Part.1.

1.4K 83 29
                                    

مسامعٌ مشتتة بين خليطٍ من الأصوات المألوفة...ازدحام أطباء و صفير سيارات الإسعاف و بسبب امتداد جسده على ذلك السرير الذي يتحرك بسرعة كبيرة عبر تلك الممرات المكتظة عيناه لم تستطع النظر لاستيعاب ما يحصل بسبب تلك الأضواء ذات الانبثاق القوي...
جسدٌ من يراه يظنه بلا روح...شعرٌ مبعثر و متسخ و تلك المقل تنثر الدموع بلا سبب...صوت ضربات القلب الإلكترونية عمَّ المكان و قلوبٌ أخرى خارج كل هذا الحشد لا تشعر بالأمان...
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
اتصالٌ مفاجئ أيقظ تلك الأميرة من أحلامها بأسلوبٍ بشع لتهرع بانزعاج غير مهتمة للمتكلم مردفةً
جيني:نعم تفضل..
تكلمت بتلك النبرة الناعسة و العيون التي ما زالت شبه نائمة لتنصدم من عمق ذلك الصوت و ما احتواه من حديثٍ لئيم جعل من الأخرى تفزع من فراشها و كأنها فقدت عقلها
المتصل: نهارك سعيد آنستي و أردت أن أجعله أسعد بما سأقصه عليكِ الآن..إنَّ من طال غيابه عنكِ ما كان اسمه؟؟ ااه إنه ابن عمكِ تاي لقد تعرض لحادثٍ مريب يالا المسكين لقد أحزنني فعلاً
قاطعته بذلك البركان الهائج غضباً فقد استفزها بكل معنى الكلمة و صرخت بقوة قائلة
جيني:عن ماذا تتحدث أيها الوغد؟!
أجابها بكل برود و هدوء
المتصل:لا..لا داعي للغضب مازلت لم أكمل كلامي...نعم قد تعرض لحادث أدى إلى إصابته بشلل نصفي...أنا لا أعلم لما أخبرك بهذا لكن...دام نهارك سعيداً كيم جيني.
أنهى الاتصال بدافعٍ منه أما هي فالكلمات صغيرة بحقها،دموعها سالت و قلبها تحطم غضباً و خوفاً  و قلقاً مما تلقته.
نهضت بسرعة و هرولت نحو الأسفل حيث يجلس والديها لتناديهما بصوتٍ مرتفع بينما دموعها تسبقها لتتقدم والدتها نحوها تسألها بقلق عن ما حلَّ بها لتجيبها بينما تشهق بخفة
جيني:أمي ل...لقد أخبرني أن تاي ابن عمي قد تعرض لحادث و أصيب بالشلل
نظروا إليها بصدمة لتردف والدتها
والدتها:اهدئي عزيزتي سيكون كل شيء بخير
والدها:من قام بإخبارك؟!
سألها والدها لتجيب
جيني:لا أعلم لم أستطع التعرف عليه لكن كل ما يهمني الآن هو تاي،أ...أنا سأعود لكوريا
والدتها:جيني لا تتسرعي
جيني:لا أمي يجب عليَّ ذلك
والدها:دعيها تذهب فهي بكلِّ الأحوال كانت ستعود لكي تحصل على خبرة في العمل بما أنها أنهت دراستها كي تستلم شركتي
أردف والدها لتتنهد الأم مومئة له برأسها
والدها:ستذهبين بعد ثلاثة أيام ريثما تتجهزين و سأحجز لكِ الطائرة.
بعد مرور ثلاثة أيام
ها هي تنزل من طائرتها على أراضي كوريا و أخيراً بعد مرور سنواتٍ طويلة،تنفست بعمق لتسير متوجهة حيث تلك السيارة التي تنتظرها و تصعد متوجهة نحو منزل عمها و كلُّ تفكيرها متعلق بتاي الذي لم تراه طوال هذه السنوات و كيف أصبح الآن و هو بتلك الحالة.
وصلت بعد ساعة بسبب بُعد المكان لتنزل و تنظر لذلك القصر الذي لم يتغير منذ أن تركته فقد قضت هناك أيام طفولتها برفقة أبناء عمها،سارت نحوه و طرقت بابه لينفتح بعد دقائق من قبل الخادمة التي رحبت بها و أرشدتها حيث توجد العائلة،دخلت و هي متوترة لتقابلها وجوه زوجة عمها و ابنها الآخر هيونغ فألقت عليهم التحية
سيدة كيم:لقد مرَّ وقتٌ طويل جيني أصبحتي بالغة
هيونغ:لقد ازدتي جمالاً ابنة عمي
ضحكت الأخرى بخفة لتقول
جيني:هذا من لطفك هيونغ أنت أيضاً كبرت
أنهت كلامها لتجول بأنظارها تبحث عن الذي أتت من أجله فانتبه إليها هيونغ ليردف
هيونغ:إنَّ تاي بغرفته ينهي علاجه مع طبيبه
جيني:هل أصبح بخير؟
سألته و هي قلقة ليجيبها
هيونغ:في الواقع هو لم يتخطى أمر إصابته بالشلل لكنه يقوم بالعلاج و نحن نحاول دعمه دائماً
جيني:أتمنى أن يتحسن
قاطع كلامهم مناداة الخادمة لهم تعلمهم بأنه قد حان وقت الغداء ليتجهوا نحو الطاولة يجلسون و قبل مباشرتهم قاطعهم نزول تاي بركسيه بمساعدة طبيبه الذي غادر بعد ذلك لتقف جيني مناظرة إياه و هو فعل المثل،تقدمت منه مردفة بابتسامة
جيني:ك..كيف حالك تاي هل أصبحت بخير؟
أومأ لها مردفاً بهدوء
تاي:بخير و أنتِ كيف هي أحوالك لم أراكي منذ سنوات
جيني:أنا بأفضل حال
هيونغ:ياااه أنتما هيا توقفا عن الحديث و تعاليا فأنا أتضور جوعاً
ناداهما هيونغ من خلفهم لتضحك جيني عليه بخفة و تتقدم مع تاي بمساعدتها نحو الطاولة.
كان الصمت سيد المكان ولا يسمع فيه سوا صوت ارتطام الملاعق لتتحمحم الأم لافتة الإنتباه نحوها مردفة
السيدة كيم:جيني ابنتي لقد حدثني والدك و أخبرني بأنه يرغب بتعليمك جميع الأسس هنا حيث تستطيعين إدارة شركته في ايطاليا لذا طلب أن يتم تدريبك تحت يد أحدٍ من أولاد عمك
جيني:أجل لقد أخبرني بذلك فأنا تخرجت من فترة قصيرة و لا أملك الخبرة الكافية
السيدة كيم:لذلك قررت أن يتم تدريبك من قبل هيونغ لأنه سيكون أكثر كفاءةً
نظر كلٌ من جيني و هيونغ لتاي الذي كان يستمع بصمت ليحرك كرسيه و يذهب من أمامهم نحو الخارج فنهضت هي مردفة
جيني:أ...أنا أستأذنكم
أنهت كلامها لتذهب لاحقة الآخر بينما هيونغ نظر لوالدته بعتاب مردفاً
هيونغ:هل كان عليكي قول ذلك أمامه
السيدة كيم:و ماذا في الأمر إنه يعلم بإنه غير قادر على فعل شيءٍ الآن بسبب عجزه
أردف بحدة ليتنهد الآخر بقوة مردفاً قبل رحيله
هيونغ:تذكري بأنه يبقى ابنك و شقيقي التوأم أيضاً لذلك حاولي مجاراته.
بينما عند جيني التي ذهبت تبحث عن تاي لأنها شعرت بحزنه من كلام والدته لتجده يجلس في حديقة القصر يناظر اللاشيء،تقدمت منه و أخذت مكاناً بجانبه مردفة باسمه ليلتفت لها
جيني:هل أنت بخير تاي؟
تاي:أجل لا تقلقي فهذا أصبح الوضع منذ أن حدث معي ذلك
أنهى كلامه مبتسماً بسخرية لترفع الأخرى يدها مربتةً على كتفه مردفة
جيني:لا تحزن سيكون كل شيء بخير لكن...
تاي:لكن ماذا؟!
سألها مستغرباً لتنظر إليه بتوتر مردفة
جيني:ه...هل تستطيع إخباري كيف حدث لك ذلك؟!
تاي:لما أنتِ متوترة لا بأس سأجيبكِ
تاي:في يومها كنتُ عائداً من العمل ليلاً أقود سيارتي....
FlashBack
في ذلك الشارع المظلم الخالي من البشر يقود تاي سيارته عائداً من العمل في منتهى الهدوء و فجأة شعر بأن سرعة السيارة بدأت بالإزدياد ليضغط على المكابح محاولاً إيقافها لكنه وجدها معطلة،حاول بكلِّ الطرق لايقافها لكنها آبت بالفشل ليشعر بأنَّ نهايته قد حانت فأخذ نفس عميقاً ليغلق عينيه عندما وجد نفسه سيصتدم بأحد أعمدة الطريق و هذا ما حدث حيث ارتطمت السيارة بالعامود بقوة مسببة تحطمها مما أدى لإصابة تاي بجروح بالغة و أيضاً فقدان قدرته على المشي دون وجود أيِّ علاجٍ له كما أخبره الطبيب.
End FlashBack
نظر تاي إليها بعد انتهاء حديثه ليجدها تناظره بحزن فأردف
تاي:لا تحزني أنا بخير فقط عليَّ الاعتياد على الأمر لكن هناك أمرٌ يشغل ذهني بشأنِ تلك الليلة
جيني:ماهو؟!
سألته باستغراب ليجيبها
تاي:أشكُّ بأن هذا الحادث مدبر و إلا لما كانت لتتعطل المكابح فجأة
نظرت له الأخرى بهدوء ليأتي إلى ذهنها تلك الجملة
"عند إنهائك للمهمة اتصل بها فرقمها سيكون لديك"
-يتبع-

𝗗𝗼𝘂𝗯𝗹𝗲 𝗩𝗶𝗰𝘁𝗶𝗺||ضَحِيَّةٌ مُزْدَوجَةٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن