Part (19)

3K 91 2
                                    


كانت العائلة مجتمعة علي العشاء يتبادلون اطراف الحديث ويمزحون معا
ميرنا :-
بت ياهاجر عايزين يوم كده نخرج بعد الجامعة انا وانتي وميار واصحابنا ونخربها
هاجر :-
لا ماليش انا في الجو ده فكك مني
ميار :-
وانا كمان زيك ياهاجر
ميرنا :-
ده انتوا مملين اوي
داليا :-
قصدك مركزين في دراستهم مش فاشلين زي سعادتك
ميرنا بهمس :-
ولا يازوز ما تيجي انت معايا
معتز :-
طالما الحوار في بنات دايس معاكي طبعا
ميرنا :-
يامان واطي أنت
يوسف :-
اخبار الشغل اي يا عبد الرحمن
عبد الرحمن :-
ماشي الحال يابابا
يوسف :-
لسه معرفتوش تمسكوا الراجل اللي مدوخكوا وراه بقاله كتير ده
عبد الرحمن :-
للاسف لا يابابا واضح ان الراس الكبيرة بره مصر
وهي اللي بتحرك اللي موجودين في البلد
واللي بيتمسك بالنسبالهم كارت محروق
عز :-
طب مفيش حد قدر يدلكوا علي اي معلومات عنه
عبد الرحمن :-
اي حد من اللي بنمسكهم بيكون عارف دوره في العملية بس مش عارف اي اللي قبله ولا اي اللي بعده بس هنجيبه ان شاء الله
عز :-
ان شاء الله ربنا يعينكوا يابني
كانت هاجر شاردة ولا تأكل جيدا فلاحظت آمال ذلك
آمال :-
هاجر مالك يا حبيبتي مبتاكليش ليه
هاجر :-
مفيش ياتنت انا شبعت الحمدلله
آمال :-
انتي ملحقتيش تاكلي عشان تشبعي
هاجر :-
ماليش نفس والله انا كده تمام

كاد عبد الرحمن أن يتحدث ولكنه توقف عندما سمع رنين هاتفه
أمسك هاتفه فوجده رقم غريب فقام بالرد
عبد الرحمن :-
الو السلام عليكم
اجابه المتصل :-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الرائد عبد الرحمن البدري معايا
عبد الرحمن :-
ايوة انا عبد الرحمن البدري مين حضرتك
اجابه بهدوء :-
انا دكتور عماد من مستشفى.... ياريت حضرتك تشرفنا في المستشفى ضروري في مريض هنا يخص حضرتك
عبد الرحمن باستغراب :-
يخصني انا حضرتك متأكد
عماد :-
عندنا هنا المدام ريهام خالد البدري زوجتك وهي رافضة تتكلم مع أي حد غيرك
عبد الرحمن :-
اي اللي انت بتقوله ده في حاجة غلط في موضوع
عماد :-
ياريت حضرتك تشرفنا لاننا كمان محتاجين نفهم شوية حاجات وعايزين نطمن علي المريضة بس هي رافضة أي حد يدخلها غيرك
عبد الرحمن :-
طيب طيب انا جاي حالا
مسافة السكة مع السلامة

أغلق عبد الرحمن الخط ونهض ليذهب
يوسف :-
في اي ياعبد الرحمن
عبد الرحمن :-
دي مستشفى.... بيكلموني وبيقولوا في مريض هناك يخصني ورافض اي حد يقربله من الدكاتره او الممرضين غير لما يشوفني
هاجر بفزع :-
يمني
عبد الرحمن :-
اهدي ياهاجر الموضوع بره يمني خالص انا هروح اشوف اي الدنيا وهابقي اكلمكوا
تركهم عبد الرحمن ورحل
وبعد أقل من نصف ساعة توقفت سيارة عبدالرحمن أمام المشفي وترجل منها ولديه العديد من التساؤلات
دخل المشفي وذهب للطبيب الذي حدثه
عبدالرحمن :-
معلش ممكن افهم اي اللي بيحصل بالظبط
عماد :-
حضرتك احنا الحالة جات المستشفى وهي عاملة حادثة ولما سألنا اللي جه معاها قال انا معرفهاش هي عملت حادثة في الطريق وانا جبتها علي هنا ودفع الحساب ومشي وساب شنطتها معانا
لقينا في الشنطة جواز السفر بتاعها ومكتوب فيه الاسم لما فاقت فضلت تسألنا اسئلة غريبة وفضلت تنادي عبد الرحمن ولما سألناها مين عبد الرحمن قالت ده جوزي
عبد الرحمن بصدمة :-
جوزها ازاي اي اللي حضرتك بتقوله ده
عماد :-
انا مقولتش حاجة ده كلام مراتك وهي اللي قالتلنا اسم حضرتك عشان كده قدرنا نوصلك
عبد الرحمن :-
بردو هيقولي مراتي يادكتور انا وريهام متطلقين من خمس سنين تقريبا
شرد الطبيب لدقائق وهو يفكر بشئ ما ثم قال بهدوء :-
طب ممكن حضرتك تدخل تشوفها وتجاريها في الكلام وانا هتابعكوا من بعيد وبعد ما تخرج من عندها نتكلم
عبد بنفاذ صبر :-
ماشي
أخذه الطبيب وذهب به إلي غرفة ريهام
توقف عبد الرحمن قليلا فهو ليس مستعدا لرؤيتها بعد تلك السنوات فهو لا يريد أن يتذكر الأيام التي قضاها معها
أخذ نفسا عميقا ثم دلف للغرفة
اقترب من الفراش وقال بتردد :-
ريهام
فتحت ريهام عينيها ببطء وعندما رأته ارتمت بحضنه اما عبد الرحمن فصدم بشدة وكأن احدهم سكب دلو ماء بارد عليه
أصبح عاجزا عن الحركة لم يعرف ماذا عليه أن يفعل
ولكن تدارك الموقف وابعدها عنه فهاجر لا تستحق منه الخيانة
ريهام ببكاء :-
عبد الرحمن انت سبتني وروحت فين ازاي تسيبني لوحدي وانا في الحالة دي
عبد الرحمن احنا جينا مصر ازاي وامتى
احنا مش كنا في لبنان
عبد الرحمن رد عليا انت مش بتتكلم ليه
عبد الرحمن بتوهان :-
اهدي ياريهام المهم انك بخير دلوقتي
مش مهم اي حاجة تاني
ريهام :-
خليك جمبي ياعبد الرحمن متسبنيش
انا عارفة انهم مش هيسيبونا في حالنا
عايزين يقتلوا فرحتنا واحنا لسه عرسان
عبد الرحمن :-
اهدي انا موجود اهو انتي ارتاحي دلوقتي وانا هروح اشوف الدكتور اتطمن عليكي بس
ريهام :-
مش هتمشي تاني صح
عبد الرحمن :-
ارتاحي انتي مش هروح في حته ارتاحي
استجابت ريهام لحديثه واستقلت علي الفراش لتستريح اما عبد الرحمن فكان في دوامة من الافكار لا يفهم ماذا يحدث معه ابدا
خرج ليذهب للطبيب الذي كان يراقب عن بعد ماذا يحدث
عماد :-
للاسف اللي كنت شاكك فيه طلع بجد
عبد الرحمن :-
هو اي اللي طلع بجد هي فقدت الذاكرة يعني ولا اي مش فاهم
عماد :-
هي عملت حادثة قبل كده او اتخبطت في دماغها مثلا
عبد الرحمن :-
اه هي خبطتها عربية قبل كده من حوالي خمس سنين والمخ اتصاب بس الأشعة ساعتها قالت انها تمام وانها ممكن تنسي حاجة بسيطة جدا
عماد :-
الخبطة التانية في دماغها عملتلها فقدان ذاكرة
عبد الرحمن :-
فقدان ذاكرة ازاي مهي فاكراني اهي
عماد :-
تقدر تقول ان الحادثة دي رجعتها للحادثة الأولي يعني هي مش هتفتكر اي حاجة في الخمس السنين اللي حضرتك بتقول عليهم دول
عبد الرحمن بصدمة :-
يعني اي يعني هي فاكرة انها لسه مراتي
مينفعش طبعا كده الدنيا كلها هتتلخبط
عماد :-
لو سمحت حضرتك لازم تتعاون معانا هي مش لازم تعرف الحقيقة دلوقتي احنا هنتعامل كأن كل حاجة تمام يعني بمعني أصح هترجع معاها خمس سنين لورا
عبد الرحمن :-
لا يمكن مستحيل
عماد :-
حالتها النفسية مش هتستحمل اي صدمات
عبد الرحمن :-
يادكتور انا فاهم كل اللي حضرتك بتقوله بس صدقني صعب اني انفذه لاسباب كتير
اولهم اني راجل متجوز ومش هقدر اخون مراتي واجرحها بالطريقة دي والتاني اني مش هقدر اخدع ولا هقدر امثل عليها واتعامل بنفس الطريقة اللي كنت بعاملها بيها في الوقت اللي ذاكرتها وقفت عنده
عماد :-
انا قولت لحضرتك اللي عندي والباقي ده بتاعك يا سيادة الرائد بس اتمني انك تفكر تاني
وخد الموضوع عشان صلة القرابة عالاقل
تركه الطبيب ورحل بينما كان عبد الرحمن في دوامة لا يعرف ماذا يفعل
الافكار تعصف به بشدة
لا يدري بماذا يخبر هاجر عندما يعود
هل يخبرها الحقيقة أم لا
قرر عبد الرحمن الرحيل فهو لا يدري ماذا يفعل
هو فقط يريد أن يري هاجر
يريد أن يضمها إلي قلبه هو لا يريد سواها
كانت هاجر قلقة للغاية لم تستطع النوم بقيت مع الجد وباقي العائلة تنتظر مجئ عبد الرحمن
سمعوا جميعا صوت سيارته دق قلب هاجر بعنف ولا تدري ما السبب
دلف عبد الرحمن المنزل ويبدو علي وجهه ملامح الضيق
وقفت هاجر والقلق بادٍ علي وجهها
عز :-
اتأخرت كده ليه يابني قلقتنا عليك
عبد الرحمن :-
معلش ياجدي غصب عني
آمال :-
طمنا يا عبد الرحمن مين اللي في المستشفى
لم يتحدث عبد الرحمن ونظر لهاجر بارتباك
شعرت هاجر بانقباض قلبها واقتربت منه وقد تجمعت الدموع في عينيها لم ينظر إليها عبد الرحمن بل كان ينظر للارض بصمت
وضعت هاجر يدها علي ذقنه لترفع وجهه لتجبره للنظر إليها
هاجر بقلق :-
بصلي ياعبد الرحمن
يمني كويسة صح
لم يجيبها عبد الرحمن فزادت دموع هاجر أكثر وقالت :-
رد عليا عشان خاطري أختي حصلها حاجة
ادرك عبد الرحمن أن صمته يقتل هاجر فقرر طمنئتها قليلا فقال بهدوء :-
اهدي ياهاجر انا مكنتش عند يمني
يمني مفيهاش حاجة
يوسف :-
طب اتكلم قول في اي بدل ما انت سايبنا كلنا علي أعصابنا كده مين اللي في المستشفى
عبد الرحمن :-
ريهام هي اللي في المستشفى هي اللي عملت حادثة والدكتور كلمني عشان اروح
صدموا جميعا ولكن الصدمة الكبري كانت من نصيب هاجر
يوسف :-
هي ريهام في مصر
عز :-
طمنا يابني هي جرالها حاجة
اما هاجر فكانت تتآكل من الغضب
لما طلبوه هو هل مازال هناك تواصل بين زوجها وطليقته
لماذا ذهب إليها ولما كل هذا الحزن
هل ما زال يحبها
شعرت هاجر بالضياع والغضب الشديد
نظرت إليه بغضب وقالت :-
ويطلبوك أنت ليه؟ بصفتك اي؟
لم يجيبها عبد الرحمن فزاد غضبها وقالت بصراخ :-
رد عليا يا عبد الرحمن اشمعنا انت اللي طلبوك
انت لسه علي علاقة بيها
انت عارف انها في مصر
رد ساكت ليه
عبد الرحمن :-
انا اول مرة اعرف انها في مصر دلوقتي
من ساعة اللي حصل بينا وطلاقنا انا معرفش عنها أي حاجة لا أعرف هي عايشة ولا ميته ولا اعرف هي موجودة فين
هاجر :-
اومال اشمعنا انت اللي طلبوك ليه مش ابوها اخوها او اي حد تاني
ليه مش جدو مثلا
عبد الرحمن :-
هي اللي طلبت تشوفني ياهاجر
صدمت هاجر ومن هول الصدمة لم تستطع التحدث
آمال باستغراب :-
مين دي اللي طلبت تشوفك؟! ريهام ؟؟؟
ريهام اللي سابتك ومشيت زمان
عبد الرحمن :-
ريهام بتاعت زمان غير ريهام بتاعت دلوقتي ياماما
يوسف :-
انت بتتكلم بالالغاز كده ليه ما تتكلم علي طول وتريحنا من الحيرة دي

امرآة بقلب طفلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن