الحب
الحب مسعى و شقاء الجميع ..
مشكلة ..
مشكلة كل فرد.فهناك من يبحث عن الحب ..وهناك من يشقى بحبه ..هناك من وجده فى الوقت الخطأ او مع الشخص الخطأ ..
كان مؤمنا تمام الايمان بان الحب هو مشكلة الجميع ..الجميع بلا استثناء .
الجميع يبحث عنه ..كالكنز المفقود .
ويختلف البحث من فرد لاخر ..
فهناك من يبحث عنه وهو بجواره ولا يراه..وهناك من يبحث عنه .وعندما يكفون عن البحث ؛يجدهم هو .
وهناك من زارهم الحب فى غير موعده ..
وهناك من زراهم مع من لا يستحقهم ..
وهناك من هنأ بالحب .وهناك من شقى به ..
وهذا التنوع كله رآه ..
رآه منذ كان طفلا لا يعى معنى الحب ..رآه مع جدته التى كانت تعشق زوجها وترنو اليه بكل المودة ويرنو اليها بكل تعجرف وسوء معاملة ..
وعجب من رضا الجده بتلك المعاملة ..
عجب من تقبلها لغضبه وتسلطته ..وابتسامتها مع كل مرة يزداد فيها تعجرفه ..
وعندما كبر فهم .
فهم انها رضيت منه بالقليل واعتبرت فقط وجوده بجوارها نعمة لا تقدر بثمن ..
وانه يكفى انفاسه تتردد امامها لتشعر بالسعادة ..
ومع كل هذا الحب واجهها الجد بكل الكره وكأنه يكره حبها
يكره استسلامها ..
يكره قربها
ولكنها لم تأبه بكراهيته الواضحه ونفوره الزائد ..
بل كانت راضية وسعيدة ..
وكانها قنعت بنصف رغيف افضل من لا شيء.
حتى لا تحرم منه ..
كان يندهش من استسلامها ويحتقر ضعفها امام زوجها ..
لقد كرهه نيابة عنها..
وعندما مات الجد..ماتت الجدة بعده بايام قليلة ..
وكأنها مثال حى على كونها لا تستطيع العيش دونه ..
سمع من الكبار انها امتنعت عن الطعام وكأنها انتحرت جوعا لتلحق به ..
وفعلت ..لم تحتمل الحياة دونه ..
فقط ..
هذا هو السبب..
وكأنه كان سبب حياتها وبزواله انتهى الغرض من وجودها على الارض ..
وماتت بهدوء شديد..كما عاشت بذات الهدوء ..
كما كانت تتقبل غضبه وعجرفته ..
وبنفس الابتسامة الراضية على الفم ؛اغمضت عيناها الى الابد.
"يتبع"...
