الرسالة الرابعة

59 6 0
                                    


لم تصدق ليلى عينيها وهي تطالع الرسالة التي وصلتها، كل قصص الحب والخذلان قاسية ومؤذية للقلب، غير أن أبشع خيبة في الحب أن يخون الإنسان نفسه ويخذلها، ويَبخل عن تقديم التقدير لها.

تقول رسالتنا اليوم:

"كثير من المشاعر والخيبات أختصرها في سؤال واحد، هل يمكنني يوما أن أُحَب؟

بلوني القاتم وملامحي غير المتناسقة، وكأنه تم وضع عجالة في وجهي وجسدي المتهدل، هل يمكنني أن أُحَب؟

أم أن الحب فقط حكر على الفاتنات؟

تلك النظرة الدافئة المحبة من رجل ما، هل هي حكرٌ لهن؟

ربما لا تعلمين ذلك الشعور، يا ليلى!

الشعور بأنك تريدين إلقاء وجهك على الأرض ودعسه، أن تتألمي على حالك عندما ترين اثنين ينظران إلى بعضهما بلهفة.

كيف لك أن تعرفي إحساس القباحة، يا ليلي؟

لأنني لست فقط قبيحة من الخارج فقط بل من الداخل أيضا.

دعك من روحي المتعفنة وشخصيتي غير الجذابة؛ فذلك موضوع آخر."

هذه المرة مهمة ليلى صعبة، كيف تقنع إنسانا خائبا أنه يستحق التقدير؟ لهذا فإنها تريد أن تستنجد بك أيها القارئ، لتساعدنا على تغيير نظرة هذه الفتاة الجميلة لنفسها، شاركوها واكتبوا بدوركم ردودًا على رسالة اليوم.

أما عن الكلمات التي كتبتها ليلى بصدق شديد لصديقتنا فهي التالية:

"مرحبا أيتها الشابة الغالية والجميلة رغما عن كل شيء، أرجو أنك بحال أفضل وإحساس أرهف وأرق.

هل يمكن أن تُحبي؟ بالتأكيد هذا سيحصل ولكن قبل أن تنطلقي في التفكير المرهق حول احتمالية أن يحبك أحدهم، عليك التفكير بضرورة أن تقدمي أنت الحب لنفسك أولا.

عليك أن تفهمي قاعدة أساسية في هذه الحياة، يعطيكي الوجود ما تعتقدين أنك تستحقينه. إنها معادلة بسيطة، إن شعرت أنك شخص جميل سوف يعاملك المحيط على هذا الأساس وإن آمنت أنك تستحقين الحب فسوف تحصدين الحب.

قبل أن تطالبي العالم عليك أولا، الوقوف أمام نفسك وتعديل بعض الأفكار وترتيبها كما يجب.

أنت لست فتاة قبيحة، فكري في الأمر بعمق، لقد خلقك الله، خلقك بحرص شديد، اختار لك ملامحًا وشكلا دقيقا ومحددا، ولابد أنه قد كان فخورا به جدا حتى يمنحك حياتك، ويقرر أن عليك أن تكوني موجودة وسط هذا العالم، وضمن مجموعة البشر التي خلقها في أحسن تقويم.

لا يخلق الله مخلوقا بشعا أو قبيحا، أنت ككل الآخرين فيك جمال بارز، لا يوجد معيار ثابت للجمال، إنه مختلف ومتغير جدّا، تراه كل عين من منظور مختلف، وهناك حولك من يرى جمالك أنت تحديدا أعظم ظواهر الإبداع في الكون، فلا تكوني أنت أول مستهزئ وغير مقدر لسحرك الخاص.

رسائل إلى ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن