7

5.4K 140 1
                                    

7 - استراحة محارب

قال ان تنتبه الى قوله ذاك .. ولكن بعد اربع وعشرين ساعة, كان لويس هو من عليها ان تنتبه اليه وهي تراه يزداد توتراً كلما اقتربا من قرطبة.
جلست بجانبه واخذت تحدق من النافذة الى المشاهد المتغيرة على الدواممتعجبة مما يشغل باله اليوم بهذا الشكل, فالمفروض ان يكون سعيداً, وبجانبه امرأة خاضعة له كل الخضوع, طائعة له كل الطاعة , حصل عليها بلا احتجاج بعدما استلم زمام حياتها بكل غطرسة , حسناً, منذ تزوجا لم تُمنح فرصة للاحتجاج على أي شيء, فبعدما قضى معها تلك الليلة خرج في الصباح مع رئيس رجال أمنه, ولم تره بعد ذلك حتى مجيئه ليأخذها هذا الصباح لهذه الرحلة .
وقد جاء مرتدياً ثيابه للسفر , التي كانت عبارة عن بذلة سوداء خفيفة وقميصاً ابيض , وقد بدا عليه التوتر نفسه البادي عليه الآن , تقريباً!
جهزي نفسك بسرعة , اظن ان بإمكانك ذلك.
كان يتكلم باختصار اقرب الى الفظاظة , ولم يكد يعطيها فرصة للاجابة وعندما عاد بعد ساعة اكتفى بأن القى نظرة سريعة عابرة الى الكنزة الوردية الملتصقة بجسمها والى التنورة النبتية اللون اللتين ارتدتهما للرحلة والغريب انه لم يسمح لنفسه ولو مرة واحدة , بمبادلتها النظر بشكل كامللأنه يعلم ان ذلك دعوة لتبدأ بالتحدث عما في ذهنها مرة اخرى , وهو شيء لا يريده لويس , لا يريده مادام محتفظاً بذلك الحاجز طوال الرحلة , ربما هو خائف ان تسأله اين قضي الليلة الماضية , اخذت تفكر في ذلك بمرارة , فهو لم يقضيها معها , والحقيقة انه لم ينظر اليها, اما هي فنظرت اليه لترى مظهر رجل لم ينل كفايته من النوم.
لكنها هي نامت , نامت كالأطفال , ولم تفتقده قبل ان تستيقظ هذا الصباح فتجد مكانه بجانبها خالياً ممهداً كما كان حين نامت.
كاذبة , هتف هاتف في داخلها بذلك , بل استيقظت عدة مرات لأنه لم يكن موجوداً , وانت ايضاً قد افتقدته !
تمتم لويس وهو يوقف السيارة فجأة " اللعنة .. فتنا المنعطف للتو..."
ثم عاد بالسيارة الى الخلف في الطريق التي اقبلا منها وظل يقود سيارته حتى وصلا الى مفترق طرق عليه لافتة تشير الى ان مكاناً اسمه لوس امينوس هو الى اليسار.
اوقف السيارة مطلقاً زفرة ضيق , ثم اخرج خريطة طرق بسطها امامه واخذ يدرسها مقطباً جبينه , فعبست هي ايضاً " ألا تعرف الى اين نحن ذاهبان؟"
لا.
لم يشجعها جوابه الفظ, هذا , على إلقاءمزيد من الأسئلة , لكن الحيرة تملكتها , فهو لا يضيع عن الطريق ابداً فذاكرته غير عادية.
كم مرة سرت على هذا الطريق ؟
كان إصبعه يتابع الخط الأحمر في الخريطة من ماربيا الى قرطبة .
لم اجئ قبل الآن.
إستغرق منها استيعاب ذلك الجواب لحظة, ثم لاحظت توقف إصبعه على مفترق الطريق هذا , كما افترضت وهي تنظر الى اللافتة , واخيراً سألته " أتعني انك لم تجئ اليه من ماربيا من قبل؟"

أريد حياتك فقط !/ روايات احلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن