لنبدأ ✨
تجلسين على ارضية غرفتكي الباردة ، تسندين بجسدك الهزيل على السرير ...
لقد مر بالفعل شهران منذ وفات والدك وانتي لازلتي بنفس الحالة ، لا تتكلمين مع احد ولا تخرجين من غرفتك ، حتى الطعام بالكاد تأكلين شيء وحتى لو أكلتي يكون غصبا من السيد لي والذي قد انتقل للعيش رفقتكِ هنا هو وزوجته وكذلك طفله الصغير ..
فتح باب غرفتك مظهرا السيد لي خلفه والذي وكان يحمل بيده طعاما لكل بينما ملامحه حملت حزنا كبيرا على حالك ..
اقترب منكي ليجلس بمقروبة منك ليضع ما بيده ارضا وينظر لك بينما يده اخذت تمسح على رأسك بحنان ...
" الى متى ستظلين هكذا ؟ لقد مرّ شهران وانتي بنفس الحالة ، قلبي يؤلمني لرؤيتكي هكذا ، فقط قولي شيئا او ابكي ، اخرجي كل ما بداخلك ، انتي تقتلين نفسكي هكذا "
اردف بهدوء ولكن كل ما قابله هو الصمت والمزيد منه ، زفر بيأس ليخرج من الغرفة ...
بينما انتي امسكتي تلك الصورة بجانبك تنظرين لها بحزن
" ابي ..عد ارجوك ...اخبرهم انك لم تمت ...اخبرهم ف هم لا يصدقونني "
اردفتي بصوت مبحوح لتضمي قدميكي بقوة الى صدرك بينما عيناكي عادتا تناظران الارض بشرود حتى لمحتي تلك الاقدام واقفة أمامك ...
" ابنتي "
ذلك الصوت اخرجكي من شرودك لترفعي رأسك بسرعة وتنظري له بصدمة
" أ..أبي "
كان يقف امامكي بينما يبتسم لكي ابتسامته الدافئة ..
" لم اعلم ان ابنتي ضعيفة هكذا "
اردف لكي بنبرة حانية جاعلا ملامح الحزن ترتسم على وجهك
" ابي انهم ...انهم يقولون انك مت ... انهم يكذبون علي ابي ..انت امامي انت لم تمت لم تمت !"
اردفتي بإنكسار ليقترب منكي يربت على رأسكي بلطف
" أكملي حياتكي ابنتي ... وأجعليني فخورا "
....
رفعتي رأسكي عن حضنك لتجوب عيناكي الغرفة والتي كانت فارغة ليس بها احد غيرك !
لقد كان كل شيء حلما كل شيء الا موته ، لقد كانت تلك هي الحقيقة الوحيدة ، والتي تمنيتي لو كانت حلما ايضا ولكن للقدر رأي آخر ..
دمعة ساخنة نزلت على خدك لأول مرة منذ شهران ، دمعة تلتها ثانية ثالثة حتى اصبحت كأمطار ...
" أبي !"
صوت صراخكي المتألم هزّ الغرفة وكذلك المنزل بأكمله حتى وصل لكل من فيه ...
نزل الدرج بسرعة واقفا امام غرفتك يناظرك بينما تبكين بقوة بينما زوجته تحتضن جسدكي بشدة وتحاول تهدأتك ...
لينطق بهدوء قاصدا بذلك زوجته
" لا تحاولي تهدأتها ، دعيها تخرج ما بقلبها بالبكاء ، انها مشاعر ظلت مكتومة لفترة طويلة وحان وقت خروجها حتى تستطيع اكمال حياتها "
نظرت لكي الاخرى بحزن لتصمت ولازالت ذراعاها تحتوي جسدك ..
رفعتي نظرك الى السيد لي بينما عيناكي اغرقتا بالدموع ..
" لقد كانت امي ثم اصدقائي ثم ابي ... الجميع يتركني ...الجميع يتخلى عني ...هل انا سيئة الى هذه الدرجة اخبرني "
هو فقط ظل صامتا ينظر اليكي بحزن لتكملي
" عمي لي هل انت ..هل انت ايضا ستتركني ...لا اريد ان اكون وحيدة ...ارجوك سأكون فتاة جيدة ...لا تتركني "
اردفتي بصوت منكسر كاسرة معه قلب الاخر ليفتح لكي ذراعيه بينما يبتسم لكي بحنان لتقفي بسرعة تحتضنيه بقوة ودموعكي قد ازدادت ....
" اقسم لكي بكل ما امتلك ، انا لن اتخلى عنكي ابدا صغيرتي ،ابدا! "
....
تقفين امام قبر والدك ب فستانك الاسود وباقة ورود بيضاء ، هذه المرة انتي تدركين الحقيقة ..
تقدمتي بهدوء لتضعيها على قبره لتردفي بنبرة هادئة
" ابي ، ابنتك هنا ، هي ستفعل ما طلبته منها ، انا سوف اكمل حياتي ابي ، سوف اكون سعيدة و .. "
نزلت دموعكي بغزارة لتكملي
" ولكنني اشتاق لك ابي ، اشتاق لك كثيرا "
اغمضتي عينيكي بقوة بينما ذاكرتكي رسمت لحظات عديدة جمعتكما....
" ابي انظر الى حقيبتي أليست جميلة ، سوف اذهب للمدرسة غدا "
" ابي لا تفلت الدراجة سأسقط لا تفلتها ابي "
" ابي هل حقا صنعت هذه الدمية لي ، انها قبيحة ولكن لابأس انا احببتها "
" ابي لقد كبرت الان لا تخف علي "
" ابي لقد قررت ،سأعتزل هذه الحياة واذهب للجيش "
" ابي ، انا أحبك "
....
وقعتي ارضا تبكين بصوت عالي ..
" ابي ، انا اشتقت لك من الان "
كل هذه حدث تحت انظار السيد لي والذي يقف بجانب سيارته على بعد مسافة منك
يتبع 🖤✨
أنت تقرأ
أصدقاء الطفولة - childhood friends
Romanceروايتي هذه ذات معنى خاص تحمل في طياتها مفهوما خفيا لن يظهر الا في النهاية اتمنى ان تعجب الكل ...استمتعوا~~~