‏Ch8

380 56 42
                                    






فِي ليلَة اليَوم العَاشِر مِن شَهر أغسطُس

قرّرُوا الإجتمَاع معًا فِي منزِل بومقيو بِمَا أنَّها عُطلة نِهايَة الأسبُوع

لِقضَاء أمسِية مُمتِعة فِي الفنَاء الخلفِي مِن المنزِل علَى المسبَح

"السِّباحَة فِي مِثل هذِه الأجْواء الصِّيفِية؟ أمرٌ فِي غايَة الرَّوعة" قالهَا بومقيو وهُو يتسطَّح علَى بِلاط الفُسيفسَاء بِاللون الأزْرَق ذُو التَّرابِيع الصغِيرة

يرتدِي سروَال قصِير بِاللون الفسفُورِي الفَاقِع، تجرَّد مِن قميصِه ليبقَى بصَدر عارٍ مَع شَعره الذِي كَان مُبعثرًا بفِعل تجَفِيفه لَه بِالمنشفَة

كَان مزِيجًا مِثاليًا مِن الإثارَة واللطَافة فِي الوقْت ذَاتِه

وهيونينغ كَاي يجلِس بجَانبِه ويتلمَّس بطنِه الطّرِي، فهذِه إحدَى هوايَات كَاي وهِي لمْس بطُون البشَر والطَّبطبَة عليهَا

بومقيو إستقَام ليرتمِي فَوق مَقاعِد الإستراحَة المُخطَّطة وإنضَم فِي النقَاش مَع سوبِين وهيسونغ يُخبرهم عَن آخِر المُستجدِّات لَه

إستَل عصِير الليمُون بالنِّعنَاع المُنعِش مَع شرَائِح البطاطَا المقلِية لكِنَّه توقَّف عنْد الطّاوِلة يحدّق بجاي الذِي يَرتشِف مِن مشرُوب الأنانَاس بينمَا يغمُر رجلَيه دَاخِل المسبَح

كَان يُمسِّد حاجِبَيه ثُم أبعَد الكَأس مِن ثُغرِه ليَستنِد بكُوعِه علَى رُكبتِه بينمَا يرمُق المسبَح بنظرَات فارِغة ومَلامِح غَير مقرُوءة

بومقيو لاحَظ شَخصِية جَاي مسبقًا، كَيف أنَّه مُنطوِيًا علَى نفسِه ويمقُت الحدِيث مَع النَّاس لكِن مَا إن يفتَح فمِه يُصبِح ثَرثارًا ويتفوَّه بِأحادِيثٍ عمِيقَة ودائِمًا مَا تُحِيطه هالَة مِن شرُود البَال مَع قبُوعِه بقوقَعة توزِيع النّظرَات الفارِغة فِي الأنحَاء

لاَ يُحِب السَّطحِية لكِن لاَ يسمَح لِأحدٍ بِإخترَاق حَواجزه

لَا يقترِب منهُم ولاَ يتَطفَّل عَليهِم لكِن لاَ يُمانِع البقَاء حولهُم

لاَ يُشارِك فِي الحدِيث بحُجة التَّرفِيه وتَضيِيع الوقْت، بَل يشرَح وُجهة نَظرِه ويفصَح عَن مَشاعرِه بطرِيقَة مُبهمَة

لاَ يتناقَش عَن الهُراء والتّراهَات بَل عَن المَنطِق والحَق، الوَاقِع والحِكَم

ولاحَظ أيضًا وجُود جرْح طُولِي ومُنتفِخ بفَخذه

فتَح بومقيو عينَيه علَى مِصراعيهمَا لِدَى رُؤيتِه لِإسْودَاد جرحِه ثُم توَّجه صِوبه بعْد أن أحضَر عُلبة الإسعافَات مِن مكْتَب السِّباحَة الذِي يتواجَد فِيه جمِيع أغرَاض السِّباحَة مِن أدوَات الإنقَاذ ومُعدّات الحِمايَة

مدرسة مسائِيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن