الفصل الخامس عشر
_مالك يامروة طمنيني عليكي؟أنتِ كنتِ كويسة امبارح؟
قالت مروة من بين عبراتها:
_خلاص ياسعاد.. مبقاش ليا مكان في البيت ده، انا ماشية النهاردة، هرجع القاهرة مع صلاح._حصل ايه بس خلاكي تاخدي القرار ده؟ والأستاذ ماهر والست كريمة وافقوا على الكلام ده؟
_انا مستنية كريمة هانم تصحى عشان استأذنها، لكن البيه التاني ده ملوش دعوة بية.. ولو فكر يمنعني مش هيحصل كويس أبداً.
أدركت سعاد ان حالة صديقتها الحزينة وسر قرارها يخص عم صلاح، لابد وانه قام بشيء أحزنها او ربما قال لها شيئاً جرحها، لتقول بهدوء:
_طيب قومي كدة اغسلي وشك وبطلي بكا وانا هلبس واجيب تقي ونجيلك واللي أنتِ عايزاه هيحصل بإذن الله._ماشي ياسعاد هستناكِ.
أغلقت الهاتف ثم تركته وهي تنهض وتتجه لخزانتها كي تبدل ملابسها.
___________________
طرقات على الباب جعلتها تترك منشفة وجهها وتتجه إليه لتفتحه، تجمدت في مكانها وهي تطالعه بدهشة بينما وجد نفسه يجول على ملامحها الرقيقة الندية، يشعر ببراءة عيونها مجدداً تجذبه بقوة كأول مرة رآها، لاحظ حزن بهذه العيون اليوم وانتفاخ بسيط جعله يدرك انها كانت تبكي.. اللعنة ملاحظته هذه إصابته بغصة في قلبه. تمالكت مروة نفسها وهي تتذكر الليلة الماضية لتقول بانفعال:
_خير يااستاذ ماهر.. جاي بنفسك تتأكد اني خلاص همشي من البيت ولا جاي تمنعني اني آخد صلاح لعلمك بقى....._انا آسف.
اتسعت عيناها وفغرت فاهها وهي تطالعه بصدمة، ماهر بدران المغتر بنفسه.. الرجل الذي لايري مطلقاً أنه يخطئ جاء يعتذر لها إنه شيء لا يصدقه عقل.
_احمم.. أنا عارف اني غلط امبارح وزودتها معاكي، مش من حقي فعلاً أتدخل في حياتك الشخصية..وعد مني انها هتكون آخر مرة.
زال غضبها منه بالكامل واحتلت قلبها الحيرة، ماالذي جعله يغير موقفه منها هكذا؟ ولماذا لم يسعدها ذلك؟ استدار ليغادر ولكنه توقف والتفت ينظر إليها قائلاً:
_كنت قلت لعماد انك مش هتدي لبنته درس تاني لانه طلبك للجواز، لو حابة تكملي معنديش مانع ولو هترتبطي بيه قوليله يتفضل...._مش هتجوزه.. أنا أصلا مش هتجوز أبداً.
كلماتها الحازمة التي قاطعته بها جعلته عاجزاً تماماً عن استيعابها، ماذا تعني بكلماتها تلك؟ليقول بحيرة:
_مش فاهم.. قصدك إيه؟_اللحظة اللي قررت فيها اني أربي صلاح كانت اللحظة اللي اتخليت فيها عن حلم اي بنت ببيت وشريك تقضي معاه عمرها..تعرف كان كل واحد بيتقدملي يقولي ايه؟
طالعها متسائلاً فاردفت بابتسامة ساخرة شابتها المرارة:
_كان بيخيرني يااما أرجع صلاح لعيلته او أنسى طلبه وكنت طبعاً بنسى طلبه مش لإني وعدت اختي وهي بتموت اني أربيه و آخد بالي منه.. لأ.. لإني في اللحظة اللي شلت فيها صلاح بين ايدية وبصلي فيها بعيونه البريئة وقعت في الحب.. وانا لما بحب حد مستحيل اتخلى عنه ومستعدة اضحي بأغلى حاجة عندي عشان خاطره.. والوحيد اللي في قلبي دلوقتي هو صلاح وهيفضل طول العمر صلاح.
أنت تقرأ
ذات الكتاب الأحمر
Romanceلم يكن سحر المكان وحده ما جذبه إلى هذا المطعم المشهور، بل كان أيضاً سحر هذه الفاتنة التي جعلت العازب الشهير يشعر بأنه وجد كمالاً لطالما نشده فيها هي وهي وحدها لا غير.. ذات الكتاب الأحمر.