الفصل الثالث:" فُرصة لا تُعوَّض"

50 7 17
                                    

"انتَ بتهزر صح؟ ياريتني جيت معاك بجد، موقف تحفة كنت عايز أشوفه لايف".

هذه كانت الكلمات التي خرجت من فم شريف الضاحك، بعدما سرد أحمد الموقف الذي حدث خلال الاجتماع،

تبسّم أحمد وقال :
" هو مضحك وكل حاجة بس الراجل ده مش مرتاحله ياخي، ربنا يستر، المهم احنا هنروح بعد بكرا ان شاء الله نظبط باقي الحاجات وكده، تمام؟"

اومأ شريف بالقبول وجلسا يضحكان كلما تذكرا هذا الموقف.

____________________

في مكان أشبه بصاله كبيره مليئة بالكراسي يُستخدم في الدروس التعليمية، تجلس فتاتان تتحدثان بصوت منخفض وفجأه يفاجؤهما المُدرس قائلا:

" آنسة لميس تتفضل تقولّي ايه أهم العناصر اللي ممكن نستخدمها في معادلتنا اللي على السبورة دي؟"

ساد الصمت في أنحاء الصالة، والتفّت الانظار تجاه المدعُوَّه بـ"لميس" وهي تفرك يديها ببعضها وتقف ببطئ قائله بتوتر: "هنحط أكسجين و نيون؟"

اردف المدرس ساخرًا:
" أكسجين ونيون مع بعض ياقادرة؟ وفي المعادلة دي كمان؟، مانتِ عشان بتتكلمي ومش مركزة متعرفيش اني قاعد بشرح فيها من الصبح!، اللي جنبها تتفضل تقوم تجاوب اللي كنتِ بتتكلمي معاها، اه انتِ قومي جاوبي"

وقفت التي بجانبها وهي ترد بثقه:" هنحط أكسيد ألومنيوم وماية يمستر! والمعادلة التانية هنحط أكسجين وماغنسيوم، أقول لحضرتك نتايج المعادلة؟ "

نظر إليها المدرس بـ تفاجؤ وقال:" برافو شاطرة ياريت تقولي لصاحبتك تبقى مركزه زيك كده! "

ونظر شزرًا لـ لميس :" اقعدي ومتتكلميش تاني"

جلست لميس وهي مازالت في صدمة معرفة صديقتها للجواب وهي من كانت تتحدث معها منذ دقائق، اردفت لها بصوت منخفض:

" غادة، غادة هو انتِ عرفتي الإجابة ازاي واحنا كنا بنتكلم اصلا سوا؟"

نظرت لها غاده قائلة بضحك:

" مانتِ لو بتحلي الواجب كنتي عرفتي عشان كانت في الواجب بتاع امبارح. "

اخفضت لميس رأسها متمتمة:" معنديش وقت، الله! أقطّع نفسي يعني؟"

انهت الفتاتان الدرس ومن ثم خرجتا، وقفت لميس وهي تشير لسائق سيارتها ليأتي ويحمل حقيبتها، ووجهت كلامها لـ غادة قائلة:

" ما تيجي يبنتي أوصّلِك في طريقي! بدل التاكسي، ونكمل كلام"

ردت غادة بلطف وهي ترفع حقيبتها وتقوم بعدلها على كتِفِها:" لا يابنتي مش مهم، هتصرف انا، رَوَحي انتي ومتشيليش هم."

للأعلى سويًا (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن