خواطر

الحب شر

"الحب شر"

انعقد حاجباها بينما تهاجمه :"كيف تقول ذلك ؟؟بالطبع لا ..الحب خير ..الحب اسمى معانى الوجود .. الحب ..الحب يغير الانسان ..فيحوله الي ملاك .. الحب".

قاطعها :" توقفي عن تلك الشعارات الرنانة ..الحب شر ..وسأثبت لك ".

نظرت اليه بعينان ضيقتان تعكسان عدم التصديق .. ولكنه استطرد :" لدي قصتان ستثبتان لك انه شر ..
الاولى عن شاب ..اعرفه ..

كان يحب فتاة ...

يحبها بشدة ..لا يطيق ان يمر يوما دون ان يراها. ..
يكتب فيها القصائد الشعرية ..

يتحدث عنها بوله ..

اعنى فعل كل ما يفعله المحبيين من امارات الحب ".

ساعدته :"تعنى يحب ان يراها ويسمع صوتها ..يحب ويستعذب ان يتحدث عنها ..او يسمع منها ...
يراقبها ".

قاطعها متعجلا الوصول الي غايته :"نعم نعم .. يحبها ..لا جدال في ذلك ..الكل يعلم ...وهو حرص ان يعلم القاصى والدانى".

رفعت رأسها ازاء غموض جملته الاخيرة: "لم افهم ..ماذا تعنى؟"

اجاب مفسرا : "اعنى انه ولكونه غير قادر علي الارتباط الرسمى بها فأمامه دراسة ..

و الالتحاق بالجيش ...وايجاد عمل ..تلك الصعوبات التى تواجه كل شاب ..

عرف وتيقن ان زواجه منها يحتاج الي صبر وسنوات .."

سألت بفضول الانثى:" وماذا فعل ؟"

اجابها وهو يمط شفتيه بعبوس :" اشاع انه قد حدث بينهما ما يحدث بين الازواج".

هتفت غير مصدقة تلك البشاعة :"ماذا؟؟ غير ممكن "

اقسم مؤكدا :"اقسم لك انه فعل ..ولكن لماذا؟!"

اجاب بيقين: "حتى لا تكون لغيره".

هتفت بثقة "انه مريض نفسي ..لا يمكن ان يكون احبها ..انه مريض بالتملك".

قاطعها :" القصة الثانية "

اوقفته :" توقف ..انه "

تجاهلها بينما يقول : "القصة الثانية عن فتاة ... احبته ..وارادته زوجا  ولكنه لم يريدها ".

سخرت منه :"وهل اذاعت هى الاخرى انه قد غرر بها".

قال بهدوء: "دون سخرية ..وحقيقة هناك من تفعل لتجبر رجلا علي الزواج بها ..

ولكن في قصتنا الحقيقية هنا. .لم تفعل ..وانما تزوجت ..

ولانها مازالت تحب صاحبنا ..دخلت عالم السحرة ..

دخلت لتؤذي حبيبها عن عمد ...لا تريد حبيبها زوجا او ابا ..

لا تريده ان يكون لغيرها ".

هتفت به : "لا تكن ظالما ..انهما مثالا ليسا محايدان ..انهما "

اجاب بإقناع : "ليسا الامثلة الوحيدة ...فأنا وانتى قرأنا بصفحات الحوادث عن حبيب يغتصب حبيبته ليجبرها ان تتزوجه ..

دون النظر الي انها لن تنسي قط ما حدث وانه قد كسرها ..

وانه بإجبارها قد زرع كراهيته في قلبها الي الابد ...فالمرأة لا تنسي جرحا كهذا ".

هزت رأسها بعدم اقتناع بينما تقول :"ليس من الانصاف ان توصم الحب بالشر لبعض النماذج السيئة "

اجاب بمنطق: " حسنا ..الم تسمعى ان زوجات يقتلن ازواجهن لانهن يحببن اخر ..برغم انه من الاسهل طلب الطلاق .."

واجهته :"انها حوادث فردية قليلة ".

جادلها بثقة بالغة : "أحقا ؟؟ان قصص الحب الخالدة كلها قصص فاشلة مأساوية .."

سألت وقد اعتراها الفضول : "ماذا تعنى؟"

اجاب موضحا : "اعنى المنتحران روميو وجوليت .. لماذا انتحرا عوضا عن الهرب والزواج وتكوين اسرة ؟؟

فالحرب بين عائلتيها علي اسوء الفروض كانت لتستمر بهما او دونهما "

كادت ان تقاطعه ولكنه استطرد :"و قيس وليلي ..

المجنون ومعشوقته ..لو كانا هربا بدلا من ان تستسلم ليلي لرغبة ابيها من تزويجها بآخر ..و لم يكن قيس بهذا الضعف ..

لما ماتت ليلي محمومة علي حبها وسوء مصيرها ولما مات قيس مكلوما علي قبرها ..

الا ترين ان الحب لعنة ؟؟!"

كررت "لعنة؟؟"

وافق :"نعم لعنة ..لعنة هيام عنترة علي وجهه في الصحراء ليموت ابو الفوارس ميتة لا تليق بذلك الفارس المغوار ".

ابدت دهشتها : "كان شرا ..والان اصبح لعنة ".

اومأ :"هناك قصص حب ناجحه ..صح ؟؟ولكنها لم تخلد ..اتعلمين لماذا ؟؟لان الحب ليس مقدرا له النجاح ".

نهرته : "توقف عن احباطي "

هز كتفيه في استسلام : "انا فقط ارشدك ..لا احبطك ".