هتفت مستنكرة : "كان شرا ..والان اصبح لعنة ".
اومأ :"هناك قصص حب ناجحه ..صح ؟؟ولكنها لم تخلد ..اتعلمين لماذا ؟؟لان الحب ليس مقدرا له النجاح ".
نهرته : "توقف عن احباطي "
هز كتفيه في استسلام : "انا فقط ارشدك ..لا احبطك ".
ثم استطرد في تأكيد:" المحبين اغبياء ...فتجد اشد قصص الحب روعة تتدمر لسوء فهم ..او لموقف تافه ..ثم ...ان اغلبهم جبناء" .
استنكرت :"جبناء"!!
اكد بينما يومأ :"بالطبع جبناء ..كم من محب انهى قصة حبه لاجل غيرة تافهه ..او سبب حقير او سوء فهم ...او ..او بسبب الظروف ...
يعيش حياته بعدها في حسرة علي ما فقد ...يظل يتخيل كيف كانت لتكون حياته فقط لو تراجع عن عنده او كبرياءه ..
اتدركين كيف هى حياة الندم ؟! ...كيف نتزوج من لا نحب ؟!..فنعيش باجسادنا دون ارواحنا .
كيف نعقد المقارنات بينهم؟؟ ..وكيف كانت لتكون حيواتنا اروع واسعد ".
اكدت بثقة : " ليس الكل يتراجع ..هناك من يدافع عن حبه حتى يتزوج حبيبته".
سال بابتسامة : "كم النسبة ؟؟ ..نسبة ضئيلة للغاية ..كم نسبة القصص الفاشلة .لمن تكتب اذن الاغانى الحزينة التى نسمعها ؟!"
عادت الى نهره: "توقف ..فهناك قصصا فاشلة واخرى ناجحة ...هناك قصص حب بالفعل رائعة ".
اكد بثقة :"تكمن روعة الحب في الا يكتمل ".
عقدت حاجبيها بينما تقول : "ماذا؟"
قال ببساطة كأنه يتحدث مع طفله : "بالطبع ...لو تزوج روميو جوليت ..هل كانت لتكون هناك قصة خالدة ...بالطبع لا ...فالنهاية المأساوية هى من خلد القصة ..وكذلك نهاية كليوبترا و مارك انطونيو ..و قيس وليلي ...و عنترة وعبلة ..".
قاطعته مؤكده: "ما لنا والخلود!!! ما يعنينا ان يظل الحب ولا يموت ...اعنى ان ما ذكرته حوادث فردية ..ليس تعميما ..ليس الكل يصاحبه نهايات مأساوية ".
سأل : " وهل تعرفين انت قصص حب ناجحة ؟"
اجابت بتحدى: "اعرف جدى وجدتى ..لقد ...لقد عاشا معا خمسون عاما بسعادة ".
عاد يسال :"وهل احب جدك جدتك قبل ان يتزوجها ؟"
اجابت مغمغه وقد فهمت ما يهدف اليه:" لا ..لقد كان زواجا تقليديا لكن مع الوقت ".
قاطعها :"مع الوقت اعتادها. ..ألفها. .لم ...لم يحبها ..وانما المودة ..تلك الشئ الخفي الذي يتسلل في حياة المتزوجين ليجعل من حياتهما الطف و اكثر دفأ .."
صاحت :"ليست المودة بالشئ السئ .."
برر : "لم اقل انها شئ سئ ...علي العكس ...انها شئ رائع ..لكن ..لكنى اقصد بالحب ذلك الشغف ..ذلك الحنين ..لا الاعتياد ..
اقصد ذلك الترقب ..والانتظار ..و الشوق ..
اعنى ..الحب ...الحب ذاك الذي يجعل لحياتك معنى. .التمحور علي شخص ..وان تكون حياتك ..
بأكملها ...له ...حوله .. ألا تكون بدونه .."
هز راسها موافقه : "افهم ما تقصد ..ربما ..ربما ليس الكل بإمكانه ان يحيا ذلك الحب الذي تقصده".
نفى : "في الواقع الكل يمكنه ..ففي حياة كل منا ذلك الحب يتدارى في احدى زوايا انفسنا ..
فالكل يحب ..طالما لدينا قلوب تنبض ..
نحب علي استحياء ..
برغم ان الحب ليس جريمة ..
نحب ولا نبوح ..
نحب ..ونترقب ...نترقب ماذا ..ربما لا نعلم ...
فالمحب في بداية حبه يترقب ان يشعر به الاخر ..
قد يفعل بعض الاشياء ليلفت انتباهه ..
اشياء قد تبدو تافهه ..او متهوره ..
اشياء قد تبدو تقليديه ..فاضحة ..
ولكن كما اخبرتك ..الحب يضفي علينا غباءا ..فلا ننتبه لتلك الفضائح الصغيرة ..
ثم اما ينجح ان يلفت الانتباه ..وان يدغدغ المشاعر ..
واما ان يفشل فسرعان ما يستسلم ..
ويترك الامر للنسيان ..
واذا نجح في مسعاه ..يختطف من الحب بعض اللقاءات والهمسات ..
وبعد تلك السعادة الخاطفة يبدأ الصدام ..
صدام المجتمع ..الظروف. .الحبيب ..الاهل ..
قد يصطدم باحدهم. .او جميعهم ..
و في الغالب ينهزم ..
فقليلا جدا من يصمد ..
فالامر اختبار ..
اختبار لقوة عاطفته ..
اختبار لصلابته ..
اختبار لحبه ..
واذا نجح في تلك الاختبارات ..يظل امامه تحدى اكبر. .
الا وهو ان يحافظ علي حبه ..
فبعد الزواج قد يبدأ الحب في الذبول ..
