2

7.2K 154 6
                                    

الفصل الثاني - عودة الماضي

قفز قلبها من مكانه، ثم أخذ يخفق بعنف.
-لويس...

هتفت بذلك من بين شفتين بالكاد استطاعتا الحركة، لا... هتف بذلك عقلها..إنها هلوسات..إذ تحلم به صاعدا من أعماق مخاوفها..لأن هذا المكان وجنون أبيها هما مترادفان في عقلها مع هذا الرجل..(لا...)
قالت ذلك مستنكرة بصوت مرتفع.

-آسف،ولكن..نعم.

أجابها بذلك هازلا بجفاء.لكن هذا الهزل لم يصل إلى ظلمة عينيه،إذ بدأت الغرفة تظلم حولها وتحولت الصدمة في نفسها إلى ذعر مؤلم.

-اتركني من فضلك.
قالت ذلك وهي ترتجف، متلهفة إلى الابتعاد عنه بعض الشيء لتتمكن من مواجهة الأمر.
-طبعا.

أبعد يديه عنها على الفور، ولسبب غريب، وجدت نفسها تقارن بين موافقته الفورية هذه، وعدم الاكتراث البالغ الذي أظهره ذلك الغريب في الطابق السفلي عندما طلبت منه الشيء نفسه.
ذلك كان رجلا ذكرها بلويس..رجلا لم يعجبها منذ النظرة الأول، بينما لويس..

وقال ونظره مركز على ماكان يجري خلفها:"أرى الحظ بجانب أبيك"
-"أحقا؟"
سألته ذلك بارتياب جعل نظراته تعود إلى وجهها.

لكن كارولين لم تعد تستطيع النظر إليه، إن ذلك يؤلمها،لأن لويس يمثل كل ماتحتقره في رجل، التسلط، الكيد،الخداع،الخيانة.

تملكتها فجأة مرارة غمرت كيانها، أرادت أن تبتعد عنه، ولكن، في اللحظة نفسها، بدا الحشد يفعها، متلهفين لتهنئة أبيها، إظهارا لسرورهم برؤية واحد منهم يهزم الكازينو، عادت ذراع لويس تحيط بها تحميها هذه المرة من دفع الناس لها. وجدت كارولين نفسها مضغوطة إلى جسمه بشكل جعلها تتمنى الموت على ذلك.

تصاعدت دقات قلبها وتسارعت أنفاسها، كان ذلك فظيعا. فقد تدفقت الذكريات إلى ذهنها. لقد تحابا ذات يوم، تحابا كثيرا. وها هما الآن هنا، فقد حشرهما الحشد الذي حولهما معا. جاعلا من ذلك أسوأ عقاب يمنيها به القدر بسبب غبائها في الموافقة على العودة إلى هنا.

قالت بلهجة لاذعة ساخرة:" أما زلت تقامر لتعيش، يالويس؟ لا أدري ماالذي ستفعله هيئة الإدارة إذا علموا أن لديهم، في ناديهم، مقامرا محترفا"
ضاقت عيناه السوداوان،ولأنها كانت مرغمة على الالتصاق به، فقد شعرت بجسده بتوتر..ثم سألها بحذر:"هل هذا تهديد مبطن منك؟"

أهو كذلك حقا؟
سألت كارولين نفسها، مدركة أن كل مايلزم لذلك هو كلمة هادئة لهيئة الإدارة، فيخرجوا لويس بهدوء حازم من هذا المكان، ولكن..

-كان هذا مجرد سؤال.

وتنهدت عالمة بأن ليس لها الحق في انتقاد لويس فأبوها يماثله سوءا.
أجاب:"إذن، الرد على سؤالك هو..لا فأنا لست هنا للعب"
لكنها لم تكن تصغي إليه.فقد خطرت لها فكرة مفاجئة، فكرة جعلت قلبها يقفز في صدرها. فتمتمت بسرعة: "لويس..إذا تحدثت بهدوء إلى مجلس الإدارة بشأن أبي، فهل سيمنعونه من الاستمرام في المقامرة؟"
فقال هازئا:"ولم يمنعونه؟ هو ليس محترفا، بل مجرد رجل تحولت رذيلته إلى هاجس"

أريد حياتك فقط !/ روايات احلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن