22

1.6K 109 59
                                    

عندما سمع يونغي صوت الطرقِ على الباب الأمامي، هو علِم فحسب أنه لا يُمكن أن يكون أي شيءٍ جيّد. كان بإمكانِه الشعور بذلك.

لَم يكُن مُفاجئاً حتّى عندما قام بفتح الباب ووجد نفسه وجهاً لوجه مع إثنين من عناصر الشُرطة، من بدى عليهما الإعتذار حقاً. ولَم يكُن مُفاجئاً عندما تابعا وأخبراه بأنّ والِده قد توفّي. كان قد وُجد للتو. جرفه التيّار لمدينةٍ صغيرة قريبة. كان من شِبه مُستحيلٍ تمييزه. على الترجح كان في المياه لحوالي يومين.

الجُزء الأسوء بخصوص كُل شيء. لَم يشعُر يونغي بأي شيء. رحل رِجال الشُرطة وهو جلس على سريرِه ببساطة، يُحدّق بالحائِط، يشعُر بالخواء الخدِر يحوم حوله ويُغطّيه كالبطّانية. لَم يكُن هُناك دموع. لا سعادة. لا شيء إطلاقاً.

شعر وكأنه كان يطفو خارِج جسدِه. لَم يكُن هُنالك حياة. ولا مشاعِره ليشعُر بها.

وقد حلّ المساء، بدأت معدته بإصدار ضوضاء لشدّة جوعِه. قام بالنهوض، إمساك عُلبة راميون جاهزة عن المنضدة، وبدأ بغلي بعض الماء. بعد هذا، قام بالجلوس وإنتظار أن يطرى الراميون قبل أن يبدأ الأكل غائِباً ذهنيّاً.

ما الذي كان من المُفترض به أن يفعل الآن بحقّ الجحيم؟




كان جيمين مُستلقياً على فِراشِه، ينوي نظريّاً الذهاب إلى النوم بوقتٍ قريب، لكِن أفكارٌ بشأن يونغي أبقته صاحياً. مضت ثلاثة أيامٍ مُنذ المرة الأخيرة التي أجاب فيها الفتى عن رسائلِه.

كان هاتِفه يتلقّاها، مما يعني أنّ هاتِفه كان مشحوناً على الأقل، لكِن يونغي لَم يُجِب أو يقرأ رسائِله. حتّى أنّ جيمين حاول الإتصال به، ولكِن تمّ تجاهل مُكالمتِه ببساطة.

الجُزء الأسوء حول هذا أنّ جيمين لَم يعلم السبب. بقدر أرجحيّة أنّ يونغي قد سئِم منه ببساطة، كان هُنالك أيضاً فُرصة أنّ يونغي تعرّض لحادِث... أو رُبما تعرّض للضرب مُجدداً،.... ولكِن هذِه المرة، لَم يتدبّر الذهاب إلى المُستشفى.

رُبما كان فاقِد الوعي في بيتِه والشخص الوحيد الذي علِم بشأن هذا كان جيمين. لكِن لَم يكُن بوسعِه فعل أي شيء لأنه لَم يعرِف مكان إقامةِ يونغي.

جيمين:
أعلم أنّك تتجاهل رسائلي

جيمين:
ولكِن أرجوك

جيمين:
على الأقل أخبِرني أنّك بخير

جيمين:
أشتاقُ لك

كان يونغي يجلِس على الأريكة عندما توصّل أخيراً إلى فكرةٍ عمّا يُمكنه فعله. للمرّة الأولى هذا الأسبوع، شعر بنوعٍ من الطاقة وقد نهض ومشى بإتجاه غُرفتِه.

قام بإمساك هاتفِه الذي كان يستلقي قُرب فراشِه لأيام وبسُرعةٍ قام بطلب رقمٍ لَم يقُم بالإتصال به لأشهُر. كان هُناك نوتةٌ ناعِمة بينما إتّصل الهاتِف قبل أن يستطيع سماع أحدهم يلتقِطه.

"يونغي؟ عزيزي؟ هل أنت بخير؟ لماذا تتصِل؟ أحدث شيءٌ ما؟"

كان على يونغي العضّ على شفتِه بألم عندما سمع الصوت المألوف. لأول مرةٍ مُنذ أيّام، هو لَم يشعُر بالفراغ التّام. بدلاً عن ذلك، هو شعر بالألم. الشعور القويّ بالحنين.

"أوما..."

علِم أنّه كان بإستطاعتها سماع الشعور بالضّيق في صوتِه فوراً.

"عزيزي، ماذا حدث؟ أأنت بخير؟" كان صوتها ناعِماً ومُطمئناً.

"إنّه أبّـا... هو..."

RICH KID • YOONMIN || V.K             (مترجمة)Where stories live. Discover now