ابتعد عنها بعد شعوره بحرارة رأسها و كأنها نارٌ أُشعلت ليعودا لوضعيتهم السابقة حيث يقفان بجانب بعضهما وكلاهما غير مرتاح للآخر.
كان الجميع يحتفل على الطاولات الممتلئة بالسوائل المُسكرة و آخرون يصافحون العروسين يباركون لهم ليتقدم تاي على كرسيه المتحرك و عيونه تطلق شراراتٍ ثاقبة إلى حين وصل لأخيه المستقر بجانب حبّهِ فمدَّ يده يصافحه
تاي:مباركٌ لك أخي العزيز أتمنى لك حياة سعيدة
لينتقل إلى ذات الثوب الأبيض مصافحاً لها بطريقة شرسة فضغط على يدها مردفاً باستحقار مخفياً حزنه
تاي:زواجك مبارك يا ابنة عمي....
و رحل مباشرةً بعد وخزةٍ صنعها بقلبها.
~•~•~•~•~
في المنزل وبعد عودتهم من مكانٍ تراكمت مواقفه جعلته كالجحيم ليدخل هيونغ و جيني للقصر حيث تفادته و رمت بباقة الزهور البيضاء لتتناثر على الأرض و صعدت إلى الغرفة تفرغ كل ألمها،تفهم هيونغ وضعها و لم ينطق بكلمة و جعلها تجلس القليل من الوقت لوحدها بهدف تهدأتها ليدخل بعد دقائق يحمل بيده باقة الزهور التي رمتها منذ قليل ليرى ذلك المشهد عيونها يكسوها اللون الأسود بسبب كحلها الذي سال بسبب دموعها و طرحتها البيضاء مرمية على الأرض لتصرخ
جيني:ماذا؟!...ماذا هناك؟!...هل أتيت لتهزأ؟؟...و من ثم كيف...كيف تجرأ على تقبيلي؟!هااا...كيف تجرأ؟!
ليجيبها بهدوء بينما يضع باقة الزهور بإصيصه على الطاولة المجاورة لها
هيونغ:كان يجب علي فعل ذلك كي لا يشك أحد بأن زواجنا من أجل مصلحة الشركة
جيني:توقف...
صرخت بألم ممسكة بالإيناء لترميه على الأرض بكل ما اوتيها من قوة لتنتثر فسيفساء الزجاج بكل أرجاء الغرفة
جيني:توقف أرجوك عن هذه المهزلة...توقف عن وضع الحجج الفاشلة للتقرب من قلبي...أنا لست لك و أنت لست لي...إفهم هذه المعادلة...كُرهك قد زُرع بقلبي و جذوره لن تزول بتلك السهولة لذلك غادر بكبريائك رجاءاً
أنهت كلامها بهدوء مخيف يطارد مشاعر الآخر ليدير بوجهه للجهة الأخرى مع ابتسامة ساخرة استفزت الأخرى و خرج من الغرفة.
مرت الساعات و الدقائق و جيني تشعر بأن ليلها شهور و ظلمتها سنين ليحل الصباح بحلَّة يومه الجديد....
تخرج جيني من غرفتها لتقابل تاي على كرسيه و هو يجد صعوبة بالنزول عن الدرج فهو عادةً ما يساعده هيونغ لكن كانت الساعات مبكرة و الجميع نائم لتمسك بالكرسي تريد أن تنزله ليوقفها بقوله
تاي:كيف كانت ليلتكم؟!
أجابته بحواجب مرفوعة و عيونٌ تحوي الكثير من القهر بعدما إدارته نحوها و مستواها أصبح يساويه
جيني:وهل تهتم؟!
ليصدمهم قدوم هيونغ
هيونغ:صباح الخير يا أحبة
ناظرته بطرف عينها و استقامت مردفة و هي تشير لتاي
جيني:تولىٰ أمره
أنهت كلامها متجهة نحو الأسفل ليخترق مسامعها قول تاي الأكثر إزعاجاً
تاي:توقفي عن لعب دور صعبة المنال
لكنها تجاهلته فهي تعلم بأن هيونغ لن يصمت،و بينما ينزله بهدوء ذلك الحوار كان الأقسى على الإطلاق
هيونغ:أنت تعلم بأنها ليست لك
تاي:و أنت تعلم بأنك لم لن تمتلك قلبها
هيونغ:لا تتعب نفسك في المحاولة فنهايتكما ستكون حزينة
تاي:كلانا عبارة عن ضحية مزدوجة لهذا الحب هيونغ
تلك الجمل كانت متبادلة بين الطرفين بدون فواصل و كلاهما جرح الآخر بكلامٍ أول مرة يصدر منهما لبعضهما،و بينما التوأمان يتقدمان إلى طاولة الطعام كانت جيني تساعد الخادمات على وضع الفطور ليتقدم هيونغ نحوها برغبة الاستحقار
هيونغ:جيني عزيزتي لا تتعبي نفسك
جيني:لا تقلق عزيزي سأكون بخير
تتحدث و عيونها تقنص من يشاهدهم بصمت ليردف ببرود
تاي:هل انتهت رومنسيتكم الصباحية
هيونغ:أخي أنت تعلم بأنني لا أحب أن أُتعب زوجتي
قال ذلك بصوت حنون متقمص
تاي:يا لكما من زوجين رائعين
و زاد من حرارة الموقف التفاف يد هيونغ حول أكتاف محبوبته قائل
هيونغ:نعم فنحن خُلقنا لبعضنا
حاولت جيني تفاديه للتقليل من التشويش الذي يحصل لتقول
جيني:إذاً دعونا نأكل الآن فأنا جائعة و كي لا نتأخر عن الشركة
ليهم الجميع بادئين بالأكل و النظرات الحارقة تتبادل بين الطرفين.
يدخلون للشركة بينما جيني و هيونغ كانت أيديهم متشابكة ليبدأ الموظفون بالمباركة لهم و مدحهم بكم أنهما يليقان ببعضهما بينما تاي الذي كان يستمع لكل تلك المجاملات التي أزعجته ليتجه بكرسيه نحو مكتبه دون التفوه بكلمة بينما الآخران اتجها لمكتبهما بعدما تشكروا الموظفين،كانا يعملان بهدوء دون أن يتفوه أحدهما بحرف ليردف هيونغ فجأة
هيونغ:هناك ملف نحن بحاجته دعينا ننزل لغرفة الملفات كي نبحث عنه
أومأت له بهدوء ليتجها حيث قال،كانا يبحثان بين الرفوف يبحثون عن الملف لتلمحه جيني على أحد الرفوف المرتفعة فحاولت أخذه برفع نفسها كي تصل إليه لكنها شعرت بذلك الكيان خلفها الذي أخذ الملف فالتفتت له لتجده يناظرها بهدوء و هي محاصرة بين يديه
جيني:فلتبتعد هيونغ
أردفت بهدوء ليجيبها بابتسامة جانبية بينما نزل إلى مستواها
هيونغ:و إن لم أفعل؟!
جيني:سيحدث شيء لن يعجبك
أردفت بغضب بينما وضعت يديها على صدره محاولة إبعاده و كان هناك من يراقبهما بصمت دون ملاحظتهما
هيونغ:لا يمكنك إبعادي
أردف يستفزها لتصرخ بوجهه بعد أن دفعته عنها بقوة
جيني:فلتتوقف عن ألاعيبك هيونغ كلانا يعلم بأنه لاشيء يربطنا إلا مصلحة و لا توجد أي مشاعر بيننا لذلك التزم حدودك
أنهت كلامها محاولة الرحيل ليمسكها الآخر من يدها بقوة مردفاً بحدة أمام وجهها
هيونغ:اسمعيني جيداً كيم جيني طالما أنتِ تعامليني بهذه الطريقة الجافية فتلك الحدود سأجتازها فأنتِ زوجتي بالقانون و لا أحد سيقدر على منعي
تاي:أنا الذي سيمنعك فهي بقانون الحب عائدة إلي كيم هيونغ
-يتبع-
أنت تقرأ
𝗗𝗼𝘂𝗯𝗹𝗲 𝗩𝗶𝗰𝘁𝗶𝗺||ضَحِيَّةٌ مُزْدَوجَةٌ
Romance-كيم تايهيونغ- قد نراه اسماً عادياً لكنه يعبرُ عن شخصين في عوالم مختلفة لكن قلبهما متعلقٌ بواحدة.... فما هي الحكاية؟!