أخيرا استطاعت ليلى أن تحرر رسالتها التي نسجتها بخيوط من حرير خلاب يشد جزيئات القلب إلى بعضها البعض عساه يداوي الشروخ الدفينة. وضعتها ضمن باقة معطرة مع رسائل بقية الفراولة وأطلقتها مع الحمامة البيضاء إلى صاحبتها ذات القلب الرقيق النقي:
<< أنا أكثر من يعلم كيف يحب الإنسي منا بإفراط، فإذا تكسر وجه الحلم أمام عينيه ورأى نفسه يرمى بعيدا عن هواه تكسر في داخله كل شيء. لابد أنه شعور مؤلم جدا ولابد أنك أنثى عظيمة جدا لتحبي بهذا القدر طوال هذا الوقت ولتقفي بثبات وعنفوان رغم كل شيء.
لا تصيب خيارات القلب دائما، كثيرا ما نحب ما لا ينتمي إلينا في الواقع، ويخيل إلينا أن الفرح مخبأ فقط في تلك الخيالات الشهية التي صنعناها بأنفسنا، لكنها مجرد خيالات تشبه ما نتوق له ولا تتوافق مع حقيقة الأمور إطلاقا، فالواقع مختلف وعلينا دائما أن نعود لنقف بأصابع صلبة على أديم الأرض.
لو كان الحب مع هذا الرجل الذي انتقيته يعود عليك بسرور ما كان ذهب منك. إن السبب الوحيد الذي يجعل رجلا كهذا يرحل نحو حياة أخرى دونك هي أنه لم يخلق من أجلك منذ البداية، وهنا سيتوجب عليك أن تتوقفي قليلا وتفكري:
إن لم يكن هذا الحب رغم لذته قد خلق من أجلي وليس هذا الرجل شقيق روحي الموعود، كيف يكون جمال الحب الذي خلقه الله بعناية شديدة لي وحدي وكيف يكون الرجل الذي خلقت من ضلع صدره وبطريقة متكاملة معه بمثالية لا خطأ فيها؟
بعض التجارب نخوضها لكي تتفتح قلوبنا أكثر، نتعلم منها دروسا وتتسع بها أرواحنا مدى أوسع. بعض المرارة والحزن نذوقه حتى ندرك نكهة الفرح حين يهب علينا بلا استئذان، فلا تحزني، إنما ازدادي أملا أن في انتظار قلبك ما هو أحلى وأأمن وأكثر احتواء لك.
خذي وقتا مع نفسك وضاعفي إيمانك بأنك امرأة لا مثيل لها ينتظرها قدر عظيم يليق برفعة نفسها. مازلت صغيرة وشابة ومازالت الحياة أمامك شاسعة تحفها المغامرة والحماس، استغلي هذا الوقت لكي تكتشفي ذاتك وتطوري من نفسك وتصنعي منك امرأة الأحلام الساحرة والفاتنة، اشغلي نفسك بتطويرها وتهذيبها وتربية الحلم الجميل داخلك ودعي ما تظنين أنه قد ضاع من بين يديك يتلاشى مؤمنة أنه ما ذهب إلا ليتيح مجالا لما هو أغلى وأهم وأنه لو لم يكن شرا لقلبك ما كان رحل.
هذا العالم يكتض بالأمل في كل ركن منه، كوني شعلة حياة مشتهاة وثقي أن كل هذا الحزن لابد وأن يتلاشى ويمحوه الغد الأفضل فلا يبقى لك منه إلا ذكريات طريفة.
صدقيني، ذات يوم سيخفق قلبك بقوة و ستدركين أن كل ما خضته قبله لم يكن حبا بل محض أوهام وخيالات طفلة صغيرة، سوف تنسين كل هذا وستعودين لتضحكي من لحظات تأثرك في كل مرة وقد أدركت بعد وقت أنك كنت فقط تكبرين وتتشكلين لما هو أصدق وأنقى وأقوى وأحق.
أنت تقرأ
رسائل إلى ليلى
De Todoلربما تمتلك ذكريات عالقة لا تستطيع تجاوزها، بعض المشاكل العاطفية، بعض الأفكار والأسئلة التي تريد طرحها على شخص يرشدك وينصحك دون نقدك... أو ربما تريد الحديث فقط. هذا الكتاب مخصص لك، أكتب لنا رسائلك وانتظر رسائلنا إليك!