصها وخلعه ليظهر اسفله تيشرت اسود ذو حمالات رفيعه جعل بياضها الناصع يبرز اكثر فتزاد شهوته ناحيتها اكثر ..
جذبها نحوه في عناق جعلها على وشك التقيأ ..
حاولت ان تتقبل ذلك لكنه لم تستطع فدفعته بعيدا عنها وهي تهتف :
" لا لا مش هقدر .. انا لازم اروح .."
لكنه كان اسرع منها وجذبها من ذراعها مقبلا شفتيها بقبلة حاولت كثيرا ان تتملص منها دون فائدة ..
ابتعد عنها اخيرا متأملا شفتيها اللتين تحويان على شقوق صغيرة بسبب قبلته العنيفة ..
همت بالتحرك لكنه اوقفها وهو يهمس لها :
" قبل ما تتهوري وتروحي فكري فعمي ورولا .."
تجمدت في مكانها وقد تذكرت سبب وجودها هنا فإبتسم بتهكم قبل ان يقول :
" برافو .. كده تعجبيني .."
ثم اقترب من رقبتها يقبلها بتروي بينما هي تقف بين يديه كالصنم ..
يتبع
ياريت اشوف تفاعل 😅
الفصل القادم مهم جدا 😌

عروسي الكاذبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن