part 3

97 13 3
                                    

بعدها و في لحظة انتهى كل شيء ، انتهى الكابوس الذي كنت فيه مند قليل ، لأستيقظ مفجوعة للمرة المئة و العرق يتصبب من على جبيني، لم تمر إلى بضع ثواني من محوالة تهدئة نفسي واضعة يدي على قلبي حتى لمحت شخصا يشبهني أو على الأحرى كانت تلك أنا ، واقعة على الأرض و يخرج الدم من فمها و عيناها ، كنت مصدومة ، أرتجف من الخوف اتجهت نحوها كي أتفقدها ، كانت ميتة و باردة، وتصدر منها رائحة كريهة ، فحت فم تلك الجثث الشاحبة ، كان لسانها مقطوع من أعماقه !

بدأت بالصراخ بشكل هستيري و أنا أزحف نحو الباب و كانت تلك أول مرة أسمع صوتي لهم . أول شخص جاء نتيجة صراخي هو مربيتي ، ثم بعدها حظر الآخرون .
وقف الجميع أمامي ينظرون إلي بصمت
توقفت عن الصراخ و بدأت أقول :
_ لماذا هذه الجثة هنا ؟ ألا ترونها ؟ إنها ميتة ، لماذا لا تفعلوا شيئا إن جثثي هناك !
كنت أردد و أنا أبكي بحرقة و أمسك بأطراف ثوب مربيتي ، أشفق على نفسي بينما هم واقفون كالأصنام ينظرون إلي بكل وقاحة و تمرد ، حاولت أن أشير إلى الجثة بيدي لكن لا جدوى . حاولت حينها تهدئة نفسي و سألت المربية و الدموع تملأ عيناي :
_هل تعلمين من قتلني ؟
_ ماذا تقصدين ؟
_ هنا على الأرض ، جثة مطابقة لي مستلقية على قرب السرير بينما لا تتحرك ، إنها شبه معفنة ألا ترينها ؟
_  ..لاشيء هناك.. لابد أنك تتخيلين !
قالت وهي تمسك بيدي و كانت نبرت صوتها حزينة ، بينما أمي و الباقون كان يظهر على وجههم الغضب لذلك حاولت المربية "إيليا" أن ترجع كل واحد إلى غرفته ، و إنهاء الموضوع.

أقفلت باب غرفتي بعدما انصرف الجميع و أجمعوا على أنني كنت أتخيل ، و عدت إلى لين الميتة فحملتها ووضعتها على سريري و بدأت أنظر إليها بتمعن كانت عيناها مغمضتان بينما تنزل منهما دموع مستمرة من الدم ، و شفتاها البنفسجيتان و وجهها المليء بكدمات تغطيهم طبقة من الدم . آااه كم كانت حالتها مزرية و محزنة !

في صباح يوم غد ، و أنا جالسة كما كنت عليه البارحة سمعت أبي يطرق باب غرفتي بقوة ، سرعان ما فتحت الباب حتى أمسك بدراعي بقوة و سحبني إلى خارج المنزل ثم إلى السيارة و أرسلني مع السائق لمكان لا أعرفه .
أكثر شيء مضحك في القصة هو وجهي حينما قرأة على لافتة أننا في مستشفى الأمراض العقلية ، أخرجني السائق من السيارة بينما استقبلتني سيدة بزي غريب و الابتسامة تشق وجهها العجوز ، فنادت باسمي لكن بنسب مغاير ففرحت و قلت في نفسى حمدا لله أنني لست المقصودة ، لكن السائق أشار لها بأنني هي و غادر بعدما تركني في صدمة لزالت أحاول الخروج منها . اكتشفت فيما بعد أنه قد تم تزوير البيانات من أجل إرسالي إلى هنا و تسجلني بنسب مخالف لنسب عائلته ، مدعين أنني سأسيء بسمعتهم نضرا لنفوذهم و منصبهم الراقي...

صمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن