الرسالة الثالثة

77 14 2
                                    

هناك رسائل كثيرة تصل إلى ليلى، تحتاج ليلى دائما إلى مشاركة متابعيها في كتابة ردود لهذه الرسائل لتقديم أكبر فائدة ممكنة للمرسِلين، ليس فقط هذا، بل ليشعر المرسل بتكاتفنا معا واهتمامنا بتقديم يد المساعدة له وجعله في حال أفضل بكثير.

رسالة اليوم موجّهة لكم جميعا ومحتواها هو التالي:

"مرحبا جميعا

أنا فتاة وقد أتممت الخامسة والعشرين من العمر قبل شهر. تخرجت من الجامعة قبل سنتين وأنا الآن من دون وظيفة وأعتقد أنني أعاني من الرّهاب الاجتماعي.

أعلم، قد يعتقد البعض أنني أتخيل أو ربما تتساءلون كيف اكتشفت ذلك؟ 

قبل عدة أيام كان عيد الإضحى و في هذه الأيام تكثر الاجتماعات و هذا شيء أمقته بشدة أيضا، لماذا؟   لأنني لا أحب التحدث كثيرا ولا أحب الرقص أيضا و كل تلك الأشياء هي مهمة و خصوصا في أيام العيد، علينا أن نتظاهر بالسعادة و ما إلى ذلك من هراء ، لكنني لا أستطيع، أجد نفسي بعد خمس دقائق أخرج من المكان و أجلس وحيدة أعبث بهاتفي. الأمر مزعج حقا و الأمر الأكثر إزعاجا هو عند عودتي للمنزل. أبكي وحيدة على الفراش لأنني وعدت نفسي أنني سوف أتغير، سوف أتحدث، سوف ألقي النكات هنا وهناك لكن الأمر صعب علي، لا أستطيع الخروج من هذه الدائرة، إعطاء نفسي دافعا صباحا ثم البكاء ليلا.

لدي أصدقاء من المدرسة لكننا لا نتواصل، لم أدخل في علاقة عاطفية أبدا حتى لو كانت عن طريق الهاتف.

شكرا أتمنى أنني لم أطل عليكم في الكلام."

بعد أن قرأتم نص الرسالة، أخبرونا أيها الرائعون، ما هي النصائح التي تقدمونها لصديقتنا الجميلة هنا؟

أمّا عن الرسالة التي كتبتها ليلى كي تربّت على كتف صديقتنا وتساعدها على تخطي المشكلة فهي التالية:

" مرحبا أيتها الشابة الحسناء الجميلة،

كيف حالك الآن؟ أرجو أن عينيك البديعتين لم تتورما بسبب البكاء وأن ابتسامة سوف تشق وجهك حين تقرئين هذه الكلمات.

إن نسبة كبيرة من مشكلاتنا، يعود سببها لعدم قدرتنا على تقبل أنفسنا وفهم احتياجاتنا. ما رأيك أن تأخذي نفسا عميقا الآن، أن تتنفسي بنظام وهدوء حتى تستكيني، أن تجلسي إلى مقعد منزو مع نفسك وكلماتي ثم تفكري بهدوء حتى يسعك ترتيب أفكارك المبعثرة؟

هناك حقيقة ثابتة في هذا الوجود، البشر مختلفون، وكل إنسان لديه طباع وخصائص متنوعة وحاجات غير متشابهة. هل تعتقدين أن الجميع يحبون الصخب والاجتماعات الواسعة والحفلات والعلاقات الكثيرة؟ بالطبع لا. البعض يحب هذا والبعض لا يحبه وكلتا الحالتين طبيعيتان جدا.

دعينا نوضح بعض المفاهيم، الرهاب الاجتماعي كاضطراب، ليس مجرد عدم رغبة في حضور المناسبات ومقابلة الناس، وليس مجرد عدم قدرة على التواصل الكثير مع الناس. بل هو أكثر من هذا بكثير، المصاب بالرهاب الاجتماعي، حين يوشك على الذهاب لمكان فيه تجمعات بشرية فإنه يصاب بحالة من القلق الشديد قد تتطور لتصبح خوفا، ليس مجرد توتر فالتوتر عادي، بل قلق، يسبب ارتفاعا في دقات القلب، تعرق مستمر في الجسم والأطراف، قد يصدر عنه ألم في المعدة أو حالة إسهال. المصاب بالرهاب الاجتماعي يجد صعوبة كبيرة في النظر في أعين الناس وخوفا كبيرا من الاحتكاك بهم أو التواصل معهم. الأمر أكبر من أن يكون الفرد غير اجتماعي ولا يحب هذه الأجواء، إنه اضطراب، حالة يخرج فيها الفكر والجسم عن السيطرة. هل هذا ما تواجهينه؟ الحل الصحي والجيد أن تزوري أخصائيا في العلاج النفسي للتعاطي بالطريقة الصحيحة مع المشكلة. يمكنك البحث أكثر فأكثر عن وسائل علاجية للسيطرة على القلق، الكثير من المصادر على الإنترنت توفر تعليمات تساعد على التحكم في القلق. ولكن حسب وصفك، فأنا لا أرى أنك مصابة بالرهاب الاجتماعي، بل تتخيلين أنك مصابة لأنك غير مطلعة بعمق على التفاصيل الدقيقة لهذا الاضطراب. أنصحك بالبحث عنه أكثر.

رسائل إلى ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن