"ماذا؟!"
هتف الزوج و قد شعر بالصدمة.. و ملامح وجهه تنطق بالدهشة..
فقالت عروسه بلا اكتراث :"انت سمعتني جيدا".
كانت ما تزال بثوب زفافها الابيض الزاهى..
سأل محاولا التأكد انه لم يسيء الفهم :"تريدين منى مقابل مادى كلما اردت الاقتراب منك!!! "
اومأت ..
فهتف فى حنق شديد :"هل جننت ؟!.. انت زوجتى.. و لست بامرأة جئت بها من الشارع حتى ادفع لها كلما اردتها!!!"
مطت شفتيها فى تكاسل دون ان تأبه لغضبه او لصياحه..
فأكمل :" ما هذا الجنون ؟؟؟.. كيف تقبلين على نفسك ان تعاملى كالعاهرة..
انت زوجتى ..حلالى !!! ... و اذا اردتك لا ينبغى لك ان ترفضى و الا لعنتك الملائكة .. لا اتصور او افهم كيف تطلبين منى ان اعطيك مالا مقابل جسدك.. كيف تقبلين على نفسك "؟؟
كان مهتاجا يتحرك بلا هدف فى ارجاء المكان.. بينما يقول :"لقد خلقك الله لى... (هن لباس لكم وانتم لباس لهن)..
و يمكننى ان اعاشرك متى اردت و كيفما اردت... لا افهم... لا ريب انت مجنونة.. حتى تقولين ذلك.. كيف تقبلين على نفسك ؟!"
قاطعته و قد سقط قناع اللامبالاة :"أحقا ؟! كيف اقبل على نفسى ؟!! كما قبلت انت على نفسك ان تتزوجنى دون رضاي؟؟
كما قبلت على نفسك و انا ارجوك و اتوسل اليك ان توقف هذه الزيجة لانى لا احبك.. لا اطيقك.. فماذا فعلت؟.. لا شيء..
تركت اهلى يجبرونى على الزواج منك. .و جعلتني اتمنى الموت ألف مرة. .. فلم تفلح دموعى و توسلاتى معهم بعدما أوهمتهم انى ارفض لانى متعلقة بآخر..
آخر لا وجود له الا بمخيلتك المريضة..
لقد اجبرتنى على الزواج بك... وانا لا اطيق انفاسك..
قبلت ان تتزوج من لا تريدك.. لانك تريدها.. و لانك أنانى... لا يمكن لشيء ان يقف ضد إرادتك او رغباتك...هأنا ذا زوجتك.. و لكن لن تحصل علي.. الا بمقابل مادى. .و كل مرة ".
شحب وجهه مع كل اتهام و جملة تصدر من فمها..
كانت الحقائق على بشاعتها تخرج كالرصاص...طلقات رصاص تخرج من بين شفتيها و تنال منه..
قال متلعثما مبررا لنفسه :" لكن الدين يقول"
قاطعته بشراسة :"الدين يقول أن هذه الزيجة باطلة..لأنى لم اوافق.. و بالتالى حتى لقاءاتنا الجسدية ستكون زنا او اغتصاب.. طبقا للدين ".
عقدت ساعديها ازاء صدرها بقوة بينما تنظر اليه و قد أذهلها شحوبه و ضعفه..
كانت بداخلها تهتز.. تهتز بقوة.. لكن لا.. لن تلين.. لا يستحق منها اى شفقة..
فهى لم تنل منه الشفقة او التفهم بينما يتعامل معها كسلعة.. عرض لها ثمن أسال لعاب والديها.. و اشتراها دون ان يأبه لمشاعرها او رغباتها.. فلم يكلف نفسه حتى مشاق التودد اليها او محاولة استمالتها.. كأى خاطب..
و الآن يريدها فى فراشه بدعوى الدين و العرف و الشرع...
حرك يده بقوة فى شعره... حتى كان ينتزع خصلاته..
ثم بعد دقائق طويلة اخرج محفظته ليلتقط منها بضعة اوراق مالية و يلقى بها على المائدة متحركا نحو باب غرفة نومهما وهو يقول بصوت ضعيف و أجش :"تعالى ".
* قصة حقيقية