عادّة الأصدِقاء

444 42 28
                                    

ْ




لَقَد كُسِرَ خاطِري،وَلَكِنِي راضٍ

لَطالمّا آلَمَني شَيءُ بِداخِلِي طَوالَ أيامّي بَعدَ هَجرِهِ بِتِلكَ الطَريقّة

تَمَنَيتُ دَومّاً لَو تَجمَعُنّا صُدّفّة،فَأستَطيعُ مِن خِلالَها الإطمِئنانِ عَلّى حالِهِ،تَمَنَيتُ دَومّاً لَو أُصادِفَهُ فَأراهُ بِحالٍ جَيدّة وَليسَ مُعَذَبٌ كَما خُيِلَ لِي،وَبِالفِعلِ حَدَثَ ما تَمَنَيتُ بَعدَ دَهرٍ......

فَــرَضيَ ضَميرِي

وَلَكِن كُسِرَ خَاطِرِي

فَقَد تَمَنَيتُ إيضّاً لَو أُصادِفَهُ فَأراهُ يَحتَويني بَينَ أحضانِهِ مُرَدِدَاً كَلِماتٍ تَحكِي قِصّة شَوقِهِ لِي وَرِحلّة بَحثِهِ عَنّي،إنَهُ طَمَعٌ أعلَم،لَكِنِ أرَدتُهُ بِشِدّة

فَكُسِرَ خَاطِري عِندَما رَضّى ضيَمِري

عَلّى كُلِ حالٍ سأمّضي فِي طَريقِي الـّذي إختَرتُه

لَن أتدَخَل بِحَياتَهُ مُجَدَداً

لَقَد وَعدتُه أنَهُ لَن يَرانّي ثانِياً

سأحفِظُ هَذا الوَعد عَلّى الأقَل
























































[لَقَد خَسِرَ الكَثرَ مِنَ الوَزّنِ،لَمعَةُ عَيناهُ قَد إختَفَت،بَشرَتُهُ باهِتّة،لَم يَنظُر لِي،كَانَت خُطُواتَهُ ثَقِيلّة،لَم يَكُن الفَتّى الّذي عَهِدتُهُ،كانَ باهِتّاً مُظلِمّاً كَشيءٍ ضَبابِي،كَضبابٍ مِنَ الماضِي،بَدّى لِي]

تَحَدَثَ بِغَصّة عَن شَخصُهُ الماضّي

فَتَألَمَ قَلبُ الآخَر،لِأنَهُ سَمِعَ تِلكَ الغَصّة وَسَطَ الحُروفِ الّذي رَسَمَتها شِفَتَي صَاحِبَهُ

تَألَمَ دَليلَهُ لِرُؤيّة صَدِيقُه يَتعَذَب بِسَبَبِ ماضِيهِ

وتَألَمَ أكثَر لِفِكرَةِ كَونَهُ لَم يَتخَطّاهُ حَتى الآن بَعدَ كُلِ ما فَعَلَهُ مِن أجلِ إخراجِهِ مِن ماضّيهِ

فَإقتَربَ مِن حافّة الجِسرِ مُذ سَمِعَ شَهقاتِ صاحِبِهُ

[أيُها الحَياة،رِفقاً بِالأصدِقاء]

[أيُها الخالِق،أرِنّا الطَريقَ الصَحيح،دُلَنا طَريقَاً نَنجُو بِهِ مِن ألَمِ هَذا العالَم،يا إلَهّي لُطفّاً بِنا]

بِصُراخٍ هِستِرِي وَسطَ ظَلامِ تِلكَ اللَيلّة نَطَقَ مُتَرَجِياً أيَ سامِعٌ يُنصِت

فَزادَ مِن شَهقاتِ الآخَر

[تَوَقَف عَن الصُراخ سونقهوون،هَذا يَكفِي،سَتَمرَض]

صاحَ بَينَ مِياهُ عَيناهُ أٓمِلاً تَوَقُفَ مَن دَوى صُراخَهُ فِي المَدِينّة

فَلَم تَزِد كَلامِاتُه سِوى إرتِفاعَ صُراخَ الآخَر

[ماذَنبُ صاحِبِي لِيَعيشَ حَياةُ البؤسُ تِلكَ؟!!ماذَنبُنّا نَتَعَذَبُ هَكَذا؟!!لِما لا نَحصُل عَلّى الراحّة؟!أتَضُنُ عَلينّا ذَلِكَ،أَذَلِكَ صَعبٌ حَقّاً؟!،أَإسعادٌ فِتيانٍ خُلِقوا بِرَمشّة أمرٌ كَثيرٍ؟!بِما أخطَأنّا؟! بِحَق السَماءِ لِما نَعيشُ ذَلِكَ؟!!]

لَقَد تَلّى كُلِ كَلِمّة الكَثيرُ مِنَ السيولِ

تَروِي مَدّى إحتِراقُ الرَوع فَيَتبَخَرُ مَا بِداخِلَهُ صادِراً إلىٰ الخارِج بِهَيئَةِ مِياهٌ مالِحّة مُؤلِمة المَنظَر تُسَمىٰ دُموعاً

[تَوَقَف]

صَرَخَ سائِلاً أياهُ التَوَقُف

فَإرتَخّىٰ جَسَدَهُ مُحتَضِنَاً الأرضَ بَعدَ الكَثيرُ مِنَ الصَرخاتِ المُتأَلِمّة

فَقَدَ طاقَتَهُ أخيرّاً

[هوون،فَلنَذَهَب إلّىٰ المَنزِل،المَكانُ بارِدٌ هُنّا]

أسنَدَ صاحِبَهُ المُرهَقُ وَمَضَيا مَعاً فِي طَريقِهُما

ثُمَ أصبَحَت عَادّة لِلأصدِقاء

الصُراخُ فِي الظَلامِ مَعاً عِندَ الشعورِ بَالألَمِ بَدَلاً مِنَ الكِتمانِ وَالبُرودِ

وَأصبَحا يَستَنِدانِ بِبَعضِهِما وَيمضِيانِ بَدَلاً مِنَ الضياعِ فِي هَذِهِ الحَياة






الأصدِقاءُ هُم هَدِيةَ لِبَعضِهِم البَعضِ

هَدِية إلـٰهِية عَظيمّة

أحسِنوا إستِخدَامّها وَأعتَنوا بِها

فَهَي هَديةٌ مِن خالِق الكَونِ لَكَمُ













النِهايّة.....






















Do I Trust Him?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن