كانوا يجلسون مع محامى العائلة ، لفتح وصيه الجد الذى توفى من أسبوعًا كاملاً ، و قد طلب المحامى مجيئهم بعد قول الجد له أن تفتح الوصيه بعد أسبوعًا من وفاته ، و ها هم الآن منتظرين أن تفتح الوصيه و يعرفون ما بها .
لنتعرف أولاً " الجد هو هارون خطاب الصعيدى ، قد كان خبر وفاته مجهولاً بالنسبه لأحفاده الثلاثه الذين يجهلون كيفيه الوفاه ، لم يقص عليهم ابنه و ابنته أى شئ لأبنائهم حسب رغبه الجد أن لا يعلموا شئ إلا فى الوقت المحدد " ._ فى إيه يا متر ، حضرتك مش راضي تقول حاجه و لا حتى بابا راضي يتكلم ... فهمونا في إيه يا جماعه .
أردف بتلك الكلمات الحفيد الأوسط لهارون " بكر " و هو يكون الحفيد الثانى من إبن الجد الأكبر " داغر " ، قالها بكر للمحامي الجالس أمامه مجتمعين فى مكتب الجد فى البيت الكبير الذى يضم أولاده و أحفاده .رد عليه المحامى يحاول تهدأته و يفهمُه الأمر بهدوء :
_ يا بكر إهدى عشان تعرف كل حاجه ، جدك هو اللى موصينى أعمل كده بعد أسبوع من الوفاه ... أنا زيي زيك معرفش حاجه ، أنا لقيته فجأه جالى المكتب و أنا مش متعود عليه ييجى المكتب ، قالى أعمل إيه بس بعد أسبوع كامل و اللى إكتشفته إنه قال كده لوالدك و لعمتك .زفر بكر بضيق من هذا الموضوع ، ثم نظر إلى المحامى و هو يتحدث و يشرح لهم كل شئ بالتفصيل .
_ جدك لما جه و ده الللى إستغربته جدًا ، عطانى ظرف فيه جواب و محرص عليا ميتفتحش غير بعد ما يموت و بإسبوع ، و الظرف أهو ...
و قام بجلب الظرف من إحدى الأدراج فى المكتب ، و أعطاه لبكر الذى قام بفتحه و قرائته بصوت عالٍ حتى يسمع جميع من فى الغرفه .
_ إلى أحفادى الثلاثه رغدة ، بكر ، نجمة ، و زوج رغدة بسام ، من تلك الورقه ستعرفون طريقة موتى التى تجهلونها حتى أبنائى ، ( عنوان مكان ) من هذا المكان ستعلمون كل شئ ... كل شئ لم تكونوا تعلموه أبدًا .أنهى بكر القراءة و الجميع لا يفهم شيئًا من تلك الورقه ، ما علاقه هذا العنوان بموت الجد ؟! و لما خصصها إلى أحفاده و معهم زوج رغدة ؟؟
_ إيه يا جماعه ده بقا ، أنا مش فاهمه حاجه !!
أردفت بتلك الكلمات رغدة و التى تكون الحفيده الأولى للجد من داغر و تكون شقيقة بكر الكُبرى .رد عليها المحامى : إزاى المكان ده ليه علاقه بموت جدكوا ؟ و إيه الموجود فى العنوان ده ؟
بكر : حتى فى موته عامل ألغاز ... هنعمل إيه دلوقت ؟
ردت عليه رغدة شقيقته : هنروح للعنوان !!
نظر إليها بسام بتعجب : إيه يا رغدة يا حبيبتى يا هرمونات حملك هتشتغل و لا إيه !!
نظرت إليه رغدة بضيق : مبهزرش على فكره ، أومال عايزين نعمل إيه يعنى ، و بعدين دى وصيه !!
قال والد بكر و رغدة " داغر " : إيه المطلوب يا متر عشان نعمله ؟!
قال المحامى : هنعمل إيه يعنى !! يا ينفذوا الوصيه و يروحوا المكان اللى محدش فينا يعرفله طريق جره قبل كده ، يا إما ولا كإننا قرينا حاجه و متروحوش فى حته .
بكر : إيه شغل الألغاز ده !! فككوا يا جدعان من الموضوع ده شكله هيطلع فستك فى الآخر .
نطقت نجمة : طب ما تيجوا نجرب ، مش هنخسر حاجه يعنى !!
قالت والدتها " شاديه " : بلاش يا بنتى ، حاسه إن قلبى مقبوض من موضوع مرواحكوا إنتوا بس كده .
بكر : و مين قال إننا رايحين أصلاً و لو هتعملوها أنا مش معاكوا ، عن إذنكوا !!
ثم تركهم و خرج من المكتب يشعر بالضيق من أعمال جده الغريبه و التى كانت تبودو عليه طوال حياه بكر فى هذا البيت الكبير الذى يضمه هو و والده و شقيقته و زوجها و عمته و أبنة عمته .خرج الى الحديقه متوسطه الحجم الموجوده أمام البيت ، أرجع شعره إلى الوراء بضيق ، بعد قليل شعر بيد أحد توضع على كتفه ، فوجدها نجمة التى إبتسمت له فتنهد بكر ، قالت له : مالك يا بكر من ساعت ما الوصيه إتفتحت و إنت مضايق كده ؟!
بكر : جدك ده محوراتى و شكله كان فاضى و مش لاقى حاجه يعملها !!
نجمة : متقولش عليه كده يا بكر حرام دا بقا ميت دلوقت ، إدعيله بالرحمه ، أنا عارفه إن علاقتك بجدو مكنتش قد كده بس أهو راح عند ربنا خلاص .
إبتسم لها بمر و أنيك بيدها يُقبلها : ربنا يخليكي ليا يا نجمتى .
قاطعهما صوت بسام المازح : مش عشان كتب كتابكم كان من يومين هتعملولنا فيها حبيبه .
قال بكر و هو يضحك : كفايه عليك أم كرش اللى ماشيه جنبك دى .
نظرت إليه رغدة التى كانت تقف بجانب بسام بغضب مصطنع : إنت خال مش جدع على فكره ، مش عشان لسه فى الشهر الخامس هبقى بكرش !!
إحتضنها بسام بذراعه و قال : أنا عاجبنى الكرش ملكش دعوه .
رغدة : ها ، هتعملوا إيه فى الوصيه دى ؟
بكر : لا إنت شكل هرموناتك هتشتغل فعلاً !!
نجمة : لا بجد فعلاً با بكر هنعمل إيه ؟!
بكر : أنا مش معاكوا ، إعملوا اللى تعملوه بس من غيرى .
ثم تركهم و دلف إلى البيت و توجه إلى غرفته ، جلس على فراشه يفكر بفضول ، ما سر تلك الوصيه الغريبه ، و موت الجد الذى فاجأ الجميع فى لحظه لا يعلمون سببها و تلك الوصيه كما كُتب بها أن المكان المُدون على الورق هو من سيكشف سر موت الجد و كل شئ لم يعلموه كما كُتب ... فما تلك الأشياء التى لا يعلمونها و ماذا ستكون نهايتها إن ذهبوا إلى ذلك العنوان !!
زفر بضيق ثم خلد إلى النوم ، و أثناء نومه راوده حُلم أم كابوس لا يعلم !!
" كان يقف فى شارع فارغ ليلاً أمام بوابه حديديه لفيلا صغيره نوعًا ما ، فُتحت البوابه حتى أصدرت صوت صرير عاليًا ، و صُدم بكر حين وجد جده يخرج من عند البوابه يمسك بيده كتاب ضخم و يرتدى جلباب أسود اللون ، وقف بالقرب من البوابه و بكر يقف فى منتصف الطريق ، نظر إليه هارون " جده " و هو يبتسم إبتسامه ليست مبشره أبدًا و يقول له :
أوعى ترفض يا بكر ، أوعى ترفض و إلا هتيجى إنت و الباقى و رجليكوا فوق رقبتكوا بس النهايه مش هتعجبكوا أبدًا ... أبدًا يا بكر .
فجأه شعر بكر و كأنه يختنق و لا يستطيع التنفس حتى سقط على الأرض و هو يتنفس بعنف ، فقال هارون و هو يدلف إلى البوابه مره أخرى : أوعى ترفض و متجيش !!
و أغشى على بكر "إستيقظ من نومه يتنفس بعنف و يتصبب عرقًا حتى هدأ تنفسه تدريجيًا و يدور برأسه ما حدث و جده و ما يريده و أجباره على المجئ للعنوان و إلا النهايه سيتكون ليست بهيّنه و على الجميع .
أنت تقرأ
ما وراء الحدث
Pertualanganمجموعة من القصص، حكاياتٌ من نوع آخر ... أحداثٌ نتعرَّف من خلالها على الأسباب والمُسببات، شخصيات متباينة ولكل منها سبب يُكتشف.