أدخلت الرسائل التي تتلقاها ليلى كل أسبوع إلى قلبها فرحا دافئا رغم الٱحزان التي تحملها كلماتها عادة. باتت تشعر بالأنس من خلالها وتجد معنى لحياتها السماوية عبرها. كلماتها تساعد الآخرين وهذا يبهجها، وتفاعل الفراولة مع جميع الردود والمشكلات يمنحها شعورا عميقا بالصمود والدعم.
هذه المرة المشكلة مختلفة قليلا، صديقتنا تقع في الحب الإلكتروني بعد حلم غريب راودها وتجد نفسها في مأزق بين الدين والمبادئ وبين لوعة الحب والشوق ولا تعلم أي طريق تتخذه يشفي حرقة قلبها. هل تعترف بحبها لفارس الأحلام المرغوب؟ أم تتجنب احتمال الخيبة الثقيلة على الروح؟
قرأت ليلى الرسالة بقلب خافق ثم لخصت رغبتها في معانقة الكاتبة عبر هذه الكلمات:
<< كثيرا ما تؤثر بنا أفكارنا وتجرفنا إلى تيارات شائكة ومخيفة، ولعلّ هذا الحلم هو بذرة أفكار وهواجس متشابكة شكلها لاوعيك وتراءت لك على شكل صورة محببة مشتهاة في نومك، ثم حفزك هذا للبحث في شخص الطرف الآخر وزينه لك وجعلتك هذه الأحداث المتتالية تصدقين وجود تشابه وروابط مشتركة بينك وبينه.
قبل التوغل أكثر في خياراتك هنا، هناك حقائق لابد لك من أخذها بعين الاعتبار. أنت لا تعرفين هذا الشخص حق معرفة لكي تحبيه، إنك تعرفينه إلكترونيا وتحبين الحديث معه. غالبا ما تمنحنا الأحاديث الرقمية لذة لا مثيل لها وتسحبنا عميقا، ولكنها لا تقدم لنا حقيقة الأفراد فعلا. إن الصورة التي كونتها عن هذا الإنسان هي صورة ابتدعها عقلك وشكلها لا تمت لشخصيته الحقيقية بأي صلة، هي فقط الصورة التي تتمنينها عنه، صرفت خيالاتك طويلا في حياكتها حتى صدقتها. أنت لا تعلمين حقا كيف يفكر هذا الإنسان، ما هي بيئته وأخلاقه، كيف يتفاعل عند المواقف الحرجة وما هي حقيقة طباعه، بل لا تعرفين حتى إن كنت ستحبين صوته ورائحته وعاداته اليومية وطريقته في اللبس والأكل واللهو. لم تتفاعلي معه على أرض الواقع، لم تتعرفي إلى حقيقته، لم توضعي معه في تحديات تكشف طينته، إنه غريب ألبسته شخصية من صنعك والآن أنت تحبين هذه الشخصية التي صنعتها.
نتحدث عن روابط الحب والإعجاب حين تكون الأحداث والوقائع مبنية على واقع محسوس ومعرفة عميقة وحب لحقيقة الفرد المقابل الثابتة وهو ما لم يحدث في حالتك. ربما عليك محاولة التخلص من الافتتان وتحييد الأفكار التي تبنيها حوله والتركيز في معرفة هذا الشخص معرفة مبنية على أصله ومعاملاته وأفكاره. لا تسمحي لأفكارك الخاصة أن تخدعك.
ثانيا، هذا الإنسان لم يلمح إلى رغبته في بناء أي رابطة ثابتة معك، لو كان معجبا مفتونا بك ما كان ليسمح لك بالذهاب والرحيل من حياته ولتحدى الصعوبات بأن يجعل الحرام الذي تخشون الوقوع فيه حلالا عبر اتخاذ خطوة لجعل ما بينكما شرعيا أو تقديم وعود صلبة على الأقل، لكنه لم يفعل. الرجال في حالة الحب لا يتراجعون خطوة إلى الخلف بل يتمسكون. طالما تفهم رحيلك فمشاعره نحوك عادية، لا تقنعي نفسك بأوهام.
أنت تقرأ
رسائل إلى ليلى
Разноеلربما تمتلك ذكريات عالقة لا تستطيع تجاوزها، بعض المشاكل العاطفية، بعض الأفكار والأسئلة التي تريد طرحها على شخص يرشدك وينصحك دون نقدك... أو ربما تريد الحديث فقط. هذا الكتاب مخصص لك، أكتب لنا رسائلك وانتظر رسائلنا إليك!