تمرُّ الأيام رتيبة على ليلى، يشبه الليل النهار عند
شرفتها المضيئة وتكاد تكون الغيوم العابرة لفضائها متطابقة، غير أن هديل حمامتها البيضاء كلما اقتربت منها زرع في روحها شوقا وشغفا.هذه المرة كانت الرّسالة الواصلة لها مليئة بالعبرات والألم، مشحونة بالصدق والنقاء والمودة. قرأتها ليلى بإمعان وبكت عند كل هزّة وجع معانقة هذه الروح الملتاعة في مداها.
كانت الرسالة تقول:
"متفاجئ؟ نعم، أنا الفتاة التي دمّرتها بلا مبالاة. التي
أحرقتها حتى تحولت إلى رماد، ولم يتبق منها سوى السراب.
لم أكن على قيد الحياة، إلا بعد ستة أشهر استجمعت فيها الشجاعة لأكتب لك. لا يجوز لك ولن ترى أساسًا هذه الرسالة، لكن ما زلت بحاجة للتحدث.
أعلم أنه من المؤسف أنني أكتب إليك بعد كل هذا الوقت. لكن كبريائي قد دست عليه منذ فترة طويلة. فالآن ليس لدي ما أخسره.
أتذكر اليوم الذي أدركت فيه أنني أحبك.
لقد كان ربيعًا قائظًا. لقد ساعدتني في التقاط مشروعي العلمي، الذي يزن خمسة كيلوغرامات من على الأرض، وقد وقعت في حبك بالفعل. أعلم أنني غبيةٌ جدًا. لكن عينيك لم تستطع إلا أن تدفعني إلى الجنون. منذ ذلك الحين رأينا بعضنا البعض كثيرًا. لقد كنت أساعدك دائمًا في واجباتك المدرسية، كنت تهديني ابتسامتك الرائعة التي تجعل قلبي يرفرف. كل يوم يزداد هوسي بك أكثر فأكثر. لطالما أردت أن ألمسك. فقط ألامسك وكأنما ألامس الغيوم.
وفي ذلك اليوم وبمجرد أنك لمستني عن طريق الخطأ، كنت أشعر وكأن جسمي كله مغطى بالحرارة، وكانت تسري في جسدي قشعريرة مثيرة للشفقة.
لقد أصبحت الأكسجين بالنسبة لي. بدونك أشعر بأنني أختنق.
كان حبي لك مثل وردة أزهرت في قلبي.
كانت جميلة، لكن أشواكها كانت تقتلني.
في السادس والعشرين من مايو. اليوم الذي قررت فيه أخيرًا أن أعترف لك.
وأتعلم ماذا؟ كنت على يقين من أن مشاعري كانت متبادلة من طرفك.
كما اتضح، كنت مخطئة للغاية. سواءً فيك أو في مشاعرك.
ربما لا تتذكر ذلك اليوم. لا أعرف من أين أتت تلك الشجاعة، لكنني لم أهتم. لقد مشيت نحوك وواجهتك بحبي لك.
يا رب، أنت الوحيد الذي تعرف كيف شعرت حينها. رأسي كان يدور من السعادة.
غُطا خديّ بالحمرة، وكان قلبي ينبض بشدة، وكان جسدي كله يرتجف. أعتقد أنك لاحظت ذلك. حتى بدا لي أنك كنت ترد علي.
أنت تقرأ
رسائل إلى ليلى
Randomلربما تمتلك ذكريات عالقة لا تستطيع تجاوزها، بعض المشاكل العاطفية، بعض الأفكار والأسئلة التي تريد طرحها على شخص يرشدك وينصحك دون نقدك... أو ربما تريد الحديث فقط. هذا الكتاب مخصص لك، أكتب لنا رسائلك وانتظر رسائلنا إليك!