الفصل الثاني: "اجتماع مُرتَّب"

78 11 8
                                    

صُدِم الجميع ممن يرونه أمامهم، بينما تجمد جسد "شهاب" عندما سمع ذلك الصوت المألوف له.

صاحت الأم "دلال" بفرحة: "عمر!"

جرى المدعو بـ "عمر" فرِحًا وأخذ يضمّ عائلته الغائب عنها ست سنين لانشغاله بأحد شركات والده في أمريكا مع أسرته الصغيرة المكونة من زوجته "هناء" وابنته ذات السبع سنوات "فرح"

أفاق "شهاب" من صدمته على جسد أخاه وهو يعانقه بشوق وحب.

___________________

كان يمشي متمايلًا برفق وهو مستمع بالقهوه التي يشربها، وأخذ يتمتم لنفسه :

"اهو انا مستني المُرَتّب مخصوص عشان أجيب قهوة من دي، بس مش فاهم يعني تفرق ايه دي عن اللي انتَ بتعملها يا حازم؟ ولا أي حاجه، هي مجرد ملذات الإنسان اللي هتوديه ف داهيه وتضيع مرتّبُه، اما احنا يابني آدمين علينا حاجات!"

وفي ظل استمتاعه، صَدَمَ شخصًا ما كان مسرعًا بشدة، وكانت الصدمة قوية لدرجةِ وقوع القهوه من يده وانسكابها!

ظلّ ثابت بضع ثواني وهو ينظر للكوب المسكوب في صدمة، وتحرك بهدوء للرجل الذي قال متأسفًا:

" انا آسف جدا اعذرني مخدتش بالي عشان مستعجل بس.. "

نظر له بطرف عين وغضب، وفجأه صاح قائلًا : "المُرَتّب!! "

____________________

كان ممسكًا بهاتفه يتابع الأخبار بملل، وفجأه ارتفع صوت صراخ شقيقته ف قام بفزع وذهب مسرعًا تجاه غرفتها وفتحها صائحًا بخوف:

"فيه ايه مالِك؟ حص.. "

قاطع كلامه وهو ينظر بصدمة للتي أمامه، ولا يظهر منها ملامح بسبب انها مختبئةً تحت غطائها، لمح بنظرِه شاشة التلفاز مفتوحة على أحد أفلام الرعب،
نظر لها بضيق وهو يتمتم:

"هو اللي انا بعمله ف أحمد هيطلع عليا ولا ايه؟"

ثم علا صوته: "فيه ايه يا رحمه عامله دوشه كده ليه، ده كاتشب يماما مش دم حقيقي، وبعدين انتي خايفه من دي؟ دي عروسة لعبة عادي."

______

"ما تيجي نغيّر الفيلم ده ولا هو جلد ذات وخلاص؟" قالها "شريف" من تحت الغطاء الذي يغطيه هو ورحمه الخائفه.

ردت بخوف وإصرار عكس طبيعتها الخائفة:

"لازم نعمل كده، هنفضل لحد امتى خايفين! "

علّق "شريف" بتهكم وهو ممسك بالغطاء:

" لازم ليه؟ هو احنا رايحين ننتقم! ده فيلم يحبيبتي، ما نتفرج على فيلم كوميدي أحسن ما نطبق للصبح انا عندي شغل ولو مصحتش أحمد هيعمل مني بوفتيك!"

للأعلى سويًا (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن