5

5.5K 127 0
                                    

الفصل الخامس: أسرار تنكشف

بعد ذلك اصبح كل شيء غائما مشوشاً بارداً, إذ قفز لويس من جانبها ليمسك بأبيها قبل أن يصل إلى الأرض، وهذا مافعله النادل، هو أيضاً، فتمكنا عند ذلك من تمديده على أريكة، أما كارولين فوقفت ضائعة في ضباب الصدمة.

هذا مافعلته أنا.. كانت تفكر في هذا مرة بعد أخرى, لقد قتلت أبي لتوي، لم تستطع أن تتحرك ولكن شخصا آخر، شخصا غريبا رأته أثناء فوضى التهاني تقدم نحو الأريكة بسرعة ثم ركع على الأرض يفحص أباها.
أوحى إليها إذعان لويس له على الفور، بشيء لم تستطع فهمه حالياً، لكنها أخذت تنظر وكأنما من وراء زجاج، وأصابع الرجل الطويله تفحص النبض في عنق أبيها قبل أن يبدأ في حل ربطة عنقه بسرعة ويفتح أزرار قميصه.
قال آمراً: "فيتو ..أحضر حقيبتي من السيارة أرجوك"

أسرع الرجل الذي قفز قبل قليل مع لويس لمساعدة أبيها، مغادراً الغرفة ، ثم أحاطت ذراع بكتفي كارولين بعناية.

كانت تلك المرأة صاحبة الثوب القرمزي التي تمتمت "اهدئي زوجي طبيب وسيعرف ما سيفعل"

-إنه .. إنه يعاني من .. من الذبحة الصدرية.
خرجت هذه الكلمات المرتجفة من حلق كارولين الأشل..
-عليه .. أن ..يأخذ حبوباً هي .. هي في جيبه..أبي!

صرخت بذلك حين تحررت أخيرا من شلل صوتها ثم حاولت الانطلاق إلى أبيها لكن عمة لويس أمسكت بها.
قالت تنصحها:" دعي (فيديل) يقوم بعمله ياطفلتي"

ثم نقلت ماأنبأتها به كارولين إلى زوجها الطبيب.

استدار رأس لويس بعنف، وعيناه السوداوان تلسعان كارولين وكأنها أفشت سراً شيطانيا أرادت من ورائه أن تجرحه.لم تفهم لانظرة الاتهام تلك ولا الغضب البالغ الذي رافقها، كان شاحب الوجه شحوبا هو أشبه بشحوب أبيها المخيف الأغبر.

وجد الطبيب علبة الحبوب فأخذ يقرأ بسرعة الوصفة المصحوبة بها، وفي هذه اللحظة وصلت حقيبته فطلب من لويس الانتباه، طالبا منه أن يخلع ستره أبيها ثم يرفع

قميصه ليضع جهاز ضغط الدم حول الذراع، وأثناء قيام لويس بذلك، كان الطبيب يصغي إلى دقات قلب أبيها.
ربما كان ذلك أمرا عادياً له، يمارسه بكفاءة لكنه بالنسبة إلى كارولين كان هو الأسوأ,, أسوأ شيء مر بها في حياتها, إنها السبب..وشعرت بالذنب ، فعلت به هذا لأنها لم تصر بأن تخبره هي بالأمر على انفراد وبطريقتها الخاصة الرقيقة.

لكنها لم تهتم بالأمر، إلا بعد أن رأت وجهه يمتقع، كانت غاضبة منه، والمرارة تملأ قلبها والواقع أنها أرادت أن تصدمه ليرى بالضبط ماأجبرها على فعله!

ولكن ماجعلته يواجهه كان أهم بكثير مما فعله هو بها.
تمتمت عمة لويس:"لقد ابتدأ يستفيق"

أريد حياتك فقط !/ روايات احلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن