شروق شمس هذا اليوم أعلنت بداية يومٍ جديد و أسبوع جديد مرَّ على مكوث تلك الجميلة في القصر،و بينما الجميع موجود على طاولة الطعام يتناولون الفطور بصمت و هدوء يعمَّ المكان لكنه لم يدوم طويلاً عندما لاحظ ثلاثتهم توقف أكبرهم عن الأكل،فوضعت الأم الشوكة و السكين على الطاولة و كأنها تقول استمعوا حيث بدأت بسرد حديثها قائلة
السيدة كيم:عزيزتي جيني لقد تواصلَ معي والدكي البارحة و سألني عن حالك و تناقشنا بما سأخبركم به الآن،فقد فاتحني بموضوع مصلحة شركة كلينا و توصل كلينا إلى ذات الحل
توقف الجميع عن الأكل و كلهم آذانٌ صاغية لما تقول و جيني تناظر السيدة بعيون تملأها الريبة لتكمل
السيدة كيم:لقد اتفقنا على زواجك من أحد أبنائي فهذا كان أفضل ما اقترحناه أولاً من أجل مصلحة شركاتنا و ثانياً أنتِ أصبحت ناضجة كفاية و يجب أن تتزوجي و بالطبع هذا الزواج سيتم مع ابني هيونغ فأنت تستحقينه كفتاة جميلة في بداية عمرها و من أجل المحافظة على أسس الشركة و منعها من التدهور كان هذا قرارنا الأخير و أرجو منكم عدم نقاشي فشركتنا بين أيديكم
استقامت بعد أن أردفت بتلك الجمل الجارحة و ذهبت تاركة عالماً من ردات الفعل فبمجرد ما تفوهت الأم بكلمة الزواج تلك اللقمات علقت في أفواههم و عجزت عن هضم الطعام،عيون جيني و تاي تلاقت مع نظرات الحزن والغضب التي كانت عبارة عن دموعٍ تغرغرت في أجفانهم أما هيونغ التي كانت صدمته حسرتين أولها علمه بعد امتلاك شخص آخر لقلب من أحبها و ثانيها أخاه الذي مكانته أصبحت تتلاشى شيئاً فشيئاً.
كان مصير كل هذه المشاعر في أماكن مختلفة و بتعابيرٍ موجعة فجيني ضحية هذا الزواج أفرغت كل ما اوتيها من غضب على وسادتها و سريرها،بكت و بكت إلى أن انتفخ وجهها و هلك جسدها،أما هيونغ ذهب إلى تنفيس غضبه على كيس الملاكمة الذي يمارس عليه رياضته المفضلة و لكنه اليوم كان يضربه بقوة و يتذكر ذلك المنظر الشنيع برأيه
.....
كلاهما أمامه...كانت تساعده على ارتداء القميص و لكن تلك النظرات بينهما كانت أنشودة من الحب...و عيونه التي كانت تراقب من بعيد لم تنسى لحظة و أذناه لم تنسى حرف...
......
كان يتذكر كل هذا و يقاطع ذاكرته "سيتم زواجك من ابني هيونغ.." مما جعل تلك الدموع تتساقط حباً و حزناً و غضباً،و كل ذلك كان قليلاّ عند من برأيه فقد حب حياته و فقد أخيه و منصبه بالنسبة له،كان تاي يجلس في مكانه المفضل تحت تلك الشجرة المخضرة و أمام البحيرة الصغيرة يعيد شريط الألم الذي أردفته أمه بلا التفكير بعواقبه أو بقلوبهم،دموعه سلسلة لا يُعلم نهايتها و حبه سجنٌ لا يُعرف مفتاحه،كل هذه الآلام عمَّت داخل ذلك القصر الذي لم يتحملها سكانه.
في تلك الليلة و بينما الجميع يغطُّ في نومٍ عميق كانت جيني تجلس في حديقة القصر تبكي و تشهق بقوة تندب حظها بسبب الذي حلَّ بها و هناك عيونٌ تراقبها من حيث لا تعلم لتشعر فجأة بحركة بجانبها فمسحت دموعها بسرعة و نظرت لجانبها لتجد تاي قد أخذ مكاناً له بجانبها بينما نظره موجهاً لأمامه
تاي:ما رأيك بذلك القرار؟
سألها فجأة لكنه لم يتلقى رداً ليكمل
تاي:في جميع الأحوال أنا أتمنى لكِ حياة سعيدة جيني و هيونغ يستحقك أكثر مني لأنني عاجز و لن تعيشي بسعادة برفقتي لذلك بالتوفيق
أنهى كلامه مستديراً بكرسيه تاركاً إياها شاردة باللاشيء،أثناء عودته للداخل شعر بتلك العيون التي تتبعه ليرفع نظره للأعلا لكنه لم يلمح سوا حركة ستارة تلك النافذة التي كان يناظرهم منها الذي لم يكن غيره هيونغ.
مرَّ أسبوع آخر حتى حان موعد الزفاف و في هذه الفترة حاولت جيني التواصل مع والدها لإلغاء الأمر لكنها فشلت و اضطرت أن تتقبل هذا الواقع المرير مما جعلها تكره تلك العائلة لأن حياتها قد ضاعت بسببهم.
كانت ترتدي فستانها الأبيض الذي كانت تشعر و كأنه كفنٌ لها و رأسها منخفض للأسفل بينما هيونغ كان واقف مقابلاً لها ببدلته السوداء و هو يناظر ملامحها الحزينة بشيء من الغضب لكنه حاول إخفاءه أمام الحاضرين،كان القس يلقي بكلامه عليهما ليصل للحظة سؤالهما عن رغبتهما بهذا الزواج بدأ من هيونغ الذي وافق من دون تفكير لينتقل إلى جيني
القس:كيم جيني هل تقبلين بالزواج من كيم هيونغ دون أي ضغوطات أو إجبار؟
سأل تلك الشاردة و لم يقابله سوا صمتها ليعيد سؤاله فرفعت رأسها لتقابل وجه هيونغ الذي يناظرها ببرود،أومأت للقس بهدوء موافقة على سؤاله ليعلن زواجهما بقوله
القس:و الآن يمكن للعروسين تقبيل بعضهما
تلك العبارة كانت سمٌّ على مسامع تلك الهادئة و لكنها فرصة ساحقة لمن أمامها...
دخلت تلك العبارة على أذنها و عيونها شاحت على من يجلس على ذلك الكرسي المتحرك يراقبهما بصمت مخيف لكن تلك النظرات أزعجت من أصبح زوجها ليحيط بوجنتيها مقبلاً إياه بطريقة صادمة قهرت من يناظرهم و حظوا من خلالها بتصفيق حار.
قبلة واحدة بطريقة شرسة..صادمة..مزعجة...
أقبلت على كارثة من الفيضانات العاشقة.
-يتبع-
أنت تقرأ
𝗗𝗼𝘂𝗯𝗹𝗲 𝗩𝗶𝗰𝘁𝗶𝗺||ضَحِيَّةٌ مُزْدَوجَةٌ
Romance-كيم تايهيونغ- قد نراه اسماً عادياً لكنه يعبرُ عن شخصين في عوالم مختلفة لكن قلبهما متعلقٌ بواحدة.... فما هي الحكاية؟!