10

5.6K 115 0
                                    

10 - حق السيد

عندما عادا الى الوادي وجدا ان هناك بعض التغيرات حدثت اثناء غيابهما, اذ زينت الحديقة باضواء خفية كما نظف القصر ومائدة الولائم شيدت في الردهة الرئيسية. وما إن دخلا حتى جاءهما صوت فيليب المتكاسل" اراكما تهربان من كل المتاعب "
هذه عادته , بهذا فكرت كارولين وهي تفترب خطوة من لويس الذي امسك بيدهابينما تابع فيليب ساخراً " على العروسين ألا يهملا تفاصيل العرس.. عليهما ألا يهملا زينةالاحتفال "
كان تهكمه لاذعاً, وتمنت كارولين لو تضربه لكلامه اللئيم , لكن لويس قال باسماً من دون اهتمام" إن الفندقية في دمي , فإن كان هناك ما أحسنه , فهو إقامة الحفلات"
ويساعدك في الاحتفال الأهل والأقارب المجتمعون حولك. ما أغرب ماتدفع العلاوة السنوية الناس الى القيام بأشياء ما كانوا يقومون بها في العادة.
سأله لويس بفضول " هل هذا هو السبب في تسكعك هنا وهناك فيليب ؟ لكي تؤمن علاوتك السنوية ؟"
قال " لديّ اموالي الخاصة "
ولكن لويس اصاب منه عصباً حساساً بقوله ذاك.
لم يحرمني أبي من كل شيء.
لا, بل ترك لك ارضاً في نيفادا و الوسائل التي تمكنك من النجاح في استغلالها , هذا اذا ازعجت نفسك بالمحاولة.

بينما انت حصلت على كل ... هذا...
وارتسمت على فم فيليب ابتسامة كريهة , ثم التفت الى كارولين فجأة " اخبريني.."
شعرت بأنه حان دورها لتتلقى لسع لسانه القذر , وقال :" كيف انتهت اللعبة بين أبيك ولويس ؟ كان هناك أناس كثيرون لابد انهم كانوا متلهفين لمعرفة النتيجة"
كان هناك في الكازينو عندما تحدى لويس أباها, بهذا فكرت كارولين ووجهها يشحب , ثم التوت يدها في يد لويس بتوسل صامت لكي يجيب عنها .
شدد قبضته قليلاً, لكنه ادهشها عندما لم يقل شيئاً بل رفع يده الأخرى واذا بفيتو يمثل امامهم فجأة , ضخماً عريض المكنكبين , ذا بنية تسحق الصخر وانتظر ان يكلمه لويس .
وقال له هذا الاخير من دون ان يحول نظره عن فيليب" اصحب كارولين الى غرفتها , يا فيتو, وابق هناك حتى احضر .."
اقشعر جسم كارولين لأنها شعرت بأنه يريد ان يوجه الى فيليب نوعاً من الإنذار الرهيب , وكان وجود حارسه الخاص كافياً لجعلها تلوذ بالصمت , ترك لويس يدها وهو يقول بهدوء" اذهبي مع فيتو لدينا أنا وفيليب اشياء علينا ان نتحدث عنها على انفراد..."
ذهبت , لكنها شعرت بالغثيان , لم تنظر الى الخلف , لكنها استطاعت ان تشعر تقريباً بالرجلين وكل واحد منهما يقوم حجم الآخر وكأنما يستعدان المعركة.
همست لفيتو " ماذا سيحدث؟"
اجاب ببساطة " سيتحدثان , كما قال لويس"

قالت وهي تقترب قليلاً من هذا الرجل الأشبه ببرج ضخم " إنه لا يعجبني "
قليل من الناس من يعجبهم .
وكان هذا كل ما اجاب به , ولكن ما قاله بدا وافياً , ادرك كل من لويس وفيتو شخصية فيليب, فإذا كان فيليب قد حقق في امرهما , فهما ايضاً قاما بالشيء نفسه.
لم يتركها فيتو بمفردها حتى عندما ذهبت الى الحمام , وعندما عادت وجدته واقفاً بجانب الباب , سألته" هل تعرف لويس منذ وقت طويل ؟"
اجاب " منذ كنا في التاسعة , نحن الاثنين"
وفكرت ان هذا يعني انهما كانا في ملجأ الأيتام معاً.
إذن فأنتما صديقان .
وابتسمت وهي تتذكر افكارها عندما كانت مع لويس في السيارة وفيتو يقودها.
قال :" لقد انقذ حياتي مرة"
ولم يزد, على الرغم من ان كارولين حدقت اليه بعدم تصديق لأنها لم تستطيع ان تتصور ان على أي شخص ان ينقذ حياة هذا الإنسان . فقد كان من الضخامة بحيث لا يمكن ان يتعرض لمثل ذلك الخطر.
عند ذلك بدأت المشتريات التي ابتاعتها تصل , فتحول انتباهها عن فيتو , وبعد ذلك بدقائق جاء لويس , وهمس كلمة هادئة لفيتو ثم صرفه فذهب وهو يومئ متجهماً , ماجعل كارولين ترتجف , وعندما انفردت به سألته :" لماذا الحاجة الى حارس خاص؟ هل انا عرضة لخطر ما ؟"
لا, هذا غير وارد مادمت حياً ازرق.
إذن , فأنت هو المعرض للخطر.
لا احد هنا معرض للخطر .
فقالت بعناد :" لماذا الحارس إذن ؟"
إنه مرافق , وقد ارسلته ليرافقك الى هناك إثباتا لذلك , هل اقتنعت ؟
لا , لم تقتنع , وبدا ذلك على وجهها , فقال متنهدا " لا بأس , اشعر ان فيليب يريد القيام بشيء ما , وهذا واضح , ولكن ما مدى النجاح الذي سيحرزه فهذا ما لست واثقاً منه , ولهذا انا احرس نقاط ضعفي ."
وانا نقطة ضعف؟
ابتسم فجأة بكسل متمتماً بإغراء " آه, نقطة ضعيفة للغاية"
واخذ يقترب منها , فرفعت يدها توقفه عند حده وقالت " اريد منك ان تحترمني يا كونت "
توقف , فغالبت هي خيبة املها لئلا تظهر , لكن لويس رآها على كل حال فقال بابتسامة عريضة " إذا لمستك الآن فستصبحين دخاناً"
نعم , إذا لمستني.
لهذا لن ألمسك.
آه " قالت ذلك من دون ان تحاول إخفاء خيبة أملها هذه المرة .
شكراً لأنك ذكرتني بأن عليّ ان احترم الكونتيسة.
في الساعات الأربع والعشرين الماضية تغيرت وعلى مايبدو انه هو ايضاً تغير إذ تبدد الكثير من التوتر الذي تملكه عند حضوره الى الوادي . يبدو الآن رجلاً رائعاً ساحراً, كسولاً مسترخياً عاطفياً خصوصاً عندما ينفردان .
هذا الاستنتاج جعلها ترتمي بين ذراعيه قائلة " خذ قبلة واحدة عفيفة إذن "
فطوقها بذراعيه قائلاً بسخرية " عفيفة ؟"
اجابت " نعم "
ولكن لم يكن ثمة عفة في طريقة وقوفهما وتأوه قائلاً " عليّ ان أذهب"
تذهب؟ الى اين ؟
الى العمل.

أريد حياتك فقط !/ روايات احلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن