الفصل السادس: "انفِجار"

29 7 5
                                    

خرجَت بسعادة وهي تقفز كالأطفال مما أضحكه كثيرًا، هذه الفتاة غريبة حقًا!

"اعتذَر لي قدام العيال كلهم! انا لحد دلوقت مش مصدقة بجد اللي حصل"
أنهت كلامها واضعة يدها فوق قلبها الذي ينبض بسعادة مما حدث، تحاول تهدئة ضرباته.

رمقها بابتسامة متعجبة من حالها واردف:" طب الحمدلله كرامتك رجعت يعني؟"
انهاها بضحكة مما جعلها تنظر له من أعلاه لأسفله كما اعتادت.

جاءت غادة بعدها بقليل واردفت:" كان يوم جامد، عمري ما شوفت المستر ده بيتكلم بهدوء كده"
وأكملت بدرامية: "عيشت وشوفته"

ضحكوا جميعًا ثم قاطعهم رنة هاتف حازم، وكان الاتصال من أحد زملاءه في العمل
اردف بقلق :" هو انا اتأخرت ع الاجتماع ولا ايه؟"

رمقته بعدم فهم وقالت:" اجتماع ايه؟"

أجاب وهو يضع هاتفه على الوضع الصامت ويتجه لسيارته:" كان المفروض فيه اجتماع وانا سبته عشان حضرتك، بس شكلي اتأخرت، يلا عشان أرَوَحكوا، واشوف شغلي"

شعر باهتراز هاتفه مرة أخرى عندما كان يهم بالتحرك، شعر ببعض القلق واضطر للإجابة، خرج من السيارة وسرعان ما جاء له الجواب
" حازم انتَ.. انتَ كويس؟؟"
كانت نبرتَهُ قلقة بعض الشئ، أجاب وهو يمسح قطرات العرق الذي تسارعت بالنزول نتيجة لقلقِه:

" انا كويس، هو انا اتأخرت على الاجتماع ولا ايه؟"

"اجتماع ايه!، الشركة اللي كنتو رايحين لها ولعت!"
قالها بصياح مفاجئ وكأنه لم تبقى أي ذرة ثبات انفعالي عنده.

شعر بالعالم يدور حوله، ضاقت أنفاسه واردف بعدم تصديق:" ولعت!! ولعت ازاي! طب.. طب والناس اللي فيها ماتو؟! "

سأل لعل زميله يخالف توقعاته ويخبره بأنه تم انقاذهم جميعًا ولكن صعقته الإجابة أكثر فَ أكثر

" البقاء لله، لحد دلوقت محدش طلع منهم."

لم يشعر بقدماه وانحني على سيارته بصدمة مازالت تحتل أركان وجهه.

كان من الممكن أن يكون في مكانهم الآن! كان سيموت اذا ذهب للاجتماع اللعين! لم يكن يعلم هل يحمد الله أم يواسي نفسه عن الذين ماتو بدون ذنب!
ومديره "عزيز" الرجل الطيب الذي لم يرَ مثله، الذي آمن على ابنته معه، ماذا ستفعل ابنته الوحيدة؟

وماذا سيفعل هو بدونه بعدما اعتاد على وجوده وكأنه أباه الثاني حتى ولو لم ينقضي سوى بضعة أسابيع على معرفته.

خرَجَت من السيارة وهي تتابع حالته التي تسوء بغرابة، ما باله؟

"حازم انت كويس؟"
خرج صوتها قلقًا بشدة، ف منظره لا يوحي بالخير أبدًا.

نظر لها بعينين مرهقتين، دموعه تأبى النزول، يجب أن يتحلى بالقوة أمام هذه الضعيفة!

بعد عدة ثوانٍ حاول فيهم الهدوء والتحلّي بالقوة، وقف واردف بهدوء:" انا كويس مفيش حاجة، تعالي أرَوَحك يلا"

للأعلى سويًا (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن