يوم آخر غريب، بل دعوني أقُلْ أنَّ عيشي يوما عاديا كسائِر البشر بات هو الغريبَ بعد كل تلك الأحداث التي مررتُ بها.
"من هته الآن التي تتصل بي ."
-ألا زلتي على الخط؟
-أجل ، اسمع أين أنت الان؟
-لا أُحَبذُ إعطاءَ معلوماتي للغرباء .
- كفَّ عن هذا الهراء هذه أنا تشيكا .
"بدا الاسم مألوفا لي، وكأنني قابلتُ شخصاً بهذا الاسم"
-سيدتي لا شك أنكي مخطئة،أنا أدعى يونا وولدت ودرست واشتغلت هنا، ولا أذكر أنني أعرف فتاة بهذا الاسم .
-فقط أخبرني أين أنت.
-"أوساكا."
-فلنلتقي غدا،في مكان عام..
-لا مانع لدي . "وافقتُ بعد أن بدأت تلك الفتاة بالبكاء خلف سماعة الهاتف"
أغلقتُ الخط ، وكنت كل دقيقة أتفقد سجل المكالمات لشَكِّي أنها لم تكن سوى هلوسة أخرى. لكن يبدو أنها لم تكن كذلك .
لاحظت أنه منذ حادثة وفاة ذلك الشاب، لم تعد تخالجني الأحداث الغريبة المعتادة.
مثل اِختفاء الأعمال الأدبية التي كنت أكتُبها،وإحتلامي أثناء النوم وغيرها الكثير،باستثناء ظهورِ تلك الفتاة الشَّبح،والتي لا أعتبرها هلوسَة ، فلا زالت شريطتها معي وأَريتُها ليوجين أيضا ، لكن هذا الأخير لم يأخذ كلامي على محمل الجد.
على أيٍّ ينتظرنا يوم طويل، أتساءل من تكون هذه الفتاة الآن،لا بُد أنها تمر بأوقاتَ صعبة، وانا الذي اعتقدت انني الوحيد الذي يعاني هنا.
أطْبَقت عيناي لأنام ولم أتأخر كثيرا في المحاولة.اِستيقظت على صوتِ رنين هاتفي...
-ألو؟
-لقد شارفتُ على الوصول لمدينة أوساكا..أين تريد أن نلتقي ؟ "كان صوتها أهدأ من الليلة الماضية"
-في مقهى "تايونوتو" مناسب؟
- حسنا سأكون هناك بعد حوالي نصف ساعة.
أقفلتْ الخط قبل أن أدرك أن أمامي ٣٠ دقيقة وحسب ، يا إلهي ما نوع المواصلات التي تستخدمها؟؟قطار كهربائي؟؟
قمت بغسل وجهي سريعا،وفرشت أسناني ، وارتديت ملابس النزهات،لست أفهم لما أنا أحاول أن أبدو بمظهر جذاب!!
استقليت أول حافلة.
-أرجوك أريد النزول عند مقهی تايونوتو .
-على الرحب.
تخيلت ذلك الشاب المدعو يونا جالسا في أحد مقاعد الحافلة يناظرُ النافذة بعيونٍ أذبَلَها الإكتئاب.
"فلتجلس رجاء سننطلق الأن." بصوت مضحك قد صاح فييَّ سائق الحافلة ، فاتخذت نفس المقعد مَجْلسًا أناظر النافذة بنظرات غير واضحةِ التعابير .
وصلتُ للمقهى، متأخرا ب ٧ دقائق .لكن الفتاة لم تعاود الإتصال . لا شك أنها لم تصل بعد .
دخلت المقهى وأعلن جرس الباب عن دخولي ليرتد طرف تلك الفتاة الشبح إلي، ركضت نحوي تحضنني ، لم أفهم شيء مالذي يجري ولما هي هنا الان ؟؟ كان هنالك شيء آخر غريب عدا تواجد الفتاة ذات الشريطة ، هذه المرة كانت مختلفة ، المتواجدون في المقهى كانو منتبهين لوجودها ،منتبهين لحضنها إياي.
-يونا لقد تأخرت ، تعال فلنجلس.
"كلانا كان يجهل حقيقة الجالِس قُبالته. كنت أظنها نفس الفتاة ذات الشريطة، وكانت تظنني خليلها."
![](https://img.wattpad.com/cover/296183140-288-k888432.jpg)
أنت تقرأ
من أنت
Fantasyعندما يكون بين الواقع والخيال خيط أرفع من الذي يتمسك به صاحبنا للحياة، تكون معرفة من أنت مسألة وقت فقط.. 29/12/2021 Tiler