Part.2.

582 65 18
                                    

تلك الجملة التي ترددت في فكرها أدخلتها في مجرة من شرود البال و بعضٌ من الصدمة و الخوف الذي ظهر على تعابير وجهها الثابتة لتستيقظ من شرودها بسبب الآخر الذي لوَّح بيده أمام وجهها
تاي:أين ذهبتي؟!
نفت له مردفة
جيني:ل..لا شيء
قاطع حديثهم هيونغ الذي ركض وصولاً إليهم قائلاً
هيونغ:ما خطب هذا الإجتماع الهادئ
تحوّل نظر كلٍ منهما إلى ذلك الكائن السعيد مع ابتسامة مرفقة فقالت مشاركةً إياه
جيني:يبدو أن هنالك من نضج نضوجاً جسدياً فقط و عقله لا يعمل
أنهت ذلك بضحكة عالية و تعالت بسبب ضحكات ذلك التوأم
هيونغ:هيا فالنتوقف عن هذه المهزلة يجب أن نذهب إلى الشركة فقد تأخرنا.
لم تمر إلا عدة دقائق حتى تجهز الجميع و غادروا الثنائي الفاتن الذي يتوسطهم اعظمهم على كرسيّه المتحرك الذي لم ينقص من مرتبته ولو حتى قليلاً..
دخلوا بكل قامة أتيقة إلى تلك الشركة و أصوات ارتطام أقدامهم التي تصدر الصدى عند ضربها بتلك الأرض بأكملها مع العديد من الترحيبات التي تلقتها تلك اللطيفة التي سرقت قلوب الملايين،و بينما ثلاثتهم يسيرون نحو المكتب كان على جيني أن تستمر بتقدمها مع هيونغ باتجاه مكتبه إلى أنها انفصلت عنه مساعدة أخاه المصاب في الدخول لمكتبه،لاحظهما هيونغ الذي أزعجه الأمر لكن أسلوبه في إخفاء ما يشعر كان دائما هو الفائز فقد توقف و انتظرها حتى خرجت و أكملوا طريقهم نحو مكتبه و عندما دخلا أُعجبت جيني بما وجدته فقد أضاف مكتباً خاصاً لها و كان شكله جميلاً جداً و مُرتب فسارعت نحوه بخطوات ثابتة تتلمسه قائلة
جيني:لقد أحببته إنه رائع،إذاً بما سأبدأ اليوم؟
قالت ذلك أثناء جلوسها على ذلك الكرسي المتحرك بعيون تناظر من أمامها بتلهف ليمسك بعدة أوراق و وضعهم أمامها على الطاولة مبتدئاً بشرح ما يجب فعله
هيونغ:هذه عدة أوراق لمجموعة من الشركات تحتاج لتصريح حتى تصبح هذه البضاعة مسجلة بملكيتهم و هنا دورك
جيني:حسنا أنت اذهب إلى عملك و أنا سأنهي عملي
فعل ما طلبت وبدأ كلاهما بالعمل بكل جهد على أمل أن ينتهوا قبل وضحِ هذا المساء،و بعد مدة احتوت ساعات طويلة قرر هيونغ أن يأخذ وقت مستقطعٍ كإستراحة فخرج ليعود بعد مدة و بيده كوبين من القهوة الساخنة التي فاح بخارها ذو الرائحة الزكية،وضع أحدهما على طاولتها و سار لخلفها بغية تفقد الوضع بطريقة عفوية كي يخفف القليل من الضغط فالتفت يده على كتفها و اقترب منها يراقب ما كتبته قائلاً بنبرة ضاحكة
هيونغ:هذا رائع يبدو أن ابنة عمي ذكية إن أسلوبك جميل استمري
شعرت الأخرى بالقليل من التوتر الذي ظهر على ملامحها رغم صداقتهم القوية لكنها كانت غير مرتاحة لتحاول التملص بإسقاط أحد الاغراض على الأرض
جيني :اه..دعني أجلبه
لا ننكر أن الآخر فهم مقصدها فوراً وابتعد عائدً لما هو عليه،نظرت إليه بعد أن التقطت قلمها من الأرض ليردف
هيونغ:حسناً أنتِ تابعي و أنا سأذهب لأجري جولة على الموظفين قد اتأخر لكن إن احتجتي شيئاً اتصلي بي
أنهى كلامه بابتسامة لتومئ له الأخرى بينما هو قد ارتدى معطفه و خرج من المكتب تاركاً إياها تكمل ما كانت تفعله.
بعد مرور ساعات أخرى حيث حلَّ المساء و غادر جميع الموظفين فلم يتبقى إلا اولاءك الثلاثة،كانت جيني واضعة رأسها على الطاولة بسبب غفوتها لأنها بقيت تعمل و لم تحظى بالراحة منذ وصولها،دخل تاي بكرسيه المتحرك للمكتب ليراها بتلك الوضعية فتقدم منها دون إصدار صوت كي لا يوقظها،استند برمفقيه على طاولة مكتبها ليبدأ بتأملها بهدوء و ابتسامة خفيفة مرسومة على شفتيه،قاطع ذلك الهدوء دخول هيونغ الذي صفع الباب مسبباً فزع تلك النائمة لتصرخ به
جيني:ألا يمكنك أن تكون هادئاً لمرة واحدة
ضحك عليها بخفة بينما تاي تراجع قليلاً و هو يبتسم على شكلها
هيونغ:حسناً أعتذر و الآن هيا بنا لنعود
أنهى كلامه ليتجه ثلاثتهم و خارج الشركة و يذهبوا باتجاه القصر.
~في الليل~
خرجت جيني من غرفتها كي تنزل للحصول على بعض الماء و في طريقها مرت بجانب غرفة تاي التي كانت مفتوحة فوجدته يواجه صعوباً بارتداء قميصه لتطرق الباب بخفة حتى ينتبه إليها
جيني:هل تحتاج مساعدة؟
نفى إليها مردفاً
تاي:ل..لا أنا بخير أستطيع فعل ذلك وحدي
جيني:لا تكن هكذا أرى بوضوح أنك تواجه صعوبة بذلك لذا دعني أساعدك
أردا الردَّ عليها لكنها سبقته حيث تقدمت إليه لتنزل على ركبتيها كي يتسنى لها مساعدته،أغلقت أول زرين من القميص لتلمح ذلك الاسم الموشوم على يسار صدره لقد كان...اسمها...
لاحظ الآخر شرودها ليدرك بأنها رأته فوضع يده على عينيه ضاحكاً بخفة بينما هي أكملت إغلاق القميص لتنهض محاولة الخروج لكن قاطعتها تلك اليد التي أمسكت معصمها تمنعها من ذلك لتردف دون الالتفات إليه
جيني:ماذا تريد؟!
تاي:لقد أغلقتيه بطريقة خاطئة
أردف بهدوء فنظرت إليه للتأكد من صحة قوله فشرودها بذلك الوشم أفقدها تركيزها على ما تفعله،عادت إلي وضعتيها السابقة لتعيد إغلاقه من جديد بينما تاي بقي يناظرها بخفاء لكنها رفعت نظرها عليه عندما شعرت به ليبقوا يناظرون بعضهم حتى نطق هو
تاي:كيف كان العمل مع هيونغ؟
تحمحت الأخرى مردفة بهدوء
جيني:إنه جيد لكنني كنت أرغب بأن أبقى بجانبك كي أساعدك
تاي:لا تقلقي فلدي سكرتيرتي و هي تساعدني بكل شيء
توقفت يدها عند آخر زر عندما نطق بجملته لتنظر إليه بعمق لكن نظراتها لم تكن أعمق من تلك النظرات التي تراقبهما.
-يتبع-

𝗗𝗼𝘂𝗯𝗹𝗲 𝗩𝗶𝗰𝘁𝗶𝗺||ضَحِيَّةٌ مُزْدَوجَةٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن