مدرسة مسائِية

Ch3

"مطلُوب مندُوب مبِيعَات

يجِب توفُّر مهَارَات التَّسوِيق

الشّهادَة غَير مطلُوبة"

رمَش بومقِيو عِدَّة مرَّات وهُو يحدّق بمَوقِع الأعمَال ذَاك ووجَد وظِيفَة تُناسِبه

أُشرِقت ملاَمِح وجهِه وتهلَّل فرحًا

فهُو قرَّر أن يسْتسلِم عَن الدِّراسَة وأن يتخلَّى عَن حلمِه بِإيجَاد وظِيفَة أخرَى

هُو هب مِن مكَانِه سرِيعًا وهرَع إلَى موقِع ذلِك العمَل بعْد أن إرتدَى ثيابًا أنِيقًا وسرَّح شعرِه الفحمِي للخلْف بشكلٍ سَاحِر

وأعتقِد .. أنَّه أخطَأ تحدِيد الموقِع؟

لأنَّه يقِف أمَام محِل لإزالَة الشَّعر بِالواكْس

أدَار جسدِه للخلْف كَي يتأكَّد مِن وجُود محِلات أخرَى ووجَد مطعَمٍ تَقليدِي للدِّجَاج المقلِي

إتَّجه بخطُواتِه إلَى البوَّابة الأمَامِية ليدفعُها ويدخُل بإبتسامَة جذَّابة زخرفَت شِفتَيه

ذهَب إلَى الكَاشِير مُتجاهِلاً إكتِظَاظ الزَّبائِن بالطّابُور ثُم أطَل علَيه بعيُونٍ لامِعة "عفْوًا أنَا هُو بومقيو الشَّخص الذِي توَاصل مَع مدِير هذَا المطعَم كَي يقدِّم لِي الوظِيفَة"

تحدَّثت تلْك الفتَاة برسمِية "نعَم تعَال معِي إلَى غُرفة المُدِير"

طبطَب بِكعبَيه علَى الأرضِية المبلَّطة لاحِقًا بالفتَاة حتَّى وصلاَ إلَى بَاب غُرفة المدِير

قامَت هِي بطرْق البَاب فسمَح لهَا المدِير بالدخُول لكِن هِي أفسحَت المجَال لبومقيو بالدُّخول

جَال بنظرِه فِي أرجَاء الغُرفة المُنمّقة وقَد كانَت مطلِيةٌ بِاللون البنِّي المُصفَر مَع منضَدة زُجاجِية توسَّطت مَا بَين المَقاعِد الجلدِية قاتِمة السّواد

رفُوف مُنفصِلة طُبِعت علَى الحَوائِط وقَد كَانت مملُوءَةٌ بالكتُب وأوعِية خزفِية مِن النَّباتَات الصّغِيرة بِأورَاق مُدببَة مَع تمَاثِيل مُومِياء عارِية مُحنّطة

سرَامِيك عتِيق، مكتَب مُنظم وراقٍ بطرِيقة غَير مُكلَّفة مَع مُعطِّر النِّعناع الزّكِي الذِي داعَب أنفِه بطرِيقَة مُغرِية وغِير قانُونِية

نافِذة شاسِعة تطِل علَى العدِيد مِن الأسْوَاق التِّجارِية ومَحِلات كلاسيكِية