(1) خبرٌ مدبر.

571 26 0
                                    

تجلس على مقعدها في المطبخ تحتسي قهوتها الصباحية، قاطع ذلك صوت رنين هاتفها وصوت يقول لها:
" جاهزة؟ "

أجابته بإبتسامة جانبية وهي تنهض من مكانها ترتدي نظارتها الشمسية تاركةً لشعرها القصير العنان:
" إلا جاهزة. "

خرجت من شقتها متجهةً لسيارتها لتذهب إلى عملها.

• بعد وصولها الجريدة •

دلفت إلى مكتبها في الجريدة، ثم قامت بفتح القفل الخاص بخزانةٍ حديديةٍ صغيرةٍ تضعها جوار المكتب، ثم أخرجت منها ملف وهي تبتسم بسخريةٍ ناهضةً من مكانها تتوجه إلى مكتب رئيس التحرير الخاص بالجريدة.

طرقت على الباب فأذن لها بالدخول، فور دخولها وقفت أمام مكتبه وأعطته الملف الموجود بيدها، رمقها هو ببرودٍ ثم قام بأخذ الملف وفتحه فصُدم حين رأى ما دّوِّن به، عندما لمحت وجهه المصدوم وقد شحب وجهه؛ نتيجة صدمته ابتسمت هي بسخريةٍ تقول:
" إيه الصدمة دي يا عامر بيه؟ "

‏ترك "عامر" الملف من يده ثم نظر لها بعدم تصديقٍ مُردفًا:
" إنتِ عايزة تودينا في داهية يا سوزان؟! "

جلست "سوزان" على المقعد الموجود أمام المكتب ثم قالت بهدوءٍ:
" ونروح في داهية ليه؟، الجريدة مش مشهورة بما فيه الكفاية ورأس المال في النازل،  وده هيبقى في صالحنا وهيودي الجريدة في حتة تانية."

أجابها "عامر" بسخريةٍ:
" هيودينا ورا الشمس يا هانم!، دا فيها رِقاب طايرة لو عِرفوا مين نزِّل الخبر، دا لو نزل أصلًا! "

نهضت "سوزان" من جلستها ثم أخذت الملف من فوق المكتب وهي تتحدَّث بجديةٍ وإصرار:
" يا ريت حضرتك تفكر في الموضوع كويس أوي، وشوف الجريدة بدل ما هي مش معروفة كده هتبقى أشهر جريدة فيكِ يا مصر، و هيبقى معانا فلوس متتعدش، أما من ناحية إن حد يعرف الخبر نزل منين فمتقلقش خالص كل حاجة مدروسة بالمللي، مستنية موافقة حضرتك ... عن إذنك. "

خرجت "سوزان" من المكتب، بينما "عامر" شرد أمامه في ذلك الخبر الذي إن تم نشره سترتفع مكانةُ الجريدةِ ... أو سيتقابلون جميعهم بالآخرة!.

منذ أن عادت "سوزان" إلى مكتبها وهي تتابع عملها بإنتباهٍ شديدٍ على الحاسوب الخاص بها -اللابتوب- حتى سمعت طرقاتٍ على الباب ثم دلف إلى مكتبها أحدُ زملاءها بالجريدة يقول لها:
" سوزان، مستر عامر طالبك في مكتبه. "

أومأت له ثم نهضت متوجهةً إلى مكتبه وهي متيقنةٌ من قرارِه النهائي.

دلفت إلى المكتب وعلى ثغرها إبتسامة واثقة وهي تقول:
" ها، نبدأ؟ "

تنهد "عامر" وهو يعود بظهره للوراء قائلًا:
أنا فكرت في الموضوع، ودي حاجة هترفع من مكانة الجريدة فعلًا بس ده في حالة واحدة ... لو متعرفناش. "

ما وراء الحدثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن