مدرسة مسائِية

‏Ch7

راحَت السَّاعَات تمُر الواحِدة تُلو الأخَرى وطُلاب المسَاء يأخذُون الحِصَص العلمِية المُتتالِية مَع المُعلِّم مِين يونغي

والآن آخِر حصَّة لهُم فِي مادَّة الأحيَاء قبْل الإنصرَاف وهُم يقومُون بتدوِين المُلاحظَات

ويونغي يشرَح فِي جهَاز عرْض البَيانَات مَا يُسمَّى بِالمسلاَط بعْد أن غيَّر مِن أسلُوب التّعلِيم التَّقليدِي إلَى التِّكنولُوجِي بطُرقٍ مُبتكِرة

بومقيو يُخربِش غِلاف الكِتاب بِعدَم إهتِمَام وبيدِه الأخرَى يتّكِئ عَلى خدِّه مُقوسًا بجذعِه لِلأمَام وشفتَيه مطوِية لِلأمَام جرّاء ضغطِه علَى وجهِه

"تُعد نبتة الصَّبار مِن العنَاصِر الأساسِية فِي العدِيد مِن المَنازِل نظرًا لخَصائِصهَا الطِّبية وتتميَّز بِأوراقِها السَّمِيكَة ذَات الحوَاف الخشِنة التِي تنمُو لِلأعلَى وتُعتبَر مِن النَّباتَات السَّامة لِلقطَط حيثُ أكْلهَا يُسبِّب لهَا الخمُول والقَيء والإسهَال

وأيضًا التُّولِيب أو الزِنبَق حيثُ تتضمَّن أجْزَاء هذِه الزَّهرتَان علَى مُركَّبات خطِيرة للقِطَط

وأيضًا زهرَة النرجِس والتِي تَحتوِي علَى الليكورِين وتناوُل الزَّهرة للقطَط تُسبِّب فِي إضْطرَاب ضربَات القلْب وضُعف الجِهَاز التَّنفسِي وألَم البَطن

وهُناك الكثِير مِن أنْواع النّباتَات السَّامة لِلقطط المنزلِية والتِي تسُبِّب أعرَاض كَالقيء والضُّعف وتورُّم الحلْق، سيَلان اللُّعاب المُفرَط والطَّفح الجلدِي وإلتهَاب الجِلْد والإسهَال الدَّموِي والنَّوبات وتلَف الكِلى والكِبد وأحيانًا المَوت فِي بعْض الحَالات سنُكمِل البَاقِي فِي الحصَّة القادِمة والآن سَأناقِشكُم فِي مَوضُوعٍ مُهم!"

إنتهَى يونغي مِن شَرْح الدَّرس ليَنتصِف الصَّف مَا بَين مَكتبِه ومقَاعِد الطُّلاب

كَان يقِف بِمَلامِحه النَاعِسَة مَع هالَة القِطَط الغَاضِبة التِي تحُوم حولَه

الطُّلاب إستَغربُوا سبَب رغْبة يونغي بالحدِيث! وإستنكرُوا مَلامحِه المُقتضِبة

إستَرسل يونغي بِنبرَة مُحايِدة عكْس نظَارتِه الذابِلة "لاَ أحتَاج إلَى أي مُقدِّمات! سأقُول هذَا فقَط! هُناك لِص إقتحَم المدْرَسة بعْد مُنتصَف الليل وقَام بِحبْس الحَارِس أتَساءل حقًا مَا مُبتغاه؟ هَل يرِيد سرِقة أثَاث المدرَسة الثّمِينة؟ أم ماذَا؟"

ظهَر البُؤس علَى أوجُه الطُّلاب، تصلَّبت أجْسادهِم وتبدّدَت الحِيرة عَن حَواجِبهم المُقترنَة وهُم يُحاوِلون عدَم إظهَار ردَّة فِعل مُربِكة حتَّى لاَ يُكشفون