𝗗𝗼𝘂𝗯𝗹𝗲 𝗩𝗶𝗰𝘁𝗶𝗺||ضَحِيَّةٌ مُزْدَوجَةٌ

The Last Part

جيني:لم يعد لي مكان في هذا المنزل كما أنني من الأصل لم يكن لدي مكان فأنا راحلة
تلك الكلمات استفزت الآخر و جعلته يشتاط غضباً ليردف
تاي:جيني توقفي عن التحدث بهذه الطريقة أمي أخطأت بحقك ويجب عليكي أن تراعي وضعها قليلاً فهي تحت ضغوط نفسية الآن
انتبه لنبرته المرتفعة لتبدأ بالإنخفاض و قال
تاي:فكري بعقلانية أرجوكِ و لا يوجد مكانٌ لكي غير هذا المنزل أنتِ منا و نحن منكِ و نحن عائلتك و موت أخي ليس ذنبك هل حدث و استطعت تغيير القدر ؟!...لا بالطبع و ها هو القدر حرّك أحجاره اتجاهنا و لكن للأسف لم ينل إلا من توأمي هيونغ
أنهى كلامه بألم بتلك العبْرات التي تساقطت من عينيه،لتتراكض ساعات يومهم واحدة تلوى الأخرى و الدموع كانت عنوان تلك الليلة الماضية حتى أشرقت شمس يومٍ جديد و آلامٍ جديدة...
في الصباح و أمام مسكنٍ مظلمٍ تسكنه تلك الجثة الهامدة ألا وهو قبر هيونغ يقف تاي برفقة جيني بحزن و هو يجهش بالبكاء و هي ترافقه بتلك المشاعر و لكن بطريقة هادئة قليلاً على أمل تهدئته جلست على حافة كرسيه و حاوطت كتفه من الخلف مسندةً رأسها على رأسه متحدثة
جيني:اهدأ أرجوك توقف عن البكاء إن هيونغ نائمٌ بنظرنا لكنه يراقبنا بصمت من السماء فلا يجب علينا البكاء كي لا نتعب روحه الطاهرة
أردفت بينما دموعها تنهمر على شعر الآخر و عيون السيدة كيم تراقبهم من بعيد تبكي بصمت و تندب حظها لما افتعلته لتلك المسكينة التي ستكون سندها الثاني بعد ابنها الراحل،تقدمت نحوهم بعد مسح دموعها لتربت على كتف كليهما قائلة
السيدة كيم:يا ولداي..لقد حان و قد بدئ المحكمة يجب علينا الذهاب فنحن الشواهد على ذلك و حضورنا واجب
ليسيروا  متجهين نحو آخر قرار و آخر حدث يربطهم بذلك المجرم نحو المحكمة،دخلوا و التوتر عنوان نبضهم جيني كانت من الشهود الغير مرغوب فيهم و انفصلوا عند ذلك المنبر حيث تاي و والدته من شهّاد الضد لتبدأ معركة باردة من المحادثات الحارقة
القاضي:سيد كيم أنت متهم بعدة قضايا و هي التالية:محاولة قتل،جريمة قتل،نصب و احتيال و اختلاس و الآن يحق لمحامي الضحية بالتحدث
المحامي:سيدي القاضي كما تحدثت منذ قليل و كما رأينا من وسائل الإعلام فأنا أطلب بعقاب المتهم عقاباً شديد على الذي فعله بعائلة أخيه كما أن السيد تاي شقيق الضحية و السيدة كيم والدته شاهدون على جرائمه
محامي الدفاع:أنا اعترض سيدي القاضي فنحن ليس لدينا أيُّ أدلة على قيام المتهم بهذه الجرائم فالذي تسبب بحادث السيد تاي لم يُعرف و الذي أطلق النار على الضحية لم يكن موكلي فأنا أطلب بإعفائه من هذه التهم بسبب عدم وجود أي دليل كما أن الشاهدان الذين ذكرهما محامي الضحية هم من أقربائه لذلك من المستحيل أن يشهدوا ضده و هو لا يملك شاهداً آخر
القاضي:اعتراضك مقبول لطالما الأدلة غير موجودة سنقوم بإعفاء السيد كيم و بالنسبة لتهمة الإختلاس يستطيع دفع غرامة أو السجن لمدة سنة و رفعت الجلسة
رفع القاضي بمطرقته ناوياً طرقها كي يعلن عن فوز الشر ليقاطعه صوت صراخٍ أسكت كلَّ القاعة لينظروا نحو الفاعل
جيني:سيدي القاضي أنا أتقدم للشهادة
القاضي:من تكونين؟
جيني:أنا ابنة المتهم سيدي
القاضي:لكننا قررنا بإعفائه لذلك لا داعي لأن تشهدي بصفه
جيني:أنا سأشهد ضده
نظر لها الجميع بصدمة و من ضمنهم والدها فكيف لابنة أن ترغب بدخول والدها السجن و الوقوف ضده،تقدمت جيني نحو مكان الشاهدين لتردف
جيني:أنا أعرف والدي أكثر من أي شخص سيدي القاضي،إن والدي شخص جشع و طماع للمال و لو خيروه بيني و بين الثروة لاختارها و رماني أنا والدتي و هو حاول قتل ابن عمي لكنه تسبب بشلله و جعل الفاعل يتصل بي و يعلمني بالأمر و جعله أيضاً يقةم بتهديد هيونغ الضحية و قام بقتله مستعيناً بأحد رجال الشرطة ظناً بأنه تاي و السبب سعي والدي لقتله هو أن تاي يملك أكبر أسهمٍ من شركات كيم و إن توفي أملاكه ستذهب لوالدي و بسبب طمعه فعل ذلك كما أنه أجبرني على الزواج من الضحية كي أكون قريبة منه لأستغله من أجل ماله و تلك لم تكن جريمته الوحيدة فوالدي بالفعل كان السبب بإفلاس العديد من الشركات و خسارة العديد من الناس لرزقهم و أنا كنت صامتة لكنني لم أتخيل يوماً أن يقتل خصوصاً أولاد شقيقه لكن المال و الثروة و السلطة هم من جعلوه وحشاً طماعاً جشعاً و أنا سأكون سعيدة عندما أراه ينال عقابه فالبنسبة لي هو لم يعد أب فلم يخلق أب يفعل ما فعله و هذه كانت شهادتي سيدي القاضي و أتمنى أن تعيدوا النظر بحكمكم
أنهت كلامها و خرجت من المحكمة تاركةً الصدمة على وجوه الحاضرين و من بينهم تاي و السيدة كيم لأنهما لم يتوقعا أن تكون جيني تملك كل هذا الحقد لوالدها ليقاطع تلك الهمسات قول القاضي
القاضي:نسبةً لما قالته ابنة المتهم فنحن قررنا إعادة النظر بالحكم و هو كالآتي:الحكم على المتهم بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة و غرامة مالية تقدر بأربع ملايين دولار لعائلة الضحية و إعادة جميع المال الذي تمت سرقته لأصحابه كما أنه سيتم تسليم شركته و أملاكه لأحد أقربائه،رُفعت الجلسة
طرق بمطرقته ثلاث مرات معلنة إنهاء هذه القضية و كانت هذه المرة لصالح الخير لتعانق السيدة كيم ابنها ببكاء لتقول
السيدة كيم:لقد عاد حقنا و أخيراً.
عادا للمنزل ليذهب كلٌ منهما إلى وجهته،طرق في مسامع جيني صوت نقر باب غرفتها لتلحظ دخول السيدة كيم
جيني:ت..تفضلي سيدة كيم هل أنتِ بخير؟
أردفت بتوتر فتلك أول مرة تدخل عليها تضن بأنها غاضبة منها لكن صدمها استمرار تقدمها نحوها لتلف ذراعيها حولها محتضنة إياها بقوة
السيدة كيم:عزيزتي جيني..أنا آسفة لما فعلته المرة الماضية لقد كان فعلاً طائشاً ل..لكن ما حصل ليس بالسهل أرجوكِ تفهميني..
كانت تتكلم و غصة تكتسح جوفها على وشك البكاء لكن جيني بادلتها فوراً ذلك الحض الدافئ
جيني:أنا أتفهمك و لا حاجة لتقولي كل ذلك
السيدة كيم:أنتِ من الآن وصاعداً ابنتي ولا تفكري مجرد تفكير أنك غير ذلك حسناً
أنهت ذلك بنبرة حنونة لتومئ لها الأخرى بمعنى نعم
السيدة كيم:كما أنني أرغب في إخبارك شيء أعلم بأنه ليس وقته لكنني سأخبرك به الآن كي لا يفوت الأوان
جيني:هل هناك شيء ما؟!
نفت لها الأخرى لتسحبها للجلوس مردفة
السيدة كيم:في الواقع أنا علمت بأمر الزواج المزيف كنت أعلم بأن ولدي يكنُّ لك الإعجاب لكن ما لم أكن أعلمه هو أنك و شقيقه واقعان بالحب
أرادت جيني التحدث لكن قاطعتها مكملة
السيدة كيم:لا بأس لست حزينة لكنني غاضبة من نفسي لأنني وقفت بوجه حبكما و كنت سبب معانتكما و خصوصاً تاي الذي نفرت منه و عاملته بقسوة بسبب عجزه رغم أنه لم يكن ذنبه و سأتوسل مغفرته لي فهو أيضاً كان ابني و قد فرقته عن توأمه
جيني:لا تقلقي أنا من جهتي أسامحك و هيونغ لو كان موجوداً سيغفر لكِ و أنا متأكدة إن تحدثتي مع تاي سيسامحك فأنتِ والدته لي النهاية
أومأت لها لتردف
السيدة كيم:حسناً لكن هناك شيء آخر...في الواقع أنا أرغب بأن تصبحي حقاً من العائلة
نظرت لها جيني باستغراب لتسألها عن مقصدها فأجابتها
السيدة كيم:أريدك زوجة لابني تاي...زوجة حقيقية هذه المرة أدرك أن الأمر قد يكون مبكر لكنني أخبرك الآن كي لا يبقى الندم ينهشني كما أنكما تحبان بعضكما و هيونغ بالتأكيد سيكون سعيداً لسعادتكما في السماء و لن أجد فتاة تحب ابني و تهتم به مثلك لذلك فلتفكري بالأمر و أعلميني بقرارك فأنا لن أجبركِ على شيء
أنهت كلامها بابتسامة خفيفة مربتةً على كتفها لترخج بعدها تاركةً الآخرى تصارع أفكارها.
~في الليل~
كانت جيني واقفة على الشرفة تستمتع بنسيم الهواء البارد الذي يداعب وجهها و هي تفكر بما حدث في هذين اليومين لتلمح تاي يجلس وحده في الحديقة فقررت النزول إليه،نزلت إليه لتقف أمامه دون التفوه بكلمة فنظر إليها باستغراب
تاي:ماذا هناك؟!
سألها لتفرق يديه المتكتفة عن بعضها و أخذت مكاناً لها في جحره و أحاطت رقبته معانقةً إياه،ابتسم بخفة ليبدأ بالمسح على ظهرها صعوداً لشعرها مردفاً
تاي:ما سبب هذا كيم جيني؟!
جيني:سمعت أن حضن شخصٍ لك سيخفف عنك الكثير
أردفت بصوتٍ منخفض ليضحك الآخر بخفة مردفاً
تاي:إذاً ماذا قررتي؟!
جيني:بشأن ماذا؟!
سألته باستغراب ليجيبها
تاي:بشأن ما أخبرتكِ به أمي
نظرت له بهدوء لتردف و هي واضعة رأسها على كتفه
جيني:تاي أنا لا أعلم أشعر بالذنب اتجاه هيونغ
تاي:لو كان هيونغ هنا لأخبرك باتباع قلبك فهو لن يفضل سعادته على سعادتك إن كان يحبك و لم يكن ليزيف الزواج لولا معرفته بحبنا لذلك كفِّ عن تحمل الذنب فهيونغ كان سيسامحك لو بقي معنا
صمتت الأخرى دون إجابة و هي تنظر إليه ليعانقها الآخر واضعاً رأسه على كتفها و يده تحيط خصرها و الأخرى على رأسها
"أحبكِ"
همس في إذنها لتشدَّ على احتضانه هامسةً هي الأخرى
"أحبكَ"
ابتعدت عنه ناظرةً في عينيه ليقترب من وجهها مغمضاً عينيه و قبلها بعمق فأغمضت هي عينيها مبادلةً إياه تلك القبلة الحارّة التي دامت قليلاً من الوقت و فور ابتعادها عنه بغية أخذ القليل من الهواء أردفت بهمسٍ مسموع
جيني:و يا ترى هل لي أن أرفض من استمالَ قفلُ قلبي لمفتاحه؟نعم...و ألف نعم ستنبع من داخلي قبولاً بما انتظرته منذ مدة.
~•~•~•~•~
النُونُ نرى منها ألماً و حسرة اجتاحت قلوب من أحببنا...
و الهَاءُ همسٌ قرع في المسامع بأخبارٍ لم تلِق بنا...
و الألِفُ أحاسيسٌ و مشاعر اكتسحت قلوبنا و أدركنا آثارها...
و اليَاءُ ينسينا أناسٌ حلَّ الطمع في قلوبها فرحلت ساكنة...
و التَّاءُ تاجٌ من الصبر تألق فيه أبطالنا بعد أسوارٍ جامحة بطولها تجاوزوها بعد خسارةٍ فادحة...
و النِّهايةُ لفظٌ ننطق به بعد حواراتٍ كانت زلازل و أخرى بساتين استولت على سيناريو رويناه على مسامعكم...
~النهاية~