حنين-P2

87 4 2
                                    

يا إلهي تأخرت عن الجامعة،لم يكن علي التأخر في مشاهدة ذلك الفلم الليلة الماضية.

"كل ذلك حصل في أجزاء من الثانية ، عملية تواصلِ عيونٍ كانت هي الأسرع من نوعها ليُسدَلَ الستار عن نهاية عرضِ حبٍّ لم يبدأ بعد.
عاد الشاب الفريد حسب زعمه إلى عين المكان ، أراد النظر من جديد في عينَيْ من قابل سؤاله بالاعراض عن تقديم أي جواب، وهو الذي ظن أنه منشودُ كل متعطشةٍ لخليلٍ في مضجعها."
هاه؟ هل غفوتُ وأنا أكتب؟ هل كان أنا من كتبت هذا؟
قمت بربط شعري بينما تجهز القهوة ، كان عبقها من أجمل ما قد تبدأ به يومك .
حظيت بفطور كالمعتاد ثم أعلنت وجهتي إلى الجامعة.
أتذكر أنني اِرتدت أول سيارة أجرة لمحتها، ليس وكأنني كنت خائفة من تفويت المحاضرة ..إنه اليوم الأخير له هنا، لقد وعدته بالحضور من أجل توديعه لأنه لن يعود الا بعد خمس أشهر .
ما زال ينتظرني ؟
- المعذرة..هل هذا أنت؟
- عفوا؟!
- لا عليك،خِلتك شخصا أعرفه.
أكملتُ طريقي إلى إحدى القاعات لأحضر الحصة.
كل ما كنت أسمعه بات لا يحرك قيد أنملة من تفكيري ، لم أعد أعلم هل علي البكاء لأنه رحل قبل ان أقول وداعا، أم على عدم مسؤوليتي في الاستيقاظ مبكرا،لما أشعر الأن بالسوء نحوه، أكل هذا كنت قاسية.
"- يونا أغمض عينيك وتمنى أمنية وكذلك سأفعل.
-حاضر...ماذا تمنيتي ؟
-أن نتزوج عندما نكبر . وأنت؟
-أن نكبر "
عدتُ للمنزل ، أخذت قيلولة قبل أن أقوم راكضةً لغرفتي ، تلك الورقة هنا فعلا! أنا من كتبها دون شك ، لكن لما لا أتذكر عنها شيئا ، ارتبت وبحثت هل من احتماليةٍ لأن يفقد المرءُ ذكريات معينة دون أخرى ، وارتحت حين علمت أن الضغوط قد تفعلها.
أكره هذا الهدوء ، يجعل صوت أفكارك عاليا لحدِّ الإشمئزاز، لما لا يوجد أحد في بيتي؟ متى كانت آخر مرة اِلتقت فيها حدقتايَ وخاصةُ عائلتي؟
أتذكر جيدا حينها أنها شعرت بحنين جعل الدموع تتغرغر أدنی مُقلتايَ قبل أن أدرك أنني أبكي. هل أصبت بصدمة جراء فقداني عملي؟ مالذي يحدث لي؟
قضيتُ تلك الليلة في الحمام ، و لأول مرة ولوقت أطول من قامتي شعرت أنني نمت. ـ هل علي الانتقال داخله؟
ـ غبي .. كل ما اِحتجتَه هو البكاء.
غسلتُ وجهي وأول ما فعلتُه قبل أن تعانق أصابعي فنجان القهوة حتی، أنني قررت التوجه للصيدلي. أردت أن أحيط علما بما يحدث في هذا الجسد وهو في عنفوانه.
كانت فكرة سيئة أني استيقظتُ أساساً.

من أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن