P12 - حقيقة

19 1 1
                                    

متى كانت آخر مرة حضيتُ فيها بحضن كهذا..لنرى،
لا أظنني حصلتُ عليه من قبل.
كانت تشيكا تحضُنني بقوة ، وكذلك فعلتُ أنا. لَم تفارقني القشعريرة حتى بعد أن امتدت المسافة بيننا حيثُ كانت منعدمة.
-فلتحصلي على قسطٍ من الراحة الآن ، الوقت متأخر ، سنتحدث في الصباح ، كما ان الأطباء سيعطونك مسكنا بعد قليل لان النوم ضروري لك في هذه المرحلة .
- سأفعل حاضرة.
غادرتُ من بدأتُ أَتعلقُ بها وقصدت إحدى الشُّرف من أجل تدخين سجارةٍ تعيد لي حضوري الذي بدأتُ أفقده.
-التدخين ليس جيدا يا عزيزي.
"كان ٓصدور صوت شخص ما فجأة في مثل هذا الوقت ومن العدم كفيلا ليصيبك بالاسهال. عن نفسي فقد أوقعت السجارة قبل أن استدير لأجد فتاة الشريطة تلك"
- أنتي مجددا؟
-لقد بدأتْ ألوانك بالبهوتِ يونا سان..
-لم أفهم؟
-إستيعابُك بطيء جدا ، أو ربما انا التي تعلم كل شيء ليس إلا. هذا مثير،للشفقة فقط.
-لم أعد أُصَدق بوجودكِـ على أية حال.. أظنكِ موجودةٌ في عقلي وحسب، تعلمين...لطالما كنت أَخلقُ شخصيات أحب قضاء وقت معها حين أشعر بالوحدة؛ لذلك خلقتكِ في مخيلتي، لكني لم أعد بحاجتك، لأنني وجدتك في الحقيقة . وانتي تقبعين ذاك الس...
-ماذا عنك عندما انتحرت؟ هل كانت تلك مجرد هلوسة أيضا؟ هل ذهابك لمخفر الشرطة وهم هو الآخر؟
-من يدري..
-لا تحاول التهرب من الحقيقة ، تجاهلك لها لا يعني أنها غير موجودة .
-مالذي تريدينه الأن؟
-تلك الفتاة لا يجب أن تصاب بمكروه،ولكي لا يحدث هذا عليك ان تبتعد عنها.
-ماذا؟
-وجودي رهين بها.أنظر..
"كان المشهد مألوفا ، يدها مقطوعة أيضا؟ منذ متى؟ اه ، أتسائل إن قطعت جزءا مني ، هل سيختفي من ذلك الشاب أيضا..ربما جثته تحللت منذ زمن بالفعل.."
-أنا ضائع حقا يا سوداء الجفون ، لما أنا الشخص الوحيد الذي يراكي اذا كنتي موجودة حقا..ربما عقلي يربط بين الأحداث فقط،تعرفين أمراض الانفصام؟ العقل لديه قدرة مرعبة في جعلك تُصَدق وتكَذِّب وتكون شخصا مختلفَ الخصالِ عمَّا كنت عليه.
-لا زلتَ كثير الثرثرة.
-بل أنا كثير التفكير .
-لستُ مهتمة، ستبتعد عنها في نهاية المطاف على كل حال.
-بل أنا أقترب في كل يوم يمر.
-الأمر تقرر بالفعل..
-من قرر ذلك؟ أنتي؟
-لا..نفس الشخص الذي قرر تعليق يونا في تلك البناية.
تبا لك ولقرينك، كلاكما نفس الشخص.
هو جعلني أخسره في البداية، وانت ستجعلني أخسر نفسي .
"عم صوت الصمت أرجاء المكان بعد محادثة صاخبة كان لا يُسمع فيها سوى صدى صوتي"
-مالذي تحاولين قوله؟
-غدا صباحا..سنذهب لشقة يونا، ستعرف الكثير من الأمور.
"اختفت قبل أن أُدلي مقالي الذي أرفض به عرضها، فقد سئمت تلك الدوامات اللامتناهية من الأفكار، أشعر أنني وجدت نفسي أخيرا. لكن صوتا داخلي لم ينفك يريد معرفة ما هو كائنٌ هناك، في حياة يونا التي فقدها "

من أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن