part 5

74 13 3
                                    

عدت إلى غرفتي و نمت كنت أريد أن أحظى بالقليل من الراحة قبل الهروب ، استيقظت مع الساعة 20:00 تمامًا ، تم دخلت إلى الحمام و لبست ملابسي تحت المأزر الخاص بالمستشفى و ذهبت نحو الشباك و بدأت أتكلم معه كي لا أثير شك من يراقب الكاميرات ، في الحقيقة كنت أتفقد نوع المسامير المنغرسة في الجدار ،بعدها توجهت إلى مكان مقابل لعدسة كاميرة المراقبة و بدأت بطلب الأكل لأنني فوت وجبة العشاء خلال مدّة نومي ، و بعد القليل من الوقت جاءت ممرضة و معها صينية الأكل ، أكلت و كلما أمسكت بالملعقة ضغطت عليها بيدي لتنكسر ، و بعد انتهائي من الأكل وضعت الصينية جانبا و انسدحت على فراشي واضعة ودي داخل الغطاء محاولة تكسير الملعقة ، و في وَسَط عمليتي تلك دخلت الممرضة و اتجهت لتأخذ الصينية و تغادر ، و قبل خروجها من الباب ، استدارت و سألتني
_أين الملعقة ؟
فأشرت بيدي نحو مكان فارغ بالغرفة و قلت
_أخدتها تلك.
أدارت وجهها بهدوء و هي تتمتم بكلمات غير مفهومة ، أسرعت بعدها إلى النافدة و بدأت أتحدث معا مرة أخرى و هذه المرة بدأت أضرب رأسي معه ضربات خفيفة واضعة لملعقة على السامير و في كل مرة أصدم بها رأسي أديرها إلى أن خرج أول مِسْمَار ، و استمررت في الحركة إلى أن بقي واحد فتركته ماسكًا الشباك ووعدت إلى فراشي ثم فككت شعري ليسقط على وجهي ولا يتم التعرف على ملامحي بسهولة و جلست أراقب المكان محاولة ألا أظهر ارتباكي .

فجأت سمعت صوت صفير بعدها بثواني انقطعت الكهرباء أدركت حينها أنها 2:30 ليلا ، أسرعت إلى الشباك و أتحسس المكان محاولة إخراج آخر مِسْمَار بسرعة ، كانت تلك النافدة صغيرة جدا استغرق الخروج منه 10 دقائق تقريبًا . هبطت من السلم و حملته إلى السور وقبل أن أقفز إلى الجهة الأخرى دفعته بكل قوتي نحو نافذة الغرفة المجاورة و بدأت بالركض كنت أركض بكل ما أوتيت من قوة لم أسترح دقيقة واحدة و لم ألتفت إلى الوراء استمررت بالجري و السقوط حتى طلوع الشمس كان ذلك المستشفى بعيدًا عن المدينة يقع في وَسَط الغابة ، لذلك أخد مني وقتا للوصول إلى الطرق ، كنت اجري و قدماي مليئتان بالدم . وأخيرًا لقد لمحت طريقًا سيارًا ذهبت و أنا لا أفكر كان كل همي الهروب و لم أنتبه و قطعت الطريق بتهور فإذا بي أسمع صوت مكابح سيارة كادت أن تصطدم بي .

جلست على الأرض و أنا أرتعش من الخوف ، و السيارات تمر من جانبي مسرعة، التفت حولي لأجد سيارة على الرسيف ، لم أستطع الوقوف من شدة الخوف و التعب ، حاولت أن أزحف اتجاه السيارة لأتفقد هل الذي بداخلها بخير ، فخرج قبل أن أصل إليه لقد كان شابا وسيما بعض الشيء ،لكنه تحول إلى اللون الأصفر من شدة الخوف كان يظن أنه أصابني بسيارته ، فأسرع نحوي قائل :
_ ه..هل أنت بخير ؟
 _ماذا ؟... نعم... نعم أنا بخير . 
_ألا تحتاجين إلى الإسعاف ؟
 _لا .. أنا بخير .
 نظر بتمعن و قال
_لا أظن أنك كذلك.. يجب أن أتصل بالإسعاف
_كلااا ! أخبرتك أنني بخير ، لكن (أرجوك) خدني من هنا أرجوك .
 في الأول تردد لكنه أختار قَبُول الأمر عوضا على تكبير الموضع و الوصول إلى الشرطة  . ركبنا السيارة و أنا صامتة و هو كذلك ، كنت أنظر إلى تلك الشمس الساطعة ، تلك هي أول مرة أخرج فيها إلى العالم بعد مدة طويلة .
 فجأة نطق قائلًا:
_من أين كنت هاربة ؟ لقد لمحتك من بعيد.
_لقد حبسونني في ذلك المستشفى اللعين مع  أنني شخص عادي ، أبي من أحضرني إلى هناك ، و لم يزورونني قط .
 _ مهلا ؟؟ هل هربت من مستشفى الأمراض النفسية . 
_ لا تخف ، أقسم لك أنني بكامل قواي العقلية ، ولو لم أكن كذلك لما هربت.
_و لآن إلى أين تريدين الذَّهاب .
_لا أعلم كل همي هو ألابتعاد من هنا و العيش في مكان هادئ _وما العمل الآن ؟؟ 
_لا أعلم . 
_ ما رأيك أن أخدك إلى والدتي ، إنها تدير مكتبة و تعيش في مزرعة يجانب ألمكتبة ، لن تكوني مضطرة على الموافقة ، لكنها ستعتني بك .
_ ليس لدي خِيار آخر سوى القبول
_ أمي لا تحب أن تبقى وحدها ، و ستسعد بمجيئك .
 كان من الصعب الوثوق به ، لكن حسب قول أمي فأنا وحش ، و ليس من السهل التغلب علي .
 وصلنا إلى المزرعة ، كانت  كبيرا و  جميلا  ، استقبلتنا خادمة في الباب بينما هو ذهب ليتحدث مع والدته و بعد بضعة دقائق جاء معه سيدة في أوائل الخمسينيات ، رحبت بي واستمرت بالسؤال عن اسمي و غيرها من الأسئلة المعتادة. غادر ذلك الشاب و ذهبت أنا لأستكشف المنزل ، كان ذو الطراز القديم و ذو أثاثا باهظا كان أفضل بكثير من ذلك المستشفى . مرت الأسابيع و الشهور و أصبح عمري 17 و أنا في منزل تلك السيدة كنا نقضي وقتا ممتعًا بين المكتبة و الاعتناء بحيوانات ح المزرعة و إعداد الحلويات ت و الاحتفال بعيد الميلاد مع قراء المكتبة مند يوم انضمامي إليها و هي تعاملني كابنة لها ، كل شيء أردته كانت تمنحني إياه ، كنت أحبها ، أتكلم إليها و كانت تستمع لي بتمعن و تنصحني و تستمر في مواساتي و إخباري أن الحياة جميلة و يجب أن أعيش عمري ، و أن أترك الماضي يمضي ، في تلك المدة كانت أول مرة أبتسم من أعماق قلبي ، عاد اللون إلى بشرتي و اختفت جتثي من حياتي ، بدا الأمر و كأن كنت في حلم لزج استمر بالإلتساق بي كلما حاولت الخروج منه .

صمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن