تقديم

588 60 14
                                    


مع هبوب نسمات العام الجديد حاملة قدرا غير محدود من الفرح، غمرت السعادة والبهجة قلوب سفراء حساب العاطفية العربي، فانطلقنا نزيّن جدران المكان بشرائط ملونة استعدادا لسنة حماسية تكثر فيها حفلات المحبة والألوان.

وبينما جميعنا منهمك في إعداد خطته الجديدة لرحلة متعة شيقة نخوضها معكم، فاجأنا تسلل حمامة بيضاء جميلة عبر النافذة لترفرف بجناحيها الرقيقين في فضاء قاعتنا ناثرة حولنا عطرا عتيقا، قبل أن تحط فوق إحدى الطاولات ونلاحظ الرسالة طيبة الرائحة المربوطة بساقها بشريط حريري وردي.

«سلام الله عليكم من أقاصي السماء،

أنا ليلى العامرية، أيقونة الحب العربية، قد عشت على هذه الأرض زمنا لابأس به، خلدت خلفي زادا من القصائد الغزلية ومن عبر الحب ودروسه الأزلية.

عرفني الناس عبر الأزمان من خلال مجنون ليلى، بعد عمر عشناه شتاتا وخلدنا فيه حبنا النقي على الأرض ليكون عبرة للعابرين. مذ رحلت إلى السماء، ما انفككت أطالع أحوال البشر، أرتشف حلاوة الغبطة زمنا إثر زمن وأنا أرى الناس يحاربون بشراسة في سبيل أحبابهم، يحفظون العهد المقدس ويقفون دون التقاليد والقواعد الواهية التعيسة، حتى تبدل الزمان بغتة وبهتت فيه القيم القديمة وضعف وقع الشعور.

تزايد الكذب وتفاقم الخداع وصار الوفاء أسطورة كحبنا الأبدي، وما عاد أعداء الحب أفراد المجتمع المتصلبين، بل غدت الكمائن والشرور تصدر عن المحبين وتحول رباطهم الوثيق إلى حبل مشنقة يتعاند الطرفان على من يعلقه حول عنق الثاني اولا، بعد أن كان حبلا يحفظ الروابط ويربط نبض المحبين ببعضهم حتى يفنى الوجود فينتقلان روحين متعانقتين تحت جناح الخالق الرحيم.

ما عدت أطيق صبرا على ما آلت إليه الأمور، ورأيت أن علي أن أحمي الحب فوق الأرض كما خلدته فيها، عهدا قدسيا وإيمانا عظيم.

ها هي ذي حمامتي تقصدكم، وها هو ذا مرسالي وعنواني، حتى أسمع من عندكم حكايا المحبين وأقدم لهم من عندي قصصا وعبرا ونصائح تصمد إلى يوم الدين، أرسلها إليهم عبركم فتنثرونها فوق صفحات كتابكم الأمين.»

انطلاقا من هذه الحادثة، فكرنا طويلا ومليا في الطريقة المثلى لتحقيق وصية ليلى -حامية المحبين الصادقين- فقررنا أن ننشر لكم هذا الكتاب بوابة تواصل ثابتة، ترسلون عبره حكاياتكم العاطفية المحيرة وتساؤلاتكم المؤرقة ومشكلاتكم المعقدة في رسالة عبر الاستمارة التالية: استمارة رسائل إلى ليلى.

سوف نقرأ رسائلكم ونرسلها عبر الحمامة البيضاء إلى العامرية، ثم ننشرها في هذا الكتاب دون اسم مع رسالة الرد على لسان ليلى، نقدم لكم نصائح وعبرا، حكما وتوجيهات ونتبادل سويا القصص والحكايات، فتكون لنا نورا على درب الحب الوعرة وإلهاما لكل من يجد في تجارب الآخرين دافعا كي تنسج أنامله نصوصا رومانسية جميلة.

نلقاكم فراولتنا إذا في الفصل القادم مع أول رسائل المتابعين وأول ردودنا الصادقة عليكم وننتظر بالتأكيد تفاعلكم مع المسائل المطروحة بالتعليقات!

رسائل إلى ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن