part 4

78 13 3
                                    

أدخلتني تلك العجوز ، كان المكان باردا إلى حد ما ، الممرات طويلة وهادئة ، الجدران مليئة بالرسومات كالورود و الأوجه المبتسمة ، و أنا مارة ألقي النَّظْرَة على ما بداخل الغرف ، كانت أناس كانوا تقريبا في نفس عمري أو أكثر بقليل ، منهم من يكلم نفسه و منهم من يضرب رأسه و آخرون مربوطين بالسلاسل . استمررنا بالمضيء حتى وصلنا إلى غرفة كالاتي رأيتهن في السابق ،كان بها سرير واحد ، نعم سأكون وحيدة مرة أخرى ، لم أكن حزينة جدا أو قلقة لكنني كنت بدأت أفهم أن الأطفال بنفس عمري مع عائلاتهم و بين أصدقائهم يستمتعون بهذه المدّة من حياتهم بينما أنا لست مستقرة في أي مكان، كنت غاضبة لا حزينة !

فتحت السيدة باب الغرفة لأدخل ، أول شيء لمحته هو تلك الجثة ، الجثة الزرقاء ، كانت مستلقية على السرير ، لقد سبقتني إلى هناك ، سرعان ما رأيتها حاولت الهرب و الصراخ بأعلى صوت ، لا أريد أن أرى نفسي أتألم و أموت ببطء شديد . لكنها أمسكتني بقوة و نادت الممرضات أخريات للإمساك بي معها . جاءت واحدة منهن بسرعة و هي تحمل إبرة بها سائل أصفر و أدخلها في عنقي بقوة حينها شعرت بشلل في جسدي و سواد في عيناي لكن أداني استمرتا بسماع كلّما يدور حولي ، حينها اقتربت مني الممرضة و قالت :
_ كوني مطيعة و احسني التصرف .
لم يكن باستطاعتي فعل شيء !

استيقظت في اليوم التالي ، و كان رأسي يؤلمني ، جلست على السرير و أنا أنظر إلى غرفتي باحثة على جثتي التي كانت بجانبي ، و لزالت تبكي عيناها دما . كانت أمنيتي أن تستيقظ و تخبرني ما الذي حل بها و جعلها في هذه الحالة ، هل هي تتألم ؟ و ما الذي تشعر به ؟.
نزلت من السرير العالي فوجدت عند رأسي ملابس طويلة بيضاء تغمرها رائحة غريبة كانت شبيهة برائحة المخدر الطبي.

ارتديتهم ثم خرجت من غرفتي و ذهبت بهدوء أستكشف المكان ، كان كل من في ذلك المستشفى أشخاص عاديون لا هم وحوشا و لا أشباحا ، مر مدة مند وصولي إلى هنا و كلما رأيت طفلا جديدا التحق إلى المستشفى أحدق به و أقول له "لزالت فقط في بداية حياتك ، سترى الأسوء كلما مكث هنا ، أهرب إذا استطعت" و أعود إلى غرفتي .

كان معظم وقتي أنظر إلى نفسي و أتحدث إليها لم تكن تتجاوب معي لاكنها تسمع صوتي ، كم هذا مريح !
بعيدا عن أوقات أخد الإبر و أكل حبوب ما زلت لا أعلم ما سبب تناولي لها .

كان ذلك المستشفى خاصا بالمختلين عقليا ، لكننا لم نكن كذلك !

مرة 4 سنوات وأنا هناك أشرب أدوية تزيد في ألم رأسي و جنوني وتقلل نومي كان ذلك المستشفى جحيما .

في كل هذه المدة لم يأت أحد ليراني سوى مربيتي ، أتت قبل 3 أشهر ، أتت لتخبرني عن سبب وجودي هنا و عن سبب كره ناس لي ، قالت أن ضميرها يؤنبها كلما مرت على غرفتي ،لذا قررت بمصارحتي كان السبب بالنسبة لي تافها جدا .

(العودة إلى الماضي)
عندما كانت امي حبلى بي في الشهر الثالث ، أصيبت بمرض شديد الْخَطَر و ينبغي لها تلقي علاج مع أنّها حامل بي ، كان يشكل العلاج خطرا كبيرا على صحتي ، و لكنني و بأعجوبة نجوت ، فنصحها الأطباء بإجراء فحوص و تحاليل شاملة بعد انتهاء مدة العلاج و الذي كانت عند بلوغي الشهر السابع ، فوافقت أمي و ثم استخراج عينات مني ، لكن الصدمة كانت عند خروج النتائج و التي كانت برغيبة ، اتضح بعدها أن جيناتي مطابقة لجنات المختلين عقليا ، لذلك بدأ كرههم لي قبل ولادتي حتى . كان ذلك سبب جعل أبي يستمر بإخفائي عن أنظار الناس خوفا من أن أتصرف تصرفا مشتبها أو أحدث الفوضى ، أزحزحه من منصبه .

بعد ذلك اليوم عادت "إيليا" إلي مرة أخرى لتزورني بعد إصرار كبير مني و ترجيها لتأتي إلى كثيرًا ، فسألتها :
_ هل أبدوا لك حقا شخص مختل ؟
_في الحقيقة....
_ماذا ؟؟ أرجوك أخبريني الحقيقة
_ بنسبة لي أنت شخص لطيف و ناعم ، و أنا لا أصدق تلك الخزعبلات .
_إذا ساعديني على الهرب من هنا أرجوك .
_م.. ماذا تقصدين ؟؟
_قلت أريد الهرب ، هل قلت شيئا غير منطقي؟؟
لم ترد علي و انصرفت، كنت أنتظرها بفارغ الصبر كنت أأمل أن تنقذني من المحنة التي أنا فيها

مر أسبوع و أنا أنتظر لكنها لم تأتي حتى كدت أن أنسى الموضوع ، لكنها في الأخير عادت :
_ لقد أتيتي أخيرًا
_ لن أكثر الكلام سيوضع لك سلم تحت نافدة غرفتك .
_توجد كاميرات في كل مكان ، النافذة بها شباك من حديد .
_ لدي صديق مختص بشؤون الكهرباء ، سيعطلها في الساعة 2:30 صباحًا ، يجب عليك الهروب في تلك المدة ، أما بالنسبة للحديد فلتتدبري أمرك ، أعلم أنك تستطيعين ايجاد حل لذلك
_ حسنا سأفعل ، شكرا لك سأكون ممتنة يا إيليا.
_اسمعي يا لين ، أن هربتي و ثم القبض عليك لا تلومينني و إن لم يفعلوا فلتذهبي و لتعيشي حياة في مكان آخر ولا تظهري مرة أخرى.

صمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن